تعمل شركة ألفابت Alphabet، الشركة الأم لشركة جوجل، على مشروع باسم Project Wing، وهو مشروع مخصص لتوصيل الطلبات باستخدام طائرات بدون طيّار Drones، لكن هذا المشروع قد لا يرى النور أبدًا على الرغم من بدء العمل عليه منذ عام 2014 تقريبًا، قبل أن تولد ألفابت من الأساس.
طبعًا المشروع يتم تطويره حاليًا في مُختبرات إكس X، وهي مختبرات الجنون داخل شركة ألفابت، فجميع المشاريع المجنونة أو التي كانت تبدو وكأنها مُستحيلة خرجت من هناك، فالمهندسين في تلك المختبرات لا يعرفون المُستحيل أبدًا، وكل ما يخطر على بالهم يقومون بتحويله إلى حقيقة للوقوف على مدى إمكانية تحويله إلى مُنتج للاستفادة منه من قبل بقية المستخدمين حول العالم.
صحيفة Wall Street Journal ذكرت قبل فترة أن ألفابت ترغب بإنشاء متجرها الخاص الذي قد يحمل اسم Wing Marketplace، بحيث يتم توصيل المنتجات بداخله باستخدام الطائرات الآلية مُقابل 6 دولار أمريكي على كل طلب، وهو أمر يمكن لألفابت تحقيقه بكل سهولة، فسمعتها قوية لدرجة تسمح لها بالدخول في شراكات مع أسماء كبيرة لتحويل هذا الحلم إلى حقيقة، لكن الموضوع أعقد من ذلك، وقد يتطلب سنوات طويلة إذا ما أردات ألفابت الاستفادة من المشروع على الصعيد المادي للاستمرار في تطويره.
السلامة
تحتاج ألفابت لضمان سلامة المستخدمين من الطائرات المستخدمة، فلو سقطت طائرة بالخطأ يُمكن أن تكون مُميتة أو تُسبب تشوّهات لأن شفرات الطيران تدور بسرعة كبيرة مؤذية. أما لو أُخترق نظامها، فيمكن أن تتحول هذه الطائرات إلى سلاح في يد العابثين، دون نسيان أن خروجها عن السيطرة أو تعطل نظامها قد يؤدي أيضًا إلى مشاكل خصوصًا إذا ما اصطدمت بالمباني أو توجّهت إلى حقول يُمنع طيرانها فيها مثل المطارات أو المناطق العسكرية.
أحد العاملين داخل مختبرات إكس واللذين أشرفوا على هذا المشروع ذكر أن طائرات المشروع نجحت في إتمام 300 عملية توصيل ناجحة تقريبًا قبل أن تتسبب في حادثة، وهو رقم ضئيل لا يُمكن لمؤسسة الطيران الفيدرالية FAA اعتماده والوثوق به كثيرًا.
أخيرًا، وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول أكّد مجموعة من العلماء سهولة اختراق الطائرات بدون طيار، وقاموا باستعراض ذلك أمام مجموعة كبيرة من الشركات كدليل على هشاشة أنظمة حمايتها.
التشريعات القانونية
تختلف قوانين استخدام هذا النوع من الطائرات من ولاية للثانية في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن استخدامها في بعض البلدان ممنوع قانونيًا، وفي بعضها الآخر لا توجد قوانين واضحة حتى هذه اللحظة. هذا بدوره يعني أن ألفابت بحاجة للمشاركة في كتابة القوانين الخاصّة بمثل هذه الأمور لتنظيمها قانونيًا على الأقل.
مؤسسة الطيران الفيدرالية أطلقت بالفعل برنامجًا لكتابة مقترح لقانون تنظيم الطائرات بدون طيار، بحيث يتم اعتماده فيما بعد واستخدامه في جميع الولايات، لكن هذا الأمر ليس بالسهولة التي يبدو عليها، وقد تحتاج ألفابت لسنوات طويلة قبل صدور مثل هذا التشريع، وهذا يعني تأخير في رؤية المشروع للنور وتحويله إلى حقيقة.
ألفابت لا تمتلك بضائع لإيصالها أساسًا
لو قلنا أن شركة أمازون هي من تُقاتل لإطلاق مثل هذا المشروع، لكان الأمر أكثر منطقية، فأمازون شركة تمتلك متجرًا إلكترونيًا ومخازن كبيرة جدًا في ولايات مختلفة ومناطق مختلفة حول العالم. أما ألفابت، فهي لا تمتلك مخازن أو بضائع خاصّة بها، وبالتالي ما هي البضائع التي ترغب بإيصالها بالأساس؟
بعض المصادر ذكرت أنها -ألفابت- تعاقدت مع بعض المطاعم وسلسلة مقاهي Starbucks العالمية لاستخدام طائرات بدون طيار لإيصال الطلبات للزبائن، لكن Starbucks مثلًا انسحبت من المشروع بشكل مُفاجئ، وهو أمر متوقع لأن إقحام العلامة التجارية في مشاريع خطيرة سوف يؤثر عليها وعلى وثوق الزبائن فيها.
جميع العوامل السابقة يمكن أن تحول ما بين ألفابت وأحلامها، خصوصًا أن شركات أُخرى تطمح للاستفادة من هذه الطائرات في مجالات مُختلفة، لكن وبكل تأكيد إن لم تنجح ألفابت في إطلاق المشروع للعموم، فهي ستطلق نظامها الخاص لإدارة تلك الطائرات، مثلما هو الحال في مشروع السيارات ذاتية القيادة.
أحدث التعليقات