قد لا يعي الكثير منا أمرا مهما في علم النفس تستغله السياسة بالشكل الذي يخدم توجهاتها والأمر بكل بساطة هو “تأثير رأي الأغلبية” حيث أن لها انعكاسات تكون تقليد الأغلبية دون وعي لحقيقة ما يفعلون وقد تم ممارسة هذه الأمور منذ عهود قديمة فهي تتلخص في أننا البشر على إستعداد على عمل فعل أو الإعتقاد بأي فكرة وحتى تأدية الكثير من الأفعال التي لا تخضع لأي تفسير! فقط لأننا نرى غيرنا من الناس يقومون بها أو أن غالبية الناس تتبنى فكرة معينة لعل أول من تطرق لهذه الظاهرة من الناحية العلمية هو العالم البولندي سولومون أسش الذي وضع النظرية وسجل تجاربه التي أثبتت أن هذه الظاهرة تحد الشخص الذي يواجهها إلى ما يسمى ( ضغط النظائر ) وهو بإختصار التأثير والذي يصل إلى حد الضغط الذي تحدثه المجموعة من الأشخاص المحيطة بالفرد على الفرد حيث يعاني الشخص من أثر الشذوذ عن المجموعة من ما يدفعه إلى عمل نفس الفعل أو إعتناق نفس الفكر الذي تتبعه المجموعة لينضم إليها.
دعونا نرى هذه التجربة بالفيديو حيث تم الاتفاق مع مجموعة من الذين سيصعدون المصعد بتوجيه وجوههم نحو الخلف ( وهو أمر لا معنى له ) حتى حذا للبعض بتقليده دون ادراك ما له وما عليه :
يمكنكم أن تلاحظوا بكل بساطة أن الشخص لا يعي ما يفعل ولكنه ينجبر على عمل ما يصنعون ليلقى استحسان الأغلبية، لذلك يعرف السياسيين كيف يمكنهم السيطرة على الجماهير وذلك عبر وسائلهم المتعددة اما عن طرق وسائل الاعلام المتعددة، الموالين لهم من الشخصيات المعروفة والمؤثرة في المجتمع ، اختراق المجتمع بجماعات موالية تقوم بصنع ما يريد الساسة وما يخدم توجهاتهم.
الاسلام وهو الدين المتكامل احترم عقل الانسان ودعاه لاستعماله لكي لا يكون ضحية لمن يستغله، فقد روى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (( لا تكونوا إمَّعةً تقولون إن أحسَن النَّاسُ أحسنَّا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطِّنوا أنفسَكم إن أحسَن النَّاسُ أن تُحسِنوا وإن أساءوا أن لا تظلِموا )) واسناده صحيح (الترغيب والترهيب 3/308 – المحدث: المنذري) والامعة هو عديم الرأي والعقل والذي يكون مع “الهبة أو الموضة” لا يعي ما يفعل ولكنه يبحث عن استحسان المجتمع، وقد وضح الله سبحانه وتعالى ذلك جليا في القرأن الكريم في أيات عديدة (بل أكثرهم لا يعقلون)، (ولكن أكثر الناس لا يعلمون)، (ولكن أكثر الناس لا يؤمنون)، (ولكن أكثر الناس لا يشكرون).(وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) وبين في أكثر من موضع أن قليل من يتفكر ويحسن العمل (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات قليل ما هم)، (وقليل من عبادي الشكور)، (واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض)، (فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم).
نجد في المجتمع أن هناك العديد من الظواهر الخاطئة والغير صحيحة يستحسنها البعض ويجد العذر فيما يفعله الآخرون، أو أنه بطريقة أو أخرى يردد ما أملي عليه دون أن يدرك ماهو ولا يستخدم عقله في تمحيص ما حوله والاستنتاج والتحليل.
فلسفة جريئة:
عندما يحتج الآخرين عليك بحجة أنك خالفت السواد الاعظم فأعلم أنها حجة غير مقنعة فليس كل ما يفعله الأغلبية صحيح ولكن الصحيح هو ما عرفته وتوصلت إليه بالحقائق والبراهين، قد تم تعليمك وتلقينك فهل راجعت نفسك !!.
كنت اتحاور مرة مع أحد من يحتقر العقل فقلت له هل وظيفة الانسان الاكل – الشرب – أداء الطاعات – التناسل – النوم؟ قال لا يخرج عن هذا فقلت إذا هو كالبهيمة فالبهيمة تقوم بنفس الشيء !!؟ فأين من خلقه الله وعظم خلقه واختاره ليكون خليفته في الأرض والذي حمل الأمانة التي أباها المخلوقات الأخرى؟ فرد اياك وتعظيم العقل فالعقل عضو في الانسان حاله كحال الكبد؟ فأجبت: هل مريض الكبد يحاسب أم لا ؟ قال نعم مريض الكبد يحاسب ولكن بظروف مرض كبده ! فسارعت بالرد وإذا كان المرئ مجنونا فاقدا لعقله هل سيحاسب؟ فأدرك أنه مخطئ لكنها العزة بالاثم تجعله ينفر من الحق … !!
أحدث التعليقات