دائمًا ما تُثير شبكة فيسبوك الاجتماعية المخاوف عندما يتعلّق الأمر في خصوصية حساب وبيانات المُستخدمين؛ فعلى الرغم من إتاحة تحكم كامل بتلك البيانات، إلا أن الكثير من المستخدمين ما زالوا قلقين بالفعل من مصير البيانات والصور التي تتم مشاركتها عبر الشبكة.
وظهرت في الآونة الأخيرة الكثير من الأدلّة التي تثبت تتبع فيسبوك للموقع الجغرافي للمستخدمين لتقديم هذه البيانات إلى بعض الخوارزميات كخوارزمية اقتراح الأصدقاء، فالشبكة الاجتماعية اعترفت قبل فترة أنها راقبت تحركات المستخدمين لتقوم باقتراح أصدقاء بناءً على تواجدهم في مكان ما بنفس التوقيت.
ولا يجب أن ننسى مراقبة نشاط المستخدم على الإنترنت من أجل تحسين عرض الإعلانات لجعلها أكثر مصداقية وملائمة للمواضيع التي يحتاجها المُستخدم، وهي أمور وافق المستخدم عليها بكل تأكيد عند تسجيل حسابه في فيسبوك.
ولقطع الشك باليقين، قام بعض مُحرري موقع Recode بإجراء بعض التجارب للتعرّف بصورة أكبر على آلية عمل خاصيّة اقتراح الأصدقاء، كما طرحوا بعض الأسئلة على مُهندسي فيسبوك الذين قاموا بالإجابة عليها دون مشاكل.
فيسبوك أعلنت مؤخرًا أنها أوقفت العمل بالخوارزميات القديمة الخاصة باقتراح الأصدقاء وتحديدًا مراقبة الموقع الجغرافي للمستخدم، لكن وبحسب مُحرري موقع Recode فإن أحدهم مرّ بجانب صديق يعرفه لكنهما لم يتحدثا منذ مدة طويلة، ليتفاجئ بوجوده على رأس قائمة الاقتراحات بعدها بساعات قليلة.
نفس الأمر تكرر مع محرر آخر عندما ذهب لمقابلة عمل في مكان ما بعد إجراء بحث عن الشخص باستخدام شبكة لينكدإن، ليتفاجئ بعدها بظهور نفس الشخص في قائمة الاقتراحات، ومن هنا جاءت فكرة طرح الأسئلة بشكل مباشر على موظفي فيسبوك.
أصرّت شبكة فيسبوك أن الموقع الجغرافي هو العامل الأساسي في ظهور هؤلاء الاقتراحات، على الرغم من إعلان إيقاف هذا التتبع ! كما أكّدت أن سجل الأسماء Contacts قد يكون العامل الآخر؛ فعند تثبيت التطبيق يطلب فيسبوك الحصول على صلاحيات لقراءة سجل الأسماء، وعند إضافة اسم جديد من أحد الطرفين يتم البحث عن صاحب الرقم في شبكة فيسبوك لاقتراحه كصديق.
وفيما يتعلّق بمتابعة الموقع الجغرافي للمستخدم، قال المهندسون إن الشبكة الاجتماعية توقفت عن هذا الأمر قبل فترة، وهي تستخدم الموقع الجغرافي حاليًا فقط لعرض الإعلانات دون تخزين أو تسجيل حركة المستخدمين بشكل مستمر. أما موضوع سجل الأسماء، فأكد المهندسون أن سجل الأسماء يتم الإطلاع عليه إذا ما وافق المستخدم على ذلك، لكن فيسبوك لا تتعرض أبدًا لا للاتصالات الواردة والصادرة، ولا حتى للرسائل، وهي عملية فقط يُمكن القيام بها في نظام أندرويد.
وتحدث مهندسو فيسبوك عن آلية ظهور اقتراحات الأصدقاء عن طريق الأسماء، حيث ذكروا أنه وبعد تخزين اسم جديد يتم البحث عن الرقم نفسه في فيسبوك، وعند إيجاد صاحب الرقم يتم اقتراحه على المستخدم فورًا، وهي نفس العملية التي تتم على عناوين البريد الإلكتروني أيضًا، لكن فيسبوك لا تقرأ محتويات البريد كما يقوم تطبيق Gmail على سبيل المثال.
أخيرًا، وبخصوص تتبع نشاط المستخدم على الإنترنت، أكد مُهندسو الشبكة الاجتماعية أن عملية تتبع نشاط المستخدم على الإنترنت تتم لنفس غرض تتبع موقعه الجغرافي في الفترة الحالية، أي لعرض الإعلانات فقط لا غير.
بكل تأكيد لا يُمكن الاعتماد على كلام مُهندسي فيسبوك لأنهم يُملون فقط سياسة الشركة، لأن الكثير من الشكاوي ما زالت تأتي بخصوص اقتراح بعض الأصدقاء اعتمادًا على الموقع الجغرافي. لكن الشبكة الاجتماعية لا يُمكنها الاستمرار بهذا التلاعب على الأقل في الدول التي تمتلك تشريعات وقوانين إلكترونية ومكاتب رسمية للشبكة، بحيث يُمكن ومن خلال أمر من المحكمة إيقاف كل شيء لو كانت هناك ممارسات تنتهك خصوصية المستخدم وتتعارض تمامًا مع سياسة الاستخدام.
أحدث التعليقات