عندما كنت في الثانية عشر من عمري صار في حينا عرس وسابقاً كانت الأعراس تقوم في الأحياء حيث توضع خيمة في ساحة المنطقة القريبة من المنزل وعرس النساء يكون عبر نصب خيمة في الشارع تسد الشارع ، وكان العرس لأحد الجيران وخيمة النساء في نفس شارعنا، جلست مع صاحبي “علي” نتكلم ونتحادث وفجأة رأيت أنا وهو جسماً غريباً في السماء فوق الخيمة بالضبط لم نعرف ما هو لكنه كان متشكل على شكل شيء غير مألوف واختفى فجأة سألت صاحبي ” علي ” هل رأيت ما رأيته فقال نعم وصرنا نبحث عن التفسير فقالوا لنا إنه “شيطان ” أو ” جني “.
لا أحب الحديث عن أمور لا أتأكد أنها فعلاً موجودة لكن هناك شواهد في حياتي أكدت وجود هذه المخلوقات حولنا ، بالاضافة أن القرآن الكريم ذكرهم ووصفهم وتوجد سورة كاملة باسم ” الجن ” تتجلى في آياتها الكثير من الحقائق عنهم ، كما أن السحر مرتبط بالجن وقد بين الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة عن السحر حيث قال : ( واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ) ولذا نجد أن السحر علم ضار وهو فتنة لابتلاء البشر في حياتهم وهذا العلم الضار ألفت فيه كتب منها المشهور كتاب ( شمس المعارف الكبرى ) الذي ألف في سنة 622 هجري لمؤلفه أحمد بن علي البوني والمقصود من هذا الكتاب أن يعلم السحر وطريقته وأسماء مردة الجن وطرق تحضيرهم وهنا صور عنه :
( ملاحظة : هذا الكتاب للشعوذة وننصح بالابتعاد عنه وعدم التبحر فيه لما يجر المؤمن من ابتلاء بفتنته وهو مما يورث خسران الدنيا والآخرة )
في حياتي شاهدت ممسوسين بفعل السحر وكيف تحولت حياتهم لجحيم وتغير الشخص من طبيعته السوية إلى حياة غير طبيعية وتعطلت حياته ومصالحه بسبب أناس ملعونون ذهبوا للسحرة والمشعوذين لتخريب حياة هؤلاء المساكين وقد ارتكبوا بذلك جرما خسيسا لن يفروا من عواقبه بالدنيا والأخرة.
قبل فترة سكن شخص من الأعزاء علي جداً شقة جديدة له ولعروسته نسأل الله لهم التوفيق ولكن ما حصل في هذه الشقة أمر لم يكن بالايجابي اطلاقا فحدثني عن ظهور دخان وروائح كريهة وأصوات أطفال وسماع ضجة في مكان فارغ وخالي كما أنهم شاهدوا خيال رجل في البيت وعندما سألوا أفادوهم بأنها شقة مسكونة وأنه بالاضافة لذلك فالشقة استخدمت لأعمال السحر سابقاً.
أعرف أحد أبناء العمومة في الخارج ممن هم في العقد الخامس معروف بالورع والتقوى وأنه صاحب عبادة وممن عرفوا بالزهد والتواضع كان يقصده الناس أحيانا للرقية وقد ترك هذا الأمر قبل عشر سنين تقريباً بعد أن كانت له تجربة في هذا الامر ، في البداية سألته عن صاحبي الذي سكن في الشقة وما ظهر له من الأمور فجاوبني بأن هذه الشقة كان يسكن فيها شخص مبتدئ في السحر والشعوذة وحضر جن ولم يعرف كيف يصرفهم لذلك بقوا عالقين فيها وبالتالي سيؤذون من يعيش فيها ، فرديت عليه بأنه ذات التشخيص الذي قيل لصاحبي وهذا مما أبدى تعجبي في البداية ، ثم صرت أسأله وهو يجيب فقال لي عن تجاربه وما يعرفه خلال تلك الفترة التي قضاها في علاج الناس فكان من ايجاز ما ذكر (( أن الجن فيهم الذكر والأنثى والجنية أشد بأسا من الجني ، كما أن لهم لغة تخصهم وهم على عدة ديانات يعيشون في المقابر والأماكن التي لا يعيش فيها البشر ويعيشون على العظام وروث الحيوانات – أجلكم الله – وهم يختلفون بالحجم فمنهم من هو بحجم الفأر بينما العفريت أو ما يسمى أحيانا بالمارد يأتي حجمه كالجبال لكنه قادر على التشكل بأشكال صغيرة فهم كالدخان وأنه في أحد الحالات التي كان يرقيها ظهر له الجني على هيئة قط أسود ، كما ذكر أن الجن يعتمدون على خوف الانسان فالذي يخاف منهم يستغلون خوفه فيقومون بتخويفه أكثر وأكثر وعلينا أن لا نخاف منهم متحصنين بالثقة بالله وذكر الله وآيات كتابه الكريم وأن الخوف مع الذكر يمكنهم منك فيجب أن يكون هناك ثبات وثقة في مواجهتهم وأن الجن يخافون من السكاكين وقد ترك أمر رقاية الناس لانشغاله بالاضافة لما فيه من التعب حيث أن من يكون في مواجهتهم يجب أن يكون مستعداً دائماً لمكائدهم وذكر أيضاً أن البيوت التي يسكنها البشر في الأغلب لا يأتيها الجن وهناك حالات تحصل بأن يأتي الجن إما عن طريق أحد ما قام بتحضيرهم أو سبب نادر لمرورهم لكنهم بالأغلب يتحاشون البشر ))
هناك من يبالغ في أمر الجن حتى ظهر دجالين يقولون أن الجن دخلوا المنتديات وتويتر وهذا من خيالاتهم وأفادت أحد الأخوات من السعودية بأن قضية مشهورة بالسرقة كان المتهم الرئيسي فيها ” جني ” كما أن هناك من جعل من الجن السبب الرئيسي في الكثير من المشاكل والمصائب في حياته وهو أمر يقف على دليل قاطع وعند عدم وجود سبب مقنع لا بد أن يكون هناك خطأ يقوم به يسبب له هذا التعس.
بين الواقع والخيال هناك الكثير والحياة فيها الكثير لنتعلمه قد ينكر البعض ما ذكرته أو يبالغ في ردة فعله ولكن يجب أن نأخذ الأمور دائما بإتزان ونسأل الله عز وجل أن يجنبكم من كل شر وأن يقرب لكم كل خير ودمتم سالمين.
بارك الله فيك سيد عبد الرحمن الحسيني على هذا الموضوع و ان الذي ذكرته في المقال علمي و صحيح و حسب خبرتنا ننصح اي شخص بعدم الدخول الى هذا المجال الا اذا كان نيته خدمه الناس و الخير و ان يكون صاحب ايمان قوي و ان يكون مجاز من شيخه الذي تلقى منه هذا العلم لاسناده في الحالات الصعبه
اما ان يقرأ احد الكتب في هذا المجال و يحاول التطبيق فهذه مهلكه فالقراءه ليس مثل التطبيق
و نعوذ بالله من شر ما خلق
كتب الشعوذة كثيرة جدا تضر ولا تنفع في شيئ، أذكر على سبيل المثال كتاب “شمس المعارف ولطائف العوارف” المعروف ب “شمس المعارف الكبرى” لعلي البوني، وكم فيه من طلاسم وتخاريف في أربعة أجزاء في مجلد واحد وهي الطبعة التي اقتنيتها بدافع الفضول ولنقد مؤلفها بصفتي كاتب ناقد مُصلح اجتماعي وداعية إلى الإسلام الصحيح الخالي من الشوائب ثم م.قته إربا إربا تمزيقا بعد دراسة محتواه والحق لم أفهم من مضمونه شيئا فكله طلاسم وكتابة غير مفهومة وخطوط ودوائر وطلاسم، ألفه صاحبه علي البوني وروجه وباعه واشتراه الضحايا الغافلون للضحك على ضعاف الإيمان ويستعمله العرافون المشعوذون من الشيوخ الأميون وشبابهم الضايع الصايع المايع للرعاع الدهماء المؤمنين بهم وبدجلهم وهناك كتاب آخر بعنوان ” الجواهر اللماعة في استحضار ملوك الجن في الوقت والساعة” للمرزوقي، وكذلك سلسلة من الكتب بعنوان ” السحر الأسود السحر الأحمر وألوان أخرى فيها عبث وكتاب “السحر العجيب في جلب الحبيب ” ولا سحر ولا الحبيب وغيرها تلك العناوين أيها القراء تجدونها في تونس وفي مراكش على قارعة الطريق تُباع جهارا نهارا . لنحارب الشعوذة جميعا فالجن أصلا لا يسكن ولا يعبث بالإنسان سيد المخلوقات ,غن المريض لفي حاجة إلى طبيب نفساني .
إن العالم الكاتب المصري الفلكي عبد الفتاح الطوخي ألف عديد الكتب لهدف تجاري ووجد فيها رواجا منها ” السحر العجيب في جلب الحبيب والسحر الأعظم والسحر الأسود والسحر الأحمر كما قلت في التعليق الأول، نستغفر الله ونتوب إليه جميعا هم يؤلفون الشعوذة ويزعمون أن لها علاقة بالجن الشبحي وكتب السحر ونحن ساكتون عن المنكر.