شكّلت المساعدات الرقمية في عام 2016 جزءًا كبيرًا من الأحداث التقنية، فشركة أمازون طوّرت المساعد المنزلي Amazon Echo، كما أعلنت جوجل عن مساعدها المنزلي Google Home الذي يعتمد على المساعد الجديد Google Assistant الموجود داخل تطبيقات مثل Google Allo.
وبكل تأكيد تُشكل هذه التقنيات الجيل الثاني من المساعدات الرقمية بعد جيل أول ظهر في تطبيقات مثل سيري Siri، ومايكروسوفت كورتانا Cortana، إضافة إلى Google Now من جوجل.
في عام 2017 سوف تكون هذه المُساعدات جزءًا من المشهد التقني الكامل في ظل الثورة الكبيرة الحاصلة في مجال الذكاء الاصطناعي وذكاء الآلة، وبالتالي سوف تأخذ المساعدات بعض المسارات المتوقعة اعتمادًا على التطورات الأخيرة.
-
تنظيم المُساعدات الرقمية
مع ظهور أكثر من نموذج في عام 2016 وتطوير بعض النماذج الموجودة سابقًا، توفرت أمام المستخدم الكثير من الخيارات التي تتشابه في آلية العمل، لكن ما يحدث في الخفاء عائد لكل شركة ومنطقها الخاص. هذا الأمر يجب أن لا يستمر في 2017 دون وجود تنظيم ووضع للمعايير القياسية لضبط هذا النوع من المساعدات، ففي السابق بدأت مواقع الإنترنت بالظهور بشكل عشوائي، وكان لابد من ظهور معايير قياسية لتنظيمها وظهورها بأفضل طريقة ممكنة على جميع المتصفحات، هذا بدوره ساهم بوصول المواقع ولغات تطويرها إلى مراحلة متقدمة بفترة قياسية لأن جميع الجهود ذهبت في نفس الاتجاه والهدف.
-
التركيز على البحث الصوتي في جوجل
توفر جوجل الآن إمكانية البحث باستخدام الصوت، لكن بشكل أو بآخر لا تعكس هذه التجربة قوة محرك بحث جوجل والخوارزميات التي تقف خلفه، فهي الأفضل عالميًا دون منازع بكل تأكيد. لكن وبالنظر إلى المنافسين وتحديدًا بينج Bing من مايكروسوفت نجد أن مساعدات رقمية مثل سيري، وأمازون إيكو، وكورتانا تعتمد عليه، وبالتالي يمكن طرح السؤال صوتيًا والحصول على الإجابة صوتيًا في مثل هذه الأجهزة.
أما في محرك بحث جوجل، فباستخدام تطبيق Allo فقط، أو مساعد Google Assistant على هواتف Pixel فقط يمكن الحصول على هذه الخاصيّة. لهذا السبب يجب على جوجل تطوير التجربة الصوتية داخل المتصفح أيضًا لأن المساعدات الرقمية الصوتية تزداد أهميتها مع مرور الوقت بشكل كبير.
-
مساعدة المستخدم
تهدف التقنية بكل تأكيد إلى تبسيط حياة المستخدمين وتقديم الفائدة عند استخدام الأجهزة المُختلفة، وهو دور أساسي سوف تلعبه المساعدات الرقمية أكثر من غيرها. بكل بساطة ومع وجودها في الهواتف الذكية أو المساعدات المنزلية يمكن للمستخدم نطق كلمة البحث لتقوم هي بالبقية.
جمالية المساعدات الرقمية أن لا حدود لها تقريبًا، حيث يمكن للمستخدم تعريف بطاقات الإئتمان الخاصّة به داخل هاتفه الذكي المربوط أساسًا مع المساعد الرقمي، وبالتالي يمكن الحديث مع المساعد لحجز تذاكر للسفر مع حجز الإقامة، وتوفير المواصلات بشكل صوتي ودون الحاجة إلى التدخّل بشكل يدوي أو الإطلاع على الجداول ومقارنة الأسعار، كل ما يحتاجه المستخدم هو ذكر كلمة أرخص بطاقة طائرة على سبيل المثال ليقوم المساعد بالبقية.
-
السمّاعات اللاسلكية مثل AirPods من آبل
تعوّل شركة آبل على سمّاعاتها اللاسلكية الجديدة AirPods، فهي تعتبر جهاز كمبيوتر صغير في سمّاعات بفضل وجود معالج W1 بداخلها الذي يقوم بمعالجة الأوامر الصوتية وإرسالها للهاتف من أجل معالجتها باستخدام خوادم الشركة. وما السمّاعات اللاسلكية سوى شكل آخر من الذكاء الاصطناعي على غرار نظّارات جوجل، وبالتالي وجود المساعدات الرقمية رفقة المستخدم في السمّاعات أمر رائع، وسيسمح كذلك بتوفّرها طوال الوقت خصوصًا أثناء القيادة أو ممارسة الرياضة، وهو ما سيزيد من الاعتماد على هذه المساعدات بشكل أو بآخر.
-
تطوّر الأجهزة لدعم المساعدات الرقمية
تأتي جميع الهواتف الذكية والساعات مُزوّدة بمايكروفون لالتقاط الصوت ومُكبّر صوت لإخراجه، لكن في نفس الوقت وجدت الشركات أنها بحاجة لأجهزة أُخرى مثل المساعدات المنزلية لتشغيل المساعدات الرقمية بأفضل طريقة ممكنة، فلالتقاط الصوت يجب توفير أكثر من مايكروفون، كذلك هو الوضع بالنسبة لمكبّرات الصوت التي يجب أن تكون نقية 100٪.
في 2017 سوف تعمل الشركات على تطوير أجهزتها كالهواتف والحواسب اللوحية لتكون هي المساعدات المنزلية، فعوضًا عن شراء جهاز جديد، يمكن الاعتماد على الهاتف كمساعد رقمي متنقل يستمع إلى استفسارات المستخدم بأفضل طريقة ممكنة.
أحدث التعليقات