قصيدة مشهورة اسميها ” دستور الرجولة ” فيها يوصي الشريف بركات ابنه مالك بوصايا عظيمة ، وهو الشريف بركات بن عبدالمطلب الجودي، من الأشراف ذوي جود الله (الجوادا)، من شعراء القرن العاشر، وأوائل القرن الحادي عشر، فهو من أشراف مكة الذين الذين يقولون الشعر عن سليقة لا أثر للتكلف فيها، وإن وصيته لابنه مالك الآتية في هذه القطعة الشعرية الرائعة:
الله يـالــلــي كـــــل الأمّــــــات تــرجــيــك يـــا واحـــد ٍ مـــا خـــاب حــــي ٍ تــرجــاك
يــا رب عـبـد ٍ مــا مـشـى فــي معـاصـيـك مـــا يـمـشـي الا فـــي محـبـتـك ورضـــاك
يـــا مـرقــب ٍ بـالـصـبـح نـطـيــت راقــيــك مــــا واحــــد ٍ قـبــلــي خـبــرتــه تــعـــلاك
ولـيّــت يــــا ذا الــدهــر مـكـثــر بــلاويــك الله يــزودنــا الـســلامــة مـــــن اتـــــلاك
يالـلـي عـلـى العـربـان عـمــت شـكـاويـك ولـيــت يـــا دهــــر الـشـقــا أول مــقــواك
والـيــوم هـــا الـكـانـون غـــاد ٍ شـبـابـيـك تـلـعـب بـــه الاريـــاح مـــن كـــل شــبــاك
يــا مـالـك اسـمـع جابـتـي يــوم أوصـيّــك وافـطـن تــرى يـابــوك بـآمــرك وانـهــاك
وصــيّــة ٍ مــــن والــــد ٍ طــامــع ٍ فــيـــكتسـبـق عـلــى الـسـاقـة لـسـانـه لعـلـيـاك
أوصـيــك بالـتـقـوى عــســى الله يـهـديــك لـــهـــا وتــدركــهــا بـتـوفــيــق مــــــولاك
الله بـــــرب اجـــــدادك الــغـــر يـعـطــيــك رضـــاه مـــع مــــا تـمـنّــى مــــن مــنــاك
إحفـظ دبشـك الـلـي عــن الـنـاس مغنـيـك ألـلــي لـيــا بـــان الـخـلـل فــيــك يــرفــاك
واعــرف تـــرى مـكــة حكـمـهـا بنـاخـيـك لـو تشـحـذه خمـسـة ملالـيـم مــا اعـطـاك
إجـعــل دروب المـرجـلـة مــــن مـعـانـيـك واحـــذر تـمـيّـل عـــن درجـهــا بـمـرقــاك
لا تـنـســدح عـنـهــا وتـبـغـانـي اعـطــيــك جـمـيـع مـــا يـكـفـيـك مــــا حــاصــل ٍ ذاك
أدّب ولــــدك إن كــــان تـبـغـيـه يـشـفـيــك واستسـعـفـه مـــن بـعــد مــربــاه بــــالاك
إمــا سـمـج واستسـمـجـك عـنــد شـانـيـك ويـفــرّ مـــن فـعـلـه صـديـقـك وشــــرواك
والاّ بـعــد جـهـلــه تــــرى هــــو بـيـاذيــك لــــو زعــلــت امــــه لا تـخـلـيـه يـــــالاك
واحـذر تضـيّـع كــل مــن هــو ذخــر فـيـك مــعــروف لا تـنـســاه واوفــــه بـعـرفــاك
تــرى الصنـايـع بـيــن الاجـــواد تـشـريـك الــيـــا طـمــعــت بـغـرســهــا لا تـــعـــدّاك
واحـــذر ســـرور بـغـبّـة الـبـحـر يـرمـيـك ولا عـنـده افـلـس مــن تشـكّـيـك وابـكــاك
واوف الـرجــال حـقـوقـهـا قــبــل تـعـنـيـك لا تـعـتـمــد بـالــقــول فـالــحــق يــقــفــاك
وهــرج النميـمـة والـقـفـا لا يـجــي فـيــك وايـــاك عـــرض الـغـافــل ايــــاك إيــــاك
تــبــدي حــديــث ٍ لـلـمــلا فــيــه تـشـكـيـك وتهـيـم عـنـد الـنـاس بـالـكـذب واشـــراك
والــيــا نــويــت احــــذر تـعـلــم بـطـاريــك كــم واحــد ٍ تبـغـي بــه الـعـرف واغــواك
واحــذر شمـاتـة صـاحـب ٍ لــك مصـافـيـك والـيـا جــرى لــك جـــاري ٍ قـــال لـــولاك
ولا تـحــســب إن الله قــطـــوع ٍ يـخـلـيــك ولا تـفــرح إن الله عـلــى الـنــاس بـــدّاك
الـضـيـف قـــدّم لـــه هـــلا حـيــن يـلـفـيـك ومـمـا تطـولـه يــا فـتــى الـجــود يـمـنـاك
إحــذر تـلـقّـي الـضـيـف مـقــرن عـلابـيـك خـلــه مـحــب ٍ لــــك صــديــق ٍ إذا جــــاك
واوصـيـك زلات الصـديـق إن عـثـا فـيــك مـــا زال يغـطـاهـا الـشـعـر فاحـتـمـل ذاك
راعــه ولـــو مـــا شـفــت إنـــه يـراعـيـك عـســاك تـكـســر نـيـتــه عــــن مــعــاداك
واحــذر عــدوك لــو ظـهـر بــي يصـافـيـك خـلــك نـبـيـه وراقـبــه ويـــن مـــا جــــاك
لا تـأمـنــه واطــلـــب مـــــن الله يـنـجـيّــك ويـكـفــيــك ربـــــــك شـــــــر ذولا وذولاك
شـفـنـي أنـــا يــابــوك بــآمــرك وانـهـيــك عـــن الـتـعـرض بـيــن الاثـنـيـن حـــذراك
إذا حــضــرت طــلابــة ٍ مــــع شـرابــيــك إســـع لـهــم بالـصـلـح والـــلاش يـفــداك
إبــــذل لــهــم بـالـطـيـب ربـــــك يـنـجّـيــك ولا تـجـضــع الـمـيــزان مــــع ذا ولا ذاك
أمـــا الـشـهـادة فـادّهــا إن دعـــوا فــيــك بـيّــن عـمــود الـديــن لا عـمـيـت اريـــاك
بــالــك تـمـاشــي واحــــد ٍ لــــك يــردّيـــك طـالــع بـنــي جـنـسـك وفـكّــر بـمـمـشـاك
رابـــع أصـيــل ٍ فـــي زمــانــك يـشـاكـيـك لا شــاف خمـلاتـك عــن الـنـاس غـطــاك
واحــذرك عــن طـــرد المـقـفـيّ حـذاريــك عـلـيــك بالـمـقـبـل وخــــل مــــن تــعــداك
ثــــم الــعــن الـشـيـطـان لــيــاه يـغــويــك تــــــرى ان تـبـعــتــه لـلـشـرابــيــك وداك
واوصــيــك لا تـشـكــي عـلـيـنـا بــلاويــك أنــت الـسـبـب طـرفــك عـيـونـك بيـمـنـاك
واعرف ترى اللي من وطا (الفعر)واطيك ولا انـتـه أعــز مــن الجمـاعـة هـــذولاك
ألمـسـك يــا راســي مــن الــذل واخطـيـك واحــــذر تـكـلــم يــــا لـسـانــي حــــذاراك
والـطــف بـجــارك ثـــم قـــم دون عـانـيـك وافطـن لـمـا يعنـيـك عــن ربـعـة اخــواك
يــا ذيــب وان جـتـك الغـنـم فــي مفـالـيـك فـاكـمــن إلــيـــن ان الـرعــايــا تــعـــدّاك
مــــن اول يــــا ذيــــب تــفــرس بـيــاديــك واليـوم جـاء ذيــب ٍ عــن الـفـرس عــدّاك
يـا ذيـب عاهـدنـي واعـاهـدك مــا ارمـيـك مـا ارمـيـك أنــا يـاذيـب لــو زان مـرمـاك
والـنـفـس خـالــف رايـهــا قـبــل تـرمـيــك تــرى لـهـا الشـيـطـان يـرمــي بـالاهــلاك
ومــن بـعـد ذا لا تـصـحـب الـنــذل يـعـديـك وعــن صحـبـة الأنــذال حـاشـاك حـاشـاك
تــرى العشـيـر الـنــذل يـخـلـف طـواريــك وانــا ارجــي انــك مــا تـجــي دون آبـــاك
والهـقـوة انـــك مـــا تـجــي دون اهـالـيـك ولا اظـــن عـــود الـــورد يـثـمـر يـتـنـبـاك
والـحـر مثـلـك يسـتـحـي يـصـحـب الـديــك وان صاحـبـه عـاعــا مـعـاعـات الاديـــاك
لا تسـتـمـع قـــول الـطــرف يـــوم يلـفـيـك بالـكـذب يقـضـي حاجـتـه كـــل مـــا جـــاك
ومـن نـم لــك ،نــم بــك ولا فـيـه تشكـيـك وإلـــيـــاه قــــــد أزرى رفــيــقــك وأزراك
عـنـدك حـكـى فيـنـا وعـنـدي حـكـى فـيــك وأصـبـحــت مبـغـضـنـا وحــنــا كـرهـنــاك
مـا اخطـاك مـا صابـك ولـو كــان رامـيـك والـلـي يصيـبـك لــو تتقـيـت مــا اخـطــاك
مــار استـمـع مـنــي عـســى الله يـهـديـك والـنـصـح يـــا مـالــك لـــك الله لــمــولاك
عــنــدي مـظـنّــة مـــــا تمـثـلـتـهـا فــيـــك واطلـب لــك التوفـيـق مــن عـنـد مــولاك
أحدث التعليقات