أعلن القائمون على تطوير تقنية بلوتوث، مجموعة Bluetooth SIG، مؤخرًا عن اعتماد الإصدار الخامس من هذه التقنية بشكل رسمي، حيث يمكن الآن للشركات الاستفادة من الجيل الجديد داخل أجهزتها المُختلفة.
وبالنسبة للبعض، قد تبدو تقنية بلوتوث قديمة العهد في ظل التركيز المُنصب على الشبكات اللاسلكية Wi-Fi، لكن هذه التقنية ما تزال مُستخدمة بصورة كبيرة في بعض الأجهزة التي نستخدمها بشكل يومي. الاتصال ما بين الهاتف الذكي والساعة الذكية يتم بشكل شبه كامل عبر هذه التقنية، حاله حال اتصال الهاتف بالنظام الموجود داخل السيارات. السمّاعات اللاسلكية أيضًا تعتمد مُعظمها على هذه التقنية.
يمكن الاستمرار في سرد استخدامات هذه التقنية، لكن الأهم من هذا كُله هو الحديث عن المواصفات التقنية الجديدة، فهواتف مثل iPhone 7 أو جالاكسي إس 7 على سبيل المثال لا الحصر، تعتمد على الجيل الرابع من بلوتوث الذي يمتاز عن غيره بالعمل بطاقة مُنخفضة جدًا، وبالتالي لا تأثيرات ملحوظة على أداء بطارية الجهاز. لكن الجيل الجديد من شأنه تغيير أهمّية هذه التقنية ورفعها بفضل التطورات الكبيرة التي وصلت.
في البيان الرسمي للكشف عن الجيل الجديد قالت المجموعة إن بلوتوث 5 يوفر نطاق ترددي Bandwidth أكبر مُضاعف عن الجيل السابق، 4.2. كما أنه -الجيل الخامس- أسرع أربع مرات وبإمكانه استيعاب بيانات أكبر حتى ثمان مرات من الجيل السابق.
وبالأرقام فإن سرعة نقل البيانات في الجيل الخامس تصل تقريبًا إلى 2 ميجابت في الثانية الواحدة، في حين أن عرض النطاق الترددي يصل إلى 48 ميجابت في الثانية. أما من ناحية المدى أو المسافة التي يمكن أن ترتبط من خلالها الأجهزة باستخدام الجيل الجديد فإنها تصل إلى 400 متر تقريبًا. وفي هذا الصدد ذكرت المجموعة أن ربط الأجهزة باستخدام بلوتوث سيصبح مُمكنًا في كافة أرجاء المنزل على غرار ربطها باستخدام الشبكات اللاسلكية، كما يُمكن أن يمتد المدى على نطاق بناء كامل دون أن يتأثر أيضًا.
الأهم من هذا كُله هو التركيز على أجهزة إنترنت الأشياء IoT، كالمصابيح، وأجهزة التدفئة والتبريد الموصولة بالإنترنت، أو التي يمكن التحكم بها عن بُعد، فبفضل المدى الطويل والنطاق الترددي القادر على نقل بيانات حتى ثمان مرات أكثر من الجيل السابق، يُمكن ضمان الاتصال الدائم بالأجهزة داخل المنزل أو المكتب للتحكم بها بسهولة أكبر، كما طوّرت المجموعة تقنيات تمنع تداخل ترددات بلوتوث فيما بينها، وتمنع تداخلها أيضًا مع بقية الإشارات اللاسلكية، وبالتالي لن تكون هناك عوامل مؤثرة على سرعة نقل الإشارة.
أخيرًا، سوف تبدأ الأجهزة الداعمة للجيل الجديد بالوصول خلال الشهرين القادمين كموعد أولي، أي مع بداية عام 2017 الذي يُصادف معرض برشلونة MWC 2017 الذي يُقام مع نهاية فبراير/شباط، حيث تستغله بعض الشركات للكشف عن أحدث هواتفها الذكية، وبالتالي قد نرى بلوتوث 5 في الجيل الجديد من هواتف جالاكسي إس من سامسونج.
أما بخصوص المشاكل الموجودة سابقًا في تقنية بلوتوث مثل الاتصال بالأجهزة أو التزامن معها فهو أمر لا يُمكن الحكم عليه قبل تجربة الجيل الخامس، خصوصًا أن البيان لم يُسلّط الضوء على هذه المشكلة أو حلّها، وبالتالي قد تبقى موجودة وعيب أساسي من عيوب هذه التقنية. لكن مُساهمات مثل مساهمة آبل ومعالج W1 الموجود في سمّاعات AirPods التي تعتمد على تقنية بلوتوث تُعطي أملًا للمستخدمين أولًا وللشركات ثانيًا، فنقل البيانات ليس محصورًا فقط في الشبكات الاسلكية، وبالقليل من التعديلات يمكن التغلب على مشاكل بلوتوث والاعتماد عليها أيضًا.
ما قامت به آبل في معالج W1، هو تحسين التزامن ما بين الأجهزة والسمّاعات، وبالتالي وبمجرد وضع السمّاعات في علبة الشحن والضغط على زر موجود على تلك العلبة تبدأ عملية الارتباط بالهاتف بشكل فوري، بحيث لا تتجاوز مدّة العملية 3 إلى 5 ثواني فقط، في حين أن المزامنة في الجيل الحالي، 4.2، قد تطلب أكثر من 15 ثانية لحين العثور على الجهاز، وإرسال طلب مُزامنة ثم الموافقة عليه وإدخال رمز الأمان.
أحدث التعليقات