خلال أقل من 24 ساعة فقط، نجح خبر مُستشعر البصمة الجديد من شركة Synaptics، الذي يعمل تحت الزجاج، من احتلال المراتب الأولى في مُعظم المواقع العربية والعالمية، نظرًا لكونه المُستشعر الأول من نوعه الذي لا يأتي على هيئة زر، بل يقوم بمسح البصمة Scan ضوئيًا للتأكد من هوية المستخدم.
هذا الخبر بدوره فتح مجالًا للمزايدات، فالكثير من المواقع ذكرت أننا قد نرى هاتف بشاشة فقط في الوجه الأمامي، أو بشاشة أكبر دون وجود ضرورة إلى تغيير حجم الأجهزة لأننا سنتخلص من الزر في الوجه الأمامي. بل وذهب البعض إلى اعتباره ضربة لبعض الشركات التي ترغب بالتخلّص من الزر الموجود على الوجه الأمامي، وعلى رأسها شركة آبل التي سجّلت براءات اختراع كثيرة في هذا المجال دون أن ترى النور.
لكن هناك فروقات كبيرة من الناحية التقنية ما بين براءات اختراع آبل وغيرها من الشركات، ومُستشعر البصمة الجديد من Synaptics الذي يحمل اسم FS9100، والذي كما أسلفت بالذكر يُعتبر الأول من نوعه في هذا المجال.
لو نظرنا إلى الصورة التخيّليّة للمُستشعر الجديد سنجد أنه يظهر على الوجه الأمامي لهاتف ذكي، وفي أسفل الشاشة يتوضع مُستشعر ضوئي للبصمة بحواف سوداء، صحيح أننا حصلنا على هاتف ذكي بدون أزرار على الوجه الأمامي، لكننا في نفس الوقت لم نستفد من المساحة التي كان يستهلكها الزر سابقًا، والمُستشعر الجديد ثانيًا.
أسفل هذا المُستشعر هناك دارات كهربائية مسؤولة عن التقاط البصمة وتحليلها وإرسالها للنظام للتأكد من أنها بصمة المستخدم صاحب الجهاز، ولهذا السبب هناك حواف سوداء على جانبي المُستشعر الضوئي، وبالتالي ما زال يتطلب مساحة إضافية.
أما ما تسعى إليه شركات مثل آبل فهو مختلف تمامًا، فمستشعر مثل Synaptics موجود في الجيل الجديد من حواسب MacBook Pro المزوّدة بشريط الأدوات Touch Bar، لكن طموح آبل في هواتفها القادمة، التي قد تُسمّى آيفون 8 iPhone، فهو مُختلف تمامًا، حالها حال شركات أُخرى تسعى في نفس الاتجاه.
ما ترغب آبل بالقيام به هو الوصول إلى شاشات تحتوي على مُستشعر البصمة بشكل ضمني، أي أن دارات التقاط البصمة ومعالجتها يجب أن تكون بداخل الشاشة نفسها، وبالتالي لن يتطلب المُستشعر مساحة إضافية مثلما هو الحال في الهواتف الحالية، والتي تؤدي إلى خسارة مساحة ولو بسيطة من الوجه الأمامي. هذا يسمح بدوره بالحصول على هاتف بشاشة فقط على الوجه الأمامي، مع إمكانية وضع البصمة على أي مكان لفك قفل الجهاز، بحيث لا يكون للمُستشعر مكان مُحدد أبدًا.
ما قامت به Synaptics ليس بالأمر الهيّن بكل تأكيد، ويبقى من القفزات التقنية الهامة، وهو شيء سعت نحوه شركات مثل إل جي LG التي أعلنت في شهر مايو/أيار من عام 2016 أنها توصّلت لنفس الإمكانية تقريبًا. هذا يعني أننا قد نحصل على هواتف بسماكة أقل لعدم وجود ضرورة للزر الذي يتطلب مساحة للحركة نحو الداخل أيضًا. لكنه وكما ذكرت لا يعني أننا سنرى هاتف بشاشة فقط على الوجه الأمامي أو أننا سنرى المُستشعر مدموج مع الشاشة بسهولة تامّة.
آبل ليست المصدر الوحيد بكل تأكيد، لكنها قد تكون الأقرب لأنهاسجّلت براءة اختراع للتقنية التي تسمح بدمج المُستشعر داخل الشاشة، حيث ترغب بوضع المُستشعرات في الطبقة السُفلى، وبالتالي تقوم الشاشة بمعالجة اللمس، والتأكد من هوية المستخدم في نفس الوقت.
سامسونج تستعد لإطلاق هواتف جالاكسي إس 8 Galaxy S في الأشهر الأولى من عام 2017، وبالتالي قد تكون هي الأُخرى بصدد الكشف عن تقنيات جديدة في هذا المجال خصوصًا أنها تعمل بصمت منذ مدة على هذه الأجهزة التي تُعتبر من الأفضل في عالم الهواتف الذكية، لكن وبكل تأكيد وخلال 2017 و2018، قد تتخلص مُعظم الشركات من الزر الأمامي إذا كانت وظيفته الأساسية هي قراءة البصمة فقط لا غير.
أحدث التعليقات