انقضى عام تقريبًا منذ عودة جاك دورسي Jack Dorsey أحد مؤسسي شبكة تويتر الاجتماعية إلى منصب الرئيس التنفيذي فيها بعدما أُعفي من هذه المهمة سابقًا نظرًا لعدم التزامه وانشغاله بأمور شخصية أثناء أوقات الدوام الرسمي.
وبمجرد انتشار شائعات عودة دورسي بدأت التقارير والأخبار بمقارنته مع ستيف جوبز الذي عاد هو الآخر إلى شركته التي أسسها كرئيس تنفيذي، بعد أن طُرد منها وحقق نجاحًا باهرًا، إلا أن الأمور لم تجري وفقًا لهذا السيناريو أبدًا حتى هذه اللحظة مع دورسي.
تخبّط سهم تويتر خلال العام الجاري كثيرًا، وكثرت شائعات الاستحواذ على تويتر من قبل شركات مثل جوجل، وآبل التي برّأت نفسها فورًا من هذه الشائعات وأعلنت انسحابها من المفاوضات دون إيضاح السبب، وهذا كان أيضًا حال جميع الشركات التي تقدّمت لطلب ود تويتر في وقت سابق.
وفي وقت تبدو فيه الشبكة الاجتماعية عاجزة عن إيجاد حلول فعّالة لهذه الأزمة، طُرح سؤال “كيف يُمكن إنقاذ تويتر” على مجموعة من الأسماء اللامعة في وادي السيليكون خلالقمّة Vanity Fair التي نُظّمت في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، ليجيب كل شخص حسب خبرته ورؤيته الخارجية لحال تويتر.
أولى الإجابات على هذا السؤال كانت من قبل Chamath Palihapitiya وهو من روّاد الأعمال وأحد أهم المُستثمرين في الشركات الناشئة في وادي السيليكون. Palihapitiya قال إن الحل الأول يكون بإعادة دراسة مصاريف الشركة ونفقاتها التي تبدو غير واقعية أبدًا، فشبكة تويتر تصرف ثلث ما تصرفه شبكة فيسبوك على البُنى التحتية التقنية -كالخوادم وأنظمة الحماية- وهو رقم كبير جدًا على شبكة تسمح بالتغريد بنصوص لا تزيد عن 140 حرف فقط، في حين أن فيسبوك تسمح بمشاركة مقاطع فيديو عالية الدقة بزاوية 360 درجة.
ومن وجهة نظر Palihapitiya فإن الخوارزميات في تويتر تعاني من مشاكل من الناحية التقنية وبالتالي يجب إصلاحها للتقليل من المصاريف التقنية، هذا بدوره سوف يسمح بتقديم تحسينات وإضافات جديدة على الخدمة بكل سهولة.
واختتم Palihapitiya حديثه قائلًا إن الجو العام في تويتر يعاني من شرخ كبير نظرًا للنتائج السلبية، فعلى الرغم من وجود أشخاص بقدرات رائعة داخل الشركة، إلا أنهم ليسوا سعيدين أبدًا، وبالتالي يتأثر المردود بشكل عام، وهو ما يجب تحسينه والقضاء عليه بشكل أو بآخر للحفاظ على تلك العقول التي نجحت في إنشاء منتج رائع في وقت من الأوقات.
أما Aaron Levie الرئيس التنفيذي لشركة Box المُتخصصة في مجال التخزين السحابي فكانت إجابته مُختصرة جدًا حيث قال إن مشكلة تويتر هي وجود الكثير من الممارسات الخاطئة من قبل بعض المستخدمين، وهو أمر مزعج. واقترح Levie لحل المشكلة أن يتم توسيع دور التعلم الذاتي للآلة من أجل التعرّف على الأشخاص المُسيئين أو أصحاب المحتوى التافه لتقليل أهمّيتهم ومنع ظهور مشاركاتهم لبقية المستخدمين.
Mary Meeker، وهي رائدة أعمال ومن أبرز المُستثمرين في الشركات الناشئة أيضًا، قالت إن المهمة الأولى التي تقع على عاتق المسؤولين في تويتر هي تحديد المشاكل التي تعاني منها الشبكة الاجتماعية، فالتغيير في المؤسسات يتطلب الكثير من الوقت شريطة أن يتم تحديد العوامل المُسببة للمشاكل الحالية.
وترى Meeker أن تويتر بحاجة إلى زيادة اندماج المستخدمين داخل التطبيق وهي قامت بالفعل ببعض الخطوات مؤخرًا لهذا الغرض، لكن نتائجها بطبيعة الحال تحتاج مزيدًا من الوقت لإثبات فعاليتها.
أخيرًا تحدّث الصحفي المُخضرم Nick Bilton عن رأيه وفقًا لخبرته الطويلة في المجال التقني ومتابعته لأخبار الكثير من الشركات قائلًا إنه لو تقلّد زمام الأمور في تويتر لقام بداية بالتفرّغ التام لإدارة الشركة، إشارة إلى جاك دورسي الذي يُدير شركتين في نفس الوقت. كما ذكر Bilton أنه سيقوم بتسريح نصف العاملين في الشبكة مع التركيز بشكل كامل على حل مُشكلة التصيّد التي تحدث داخل تويتر.
ويقوم بعض المستخدمين في تويتر بمهاجمة حساب شخص والرد على تغريداته بطريقة مُسيئة دون وجود إمكانية فعلية للتخلّص من هذه المجموعات، وبالتالي يعزف الكثيرون عن استخدام تويتر ويتوجهون إلى استخدام شبكات ثانية، وهو ما يؤثر من وجهة نظر Bilton على إمكانية الحصول على مجموعة جديدة من المستخدمين أو الحفاظ على المستخدمين الحاليين أيضًا، فهذه المشكلة موجودة منذ 10 سنوات ولم يتقدم أحد لحلّها حتى الآن حسبما جاء في نهاية تصريحه.
أحدث التعليقات