في الثاني من أغسطس الماضي، وردتنا تقارير بخصوص حسابات وبيانات معروضة للبيع على الويب المُظلم تخص مستخدمين في موقع ياهو الأمريكي، الحسابات بلغ عددها أكثر من 200 مليون حساب حصل عليها القرصان Peace_of_Mind وعرض الحسابات للبيع مقابل ثلاث عملات بيتكوين.
كانت هذه هي البداية، ليقوم بعدها بعض خبراء الأمن -خارج ياهو- بالبحث في المسألة والوصول إلى نتيجة أكثر خطورة، حيث اتضح أنّ عدد الحسابات المخترقة أكثر بكثير من هذا الرقم، لكن ياهو من جانبها لم تُعلّق على المسألة وتركت المستخدمين في حيرة من أمرهم.
استمرت التقارير حول اختراق حسابات ياهو وعددها الهائل حتىأكّدت الشركة نفسها هذه المعلومة وأنّ عدد الحسابات التي تسرّبت بياناتها تصل إلى 500 مليون مستخدم وليس 200 مليون فقط، ووقتها توجهت الكثير من الانتقادات للشركة الأمريكية لأنّها المسؤول الأول عن حماية حسابات المستخدمين من جهة، ومن جهة أخرى لم تنصح بتغيير كلمات المرور بعد اكتشافها هذا الاختراق.
قبل هذا كلّه كانت ياهو قد توصلت لاتفاق مع شركة فيريزون للاستحواذ عليها مقابل 4.83 مليار دولار، لكن الصفقة حاليًا تبدو في حالة من الشد والجذب، حيث تزعم شركة فيريزون أنّ ياهو أعطتها معلومات مُضللة ولم تكن واضحة وشفافة فيما يتعلق بحماية وأمن المستخدمين، حتى أنّ رئيس شركة AOL (أحد فروع فيريزون المسؤولة عن إدارة المحتوى على الويب) صرّح بأنّ شركته ستحاول تخفيض مليار دولار من قيمة الصفقة أو ربما الخروج منها نهائيًا، أمّا ياهو فتزعم أنّها لم تكن تعلم بحدوث هذه الاختراقات قبل بدء المحادثات.
وما يزيد الشك في نوايا ياهو هو حجب الكثير من المعلومات عن وسائل الإعلام وعدم الإفصاح بتواريخ مُحددة سواء عند اكتشاف حدوث الاختراق أو الإجراءات التي قامت بها الشركة لتجنب حدوث مثلها في المستقبل. الحجب لم يكن عن وسائل الإعلام فقط، بل كان عن فيريزون أيضًا حسب المتحدث الرسمي باسم الشركة الذي أعلن عن غضب مجلس الإدارة من طريقة تناول ياهو للأزمة.
الاهتمام بعدد المستخدمين على حساب الحماية
في النهاية حال ياهو هو الأسوء في هذه القضية، خاصةً معالتقارير التي تأتي من موظفين سابقين بالشركة أشاروا إلى اهتمام ماريسا ماير بتجربة الاستخدام وراحة المستخدمين على حساب الحماية الأمنية، ووقفت ضد تغيير كلمات مرور المستخدمين خوفًا من أن يدفعهم هذا الإجراء بعيدًا عن استخدام خدمات الشركة.
الأمور تسوء أكثر مع ياهو بمرور الوقت، حيث زعمت مصادر قريبة من الشركة أنّها وافقت على طلب من وكالة الاستخبارات الأمريكية للتجسس على حسابات وبيانات مستخدميها في وقت سابق، قبل أن تخرج الشركة لتنفي هذه المزاعم تمامًا. لكن أصداء هذه الأخبار ليست جيدة أبدًا وهي في خضم صفقة مع فيريزون.
شخصيًا لم أعد أستخدم بريدي الإلكتروني على ياهو منذ سنوات عدّة، وأعتقد أن الحال مماثل لكثير منكم، لكن إذا كان لديك حساب على ياهو سواء للعمل أو الاستخدام الشخصي، يجب عليك إغلاقه نهائيًا والانتقال إلى البدائل الأخرى مثل بريد قوقل أو بريد مايكروسوفت.
أحدث التعليقات