يجب التفريق بين نصوص التاريخ ونصوص الأنساب فنصوص التاريخ تؤخذ على الظاهر ويدخل فيها احتمالية الأحلاف، أما النصوص النسبية فهي نصوص تتعلق بالأصول والفروع ولكل نساب طبقة يعرف قوله من دقته وغيرها، ولا يستطيع أحد فهم الأنساب بعيداً عن التاريخ لظروفه وتقلباته وأحواله، وفي أنساب السادة العلوية والطالبية والهواشم يجب اعتبار القوم كونهم أسرة علمية مدنية او قد تعجمت أو كونها دخلت البادية، فنحن نجد أن هناك ظروف أجبرت أمراء وأسر علمية للنزول في البادية كبني الأخيضر وبنو جعفر الطيار وبنو حسين بعد زوال إماراتهم اضطروا للدخول في البادية ولكن علامات هؤلاء واضحة فلا نجد لهم أصلا في القبائل المحالفة ومحافظتهم على شرفهم ونكاحهم وإن دخلوا في تجاهل الأنساب، ونسابة اليوم يستدركون على ما فات في الماضي من تفويت في تدوين الأنساب وربطها فقد قدم لنا السابقون من الثقات تراثاً واضحا جميلا من تثبيت الأصول والأسماء التي يمكن التذييل عليها وفق الضوابط والوثائق والموروث وهذا دليل على قوة هذه الأنساب وصمودها بوجه الظروف
الصعبة وهذا من فضل الله ورحمته ومصداق إلهي للكوثر.
أحدث التعليقات