وانتقد البكاري “تبرير مشاهد الفرار الجماعي نحو سبتة بأنه تدبير “ذكي” من المغرب في سياق أزمته الدبلوماسية مع إسبانيا”، وعتبر أن “تصوير دولة تمارس الاتجار بالبشر في علاقاتها الخارجية هو الإساءة بعينها”.
ولاقت صور الأطفال الصغار الذين وصلوا سبتة، والمقدر عددهم بحوالي 1600 قاصر، النصيب الأكبر من الانتقاد، حيث حمل عدد من النشطاء الدولة كامل المسؤولية، معتبرين أن الخلافات الديبلوماسية أو أي سبب آخر لا يبرر ترك هؤلاء الأطفال يغادرون المغرب بهذا الشكل.
وكتب المستشار الاستقلالي عادل بنحمزة “هذه الصور لا تستحق سوى عنوانا واحدا هو “الفضيحة”.. متفقون أن المغرب لا يمكن أن يلعب دور الدرك لمصلحة إسبانيا ومعها أوربا، متفقون أن المغرب من حقه أن يستعمل جميع الوسائل للضغط على إسبانيا حفاظا على مصالحه العليا، لكن أن يتحول هذا الأمر المشروع والمطلوب إلى حصة من التعري الذي يظهر أسوأ ما فينا للعالم، وأن يترك قاصرون لمصيرهم وهم يقتحمون سبتة المحتلة سباحة تحت أنظار راشدين، وقد يكون من بينهم أولياؤهم، فهذه فضيحة وهدية مجانية لإسبانيا أحسنت توظيفها في دعاية مضادة”.
ومن جهته كتب الناشط الحقوقي خالد البكاري ” مشهد الأمهات يتابعن عملية الفرار الجماعي، أقسى من صورة القاصرين عند بلوغهم سبتة..هي صورة تلخص كل الحكاية”، وأضاف “الحكاية وما فيها أن بلدا تحول لمعمل يفرخ البؤس، وما البؤس إلا موت الأمل”.
كما دون الكاتب عبد العزيز العبدي “المؤسف فيما وقع في الفنيدق باتجاه سبتة ليس هو نية الدولة في ابتزاز أو رد الصاع لإسبانيا، لأنني وأي عاقل لا نعتقد أن الدولة أقنعت هؤلاء بالهجرة بهذا الشكل، بل في الاستعداد النفسي لهؤلاء الأطفال والنساء في الهروب من هذا البلد/ الحفرة…”
وأضاف “قبل الشماتة في إسبانيا، انظر إلى وجهك في المرآة، وتأمل حصيلة أكثر من نصف قرن من الاستقلال: وطن يهرب منه الأطفال… وطن يهرب من الأطفال”.
واعتبر نشطاء آخرون أن مشاهد الهروب الجماعي، تؤكد أن المغرب لم يحقق شيئا منذ عقود من الاستقلال؛ “عشرات السنين ومازال الواحد مكيشوفش فبلادو مستقبل، عشرات السنين ديال المخططات الزرقاء والخضراء والبنفسجية ووالو، مازال هاجس الهجرة حاضر بقوة، كنظن اللي خدامين على النموذج التنموي مازال عندهم الخدمة، يحلو ديك التقارير ويعاودو يديرو عليها إسقاط حادث الأمس، الحاصول هادشي ماشي طبيعي و ماشي صحّي، خاصة بعد عقود من “التنمية”.
وأضاف “ففي الوقت الذي كان من المفروض أن يكون موضوع الهجرة غير المشروعة آلية للضغط على مدريد، تحول بعبقريتنا إلى ضغط علينا”.
خلفت مشاهد الهجرة الجماعية صوب مدينة سبتة المحتلة، التي شاركت فيها أسر بأكملها، وأطفال صغار، ردود فعل غاضبة، حيث وصف نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هذه المشاهد بـ”الفضيحة”.
وتداول النشطاء صورا ومقاطع فيديو تظهر أسرا ونساء وأطفالا وأشخاصا في وضعية إعاقة، في طوابير لا تكاد تنتهي حتى تبدأ من جديد، إضافة إلى مشاهد شباب وأطفال يهتفون “تحيا إسبانيا تحيا سبتة”، فضلا عن مقاطع فيديو لأطفال آخرين تائهين عن أسرهم، ومنهم من لم ينطلق لسانه بعد، وآخرين يطمئنون أمهاتهم وأسرهم أنهم وصلوا بخير، ناهيك عن صور أطفال يتعرضون للضرب من طرف الشرطة الإسبانية بعد فرارهم، وآخرين يبيتون في العراء.
وكتب الصحافي محمد الراجي “الأمس قلنا إن المغرب شوّه نفسه بفسح المجال أمام أطفاله وشبابه ل”يحرگوا” إلى سبتة المحتلة، وها هي ذي “الشوهة” تتعاظم، حيث انبرى مئات الأطفال الفارّين من جحيم بلدهم إلى الهتاف، وهم محتجزون على يد المحتلّ الإسباني: “ڤيڤا إسبانيا” (عاشت إسبانيا)”.
أحدث التعليقات