التدوير هو أن تستفيد من الشيء المستخدم، بدلاً من أن تتخلص منه أو يشكل عليك عبئ يثقل كاهلك، صحيح أن الأمر يختلف في العالم الرقمي، لا يوجد محتوىً يتم الاستغناء عنه 100%، خاصة وأن محركات البحث في الوجود، فهي من يوصل البائع بالسلعة، والبائع في هذه الحالة هو القارئ أو المتصفح الذي يبحث في قوقل فيصل إلى مقالة أو فيديو منشور من قبل 5 أو 10 سنوات.
إستراتيجية إعادة تدوير المحتوى الرقمي من الممكن أن توفر الكثير من الوقت والمال على الشركات أو الأفراد المهتمين بصناعة المحتوى، يمكن أن تطبق على مستوىً كبير ويخصص لها فريق عمل، أو حتى من الممكن أن يستفيد منها المدون الصغير ويستفيد من المحتوى المتعوب عليها بأفضل ما يمكن، في الفقرات التالية سوف نتعرف على هذا المفهوم وكيف يمكن تطبيقه.
ماهو إعادة تدوير المحتوى ؟
كتب خالد البرماوي قبل عدة أشهر مقالة حول إعادة تدوير المحتوى وخاصة فيما يتعلق بالصحافة الرقمية، وتطرق إلى مسألة إحياة المحتوى الرقمي وتسهيل وصول القارئ إليه حتى وإن كان قديماً، وبالتالي نحن نقوم بدعم ذلك المحتوى (مقالات أو فيديوهات أو أياً كان) بالزوار والقُرّاء بشكل مستمر.
نحن هنا سنذهب أبعد من هذه النقطة، سنتطرق إلى مسألة إعادة التدوير بمعناها الأصلي، فأنت عندما ترمي قارورة الماء البلاستيكية، ففي الغالب سينتهي بها المطاف إلى مصانع إعادة التدوير وتعاد إلى شكل آخر من أشكال البلاستيك، تلك التي تستخدم لحفظ المشتقات البترولية أو أي نوع آخر، لقد تغير شكلها لكن فائدتها لازالت قائمة في محيط آخر.
هذا بالضبط ما نعنيه بإعادة تدوير المحتوى الرقمي، فتلك المقالة المليئة بالمعلومات والفوائد، يمكن أن يُصنع منها فيديو يتم نشره في منصات نشر المحتوى المرئي (مثل اليوتيوب)، المحتوى الأصلي أصبح له صورة أخرى، تحول من محتوىً نصي إلى محتوىً بصري، أصبح له جمهور آخر، أو قد يتحول إلى محتوىً صوتي يسمعه المهتمين أثناء ذهابهم وعودتهم، كما يقوم به الإخوة في مبادرة “صوت“.
إستهداف أكثر من جمهور
قرر رائد الأعمال “Noah Kagan” البدء في برنامجه الصوتي“بودكاست” قبل عدة أشهر، فهو مؤسس تطبيقات Sumo ورائد أعمال أحرز عدة نجاحات وكسب ملايين الدولارات خلال السنوات الماضية، وهو عبر هذا البرنامج الصوتي يقدم محتوىً مميز وفائدة تهم كل رائد أعمال حالي أو مستقبلي، لكنه قرر منذ أول حلقه أن المحتوى الصوتي الذي يقدمه سيعاد تدويره ويتم تحويله إلى شكل آخر.
لقد وضف شخصاً من أجل تحويل المحتوى الصوتي إلى محتوىً نصي، لأن المحتوى المقروء لديه فرصة أكبر للانتشار والبقاء على قيد الحياة، فمحركات البحث سوف تجد طريقها لأرشفته بشكل جيد ومن ثم إيصال المهتمين بالموضوع إليه اليوم وغداً وبعد 10 سنوات، هذا نوع من أنواع تدوير المحتوى، يهتم بتحويل شكل المحتوى بهدف الاستفادة من الجمهور القادمين عبر أكثر من منصة.
مثال آخر: أقوم بكتابة المقالات في مدونة تعليمية متخصصة، وبعد كل مقالة أقوم بإنتاج فيديو يعرض ملخص المحتوى المنشور فيها وأنشره في قناة خاصة في اليوتيوب، مع ذكر رابط المقالة أسفل الفيديو، من أجل استهداف جمهور آخر، جمهور قد لا يجد نفسه في القراءة لكنه يحب المشاهدة.
كذلك هو الحال في بقية الشبكات، في الفيسبوك وانستقرام وتويتر، هنالك الكثير من الجماهير العريضة التي قد تنشط في شبكة ولا تنشط في الأخرى، وأنت كصانع محتوى تريد أن تصل كلمتك والمعلومة التي تقدمها إلى أكبر عدد ممكن، لذلك فأحد الحلول الناجعة هو إعادة تدوير المحتوى.
محتوىً فريد أم مشترك
يمكن إنتاج المحتوى ونشره في أكثر من شبكة، وخاصة الفيديوهات القصيرة، فمعظم الشبكات الاجتماعية المشهورة الآن تدعم النشر المرئي، فشبكة إنستقرام وضعت حد الدقيقة الواحدة ليكون أقصى مدة للفيديو المنشور فيها، يمكن التقيد به وإنتاج فيديوهات قصيرة ليتسنى نشرها فيه وفي تويتر وفيسبوك بشكل متوازٍ.
ذلك هو الخيار الأول والأسهل، ففيه يتم استهداف أكثر من شبكة في نفس الوقت، مجهود واحد وجمهور متعدد، أما الخيار الثاني فهو إنتاج محتوىً حصري لكل شبكة على حدة، ورغم أنه خيار مكلف، إلا أن العائد من ورائه سيكون أفضل، فأنت تميز جمهور شبكتك بمحتوىً فريد، وتوليهم اهتمام خاص، وأنت قادر على دعوة جمهورك الآخر للانضمام لأن ما يقدم هنا مختلف عن ما يقدم هناك.
كانت تلك بعض الأفكار والطرق لإعادة تدوير المحتوى، وهي ليست مثل النسخ واللصق، فأنت هنا تنتج المحتوى بنفسك وتستند إلى مجهودك وليس مجهود الآخرين، كما أنه نوع من أنواع تكريم المحتوى الجيد وإبقاء شعلة الحياة وقادة بداخله، كي ينتفع به أكبر عدد ممكن من بني البشر.
أحدث التعليقات