رحل قيدوم الصحافيين المغاربة خالد الجامعي، وهو ينشد مغربا يسع الجميع، مغرب آمن به ودافع عنه بكل جرأة وشجاعة، إذ وقف في وجه الرجل القوي على عهد الملك الراحل الحسن الثاني، اديس البصري.
وأردف الجامعي أنه رد على البصري بالقول “اختطفتني وسجنتني وجلستن على القرعة، مخلتي مادرتي لي بقا ليك غير الموت، أنا غادي نموت واقف”.
ظل ينتقد الوضع السياسي والحقوقي بالمغرب حتى أعجزه المرض، وكان أكثر صلابة وإيمانا بقضية حرية التعبير والرأي، وأكثر فهما للصراع على السلطة في زمن الانعطافات الكبرى.
عرف الجامعي بمقاله الشهير “شكون نتا”، والذي خاطب فيه وزير الداخلية الأسبق ادريس البصري.
يقول الجامعي، متحدثا عن الواقعة، أنه كتب مقالا، يؤكد فيه أن الذي يحكم المغرب هو حزب واحد اسمه المخزن، والباقي خضرة فوق الطعام”، فطلبه البصري في مكتبه بعد ذلك.
راكم الراحل تجربة على المستوى السياسي داخل حزب الاستقلال، إذ وصل للجنة التنفيذية، وعلى المستوى الصحافي، شغل منصب رئيس التحرير صحيفة “لوبينيون”
هكذا غادر خالد الجامعي دنيا الناس واقفا شامخا مدافعا عن آرائه ومواقفه، حتى وإن كانت قاسية أحيانا، لكن يجهر بها في وقت اختار فيه الكثير الصمت، تاركا أثرا طيبا في صفوف مجايليه..
كان بيته محجا للصحافيين والحقوقيين، إذ صار بفضل تجربته التي راكمها على مدار عقود، مدرسة يقصدها كل باحث عن معلومات ومعطيات في مرحلة من مراحل المغرب ما بعد الاستقلال.
وصف الامير مولاي هشام الراحل بكونه هرم من أهرام الصحافة المغربية، ومارس هذه المهنة بكل إخلاص وشجاعة وزهد وجرأة، محافظا على مبادئه ومواقفه المشرفة والصادقة رغم الصعاب، وكان مثالا في المثابرة والصمود في ظروف استثنائية”.
وأضاف قائلا “دخلت عندو وقالي شكون نتا باش تكتب دكشي”، مضيفا أن البصري واصل كلامه بالقول ” كبر منك وأقوى منك طحتهم”.
وأضاف مولاي هشام، في تدوينة “فيسبوكية” “جمعتني بخالد علاقة خاصة، وتعرفت عليه سنة 1975 عندما كنت أبلغ 11 سنة من العمر. ومنذ ذلك الوقت، اختبرت نبل الرجل ونزاهته ووقوفه الى جانب أصدقاءه مهما كانت الظروف، واستفدت الكثير من رؤيته الصادقة للوطن”.
وختم الامير مولاي هشام تدوينته قائلا “يرحل خالد الى رحمة الله ويترك لنا جميعا ولتاريخ بلدنا إرثا نضاليا يرسم الطريق للأجيال المقبلة. رحمك الله أيها الصديق العزيز”.
أحدث التعليقات