وأكد المحافظ الجهوي للتراث بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، العربي المصباحي، أن الإسبانيين، عبر بناء “بلاثا طورو”، كانوا يسعون لنقل جزء من تراثهم وثقافتهم إلى المغرب، مبرزا أن الحلبة احتضنت مجموعة من المسابقات خلال سنوات افتتاحها.
وواجهت “بلاثا طورو” شبح الهدم في أحد الأوقات بغية تحويلها إلى مركز تجاري، لكن الاعتراض القاطع للمجتمع المدني جنبها هذا المصير، بل ساهم في إدراج هذه المعلمة الفريدة بالمغرب كتراث تاريخي من طرف وزارة الثقافة سنة 2016.
وتابع المصباحي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه تم تحويل الحلبة إلى ثكنة عسكرية، ثم إلى فضاء متعدد الاستعمالات، خاصة لاستقبال المعارض وبعض الأنشطة الثقافية، مضيفا أنه تم إغلاق “بلاثا طورو” منذ سنة 1980، ما تسبب في تدهور المبنى مع مر السنين.
ومنذ عدة سنوات – يضيف المصباحي – يتواتر الحديث والنقاش حول ترميم وتأهيل هذه المعلمة وجعلها رافعة للتنمية لمدينة طنجة وذلك عبر تحويلها إلى فضاء لاستقبال مختلف التظاهرات الثقافية والرياضية، مع منحها وظيفة تجارية أيضا، مبرزا أنه تم إطلاق مشروع التأهيل مؤخرا.
رغبة منهم في ترسيخ حضورهم بمدينة طنجة الدولية آنذاك، أطلق الإسبان سنة 1949 مشروع بناء هذه المعلمة التي تسع ل 11 ألف مقعد، وتم افتتاحها في 27 غشت من عام 1950 بتنظيم تظاهرة كبيرة لمصارعة الثيران، تميزت بمشاركة ثلاثة من أمهر المصارعين، ويتعلق الأمر بأغوستين بارا وخوسي ماريا مارتوريل ومانويل كاليرو.
ويشكل مشروع التأهيل، الذي تبلغ قيمته المالية 50 مليون درهم، موضوع اتفاقية شراكة تجميع بين ولاية جهة طنجة-تطوان-الحسيمة والمجلس الجهوي ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال وجماعة طنجة، بهدف ترميم هذه المعلمة وتنمية الرأسمال التراثي الجماعي لمدينة طنجة.
بعد نيل المغرب لاستقلاله سنة 1956، توقفت عروض مصارعة الثيران لتستأنف سنة 1970 بعرض شهد مشاركة واحد من أشهر المصارعين الإسبان، ويتعلق الأمر بمانويل بينيتيث، الشهير باسم القرطبي، لكنه استعراض لم يلاق نجاحا كبيرا وإن كان قد طبع التاريخ الثقافي لمدينة طنجة، لكونه كان الأخير في تاريخ الحلبة.
سكينة بنمحمود (و م ع)
بالفعل، فقد أطلقت وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال بتعاون مع المجلس الجهوي لهيئة المهندسين المعماريين مسابقة أفكار لاختيار أفضل تصاميم تأهيل “بلاثا طورو”، والتي توجت باختيار المشاريع الثلاثة الفائزة، حيث عهد لفريق المهندسين صاحب المرتبة الأولى بتنفيذ عقد ترميم المعلمة وفق نمطها المعماري الأصلي.
وأوضح العربي المصباحي أن المغرب في الواقع كان يتوفر على حلبتين لمصارعة الثيران، إحداهما بالدار البيضاء والثانية بطنجة، لكن مع هدم حلبة الدار البيضاء في سبعينات القرن الماضي، بقيت حلبة طنجة الوحيدة من نوعها بالمغرب.
وسيتم تحويل حلبة مصارعة الثيران إلى فضاء للتنشيط الاقتصادي والثقافي والفني، وفضاء للفرجة بالهواء الطلق يخصص لإحياء مجموعة متنوعة من الفنون بسعة 7000 مقعد، وكذا قاعة للعرض ومطاعم ومتاجر ثقافية ومرافق أخرى، بالإضافة إلى التهيئة الخارجية للمعلمة.
وستكون ساحة الثيران محاطة بفضاء عمومي مكون من مرائب للسيارات وتجهيزات حضرية ونافورة وساحة عمومية ،قادرة على استيعاب 120 شخصا، وفضاء للعرض الخارجي.
يروم مشروع تأهيل حلبة مصارعة الثيران “بلاثا طورو” بمدينة طنجة الى منح حياة جديدة لهذه المعلمة الأثرية الفريدة بالمغرب، و التي تجسد التعددية التي طبعت مدينة طنجة الدولية ذات زمن.
وسيمكن هذا التصميم من استعادة جمالية “بلاصا طورو” وتثمين هذه المعلمة التاريخية لجعلها رافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لمدينة البوغاز.
أحدث التعليقات