في اثبات علمي للمقولة المشهورة ( من أمن العقوبة أساء الأدب )
قررت الباحثة ماريَّنا ابراموفيك في سنة 1974 بخوض تجربة لتتعرف أكثر على تصرفات البشر اذا منحت لهم حرية القرار بدون شرط أو عقوبة
وكانت فرضية التجربة أنها قررت أن تقف لمدة 6 ساعات متواصلة بدون حراك وأتاحت للجماهير أن يفعلوا بها ما أرادوا .. ووضعت بجانبها طاولة بها العديد من الأدوات منها سكين، ومسدس، وأزهار وأوراق .. إلخ.
ببداية الأمر كان رد فعل الجماهير ” سلمي ” فاكتفوا بالوقوف أمامها ومشاهدتها .. ولكن هذا لم يستمر كثيراً فبعدما تأكد بعض الجماهير من أنها لن تقوم بالقيام بأي ردة فعل مهما كان تصرفهم تجاهها .. أصبحت الجماهير أكثر عدوانية وشراسة .. فبدؤوا بتمزيق ملابسها .. وقام احدهم بوضع المسدس على رأسها – ولكن أحد الاشخاص تدخل وأخذ المسدس منه – وقاموا بنكزها ببطنها بأشواك الازهار .. وتحرش البعض بها .. وبعد أن انقضت ال 6 ساعات تحركت مارينا من مكانها بدون إتخاذ أي رد فعل عدوانى تجاه الجماهير … وبمجرد أن بدأت بالتحرك هم الكثير من الجماهير بالفرار ..!!
وقد أثبتت هذه التجربة لمارينا أن البشر الذين نتعامل معهم يومياً مهما اختلف أعراقهم وبيئتهم وأعمارهم وخلفياتهم قادرون على ارتكاب أفعال شنيعة وجرائم , ولكن إن اتحيت لهم الفرصة فقط وزالت حواجز العقوبة أو ردود الأفعال ..!!
خلاصة الموضوع والبحث العلمي هنا أن أي كيان في العالم بحاجة إلى القوة لفرض الهيبة و لترتدع النفوس التي يكمن في داخلها الشر ،، وأن الحرية لا يمكن أن تمنح بصورة مطلقة دون رادع أو قانون أو نظام.
إن حريتنا الشخصيه تقف عند حدود الاخرين وأن العدل يحد من عدوانية المجتمع لكن لا يعني هذا أنه لا توجد حالات شاذة ،، في المقابل نجد دول مثل سويسرا وغيرها قامت على نشر العدل والمساواة في المجتمع والحصيلة أن السجون خاوية وليس فيها مجرم واحد ،، لذا فالعدل مهم والأجمل إذا توافرت القوة مع العدل
أحدث التعليقات