بحلول شهر يناير الحالي، أعلنت كل من “إريكسون-Ericsson” و”كوالكوم-Qualcomm”، بشراكة مع شركة AT&T الأمريكية عن مُخطط للبدء في تجارب قابلية التشغيل والتجارب الميدانية الفعلية على أرض الواقع لشبكات الهاتف المحمول التي تعمل بتقنيات الجيل الخامس. وتدخل تلك التجارب التشغيلية الاولى حيز التنفيذ في الولايات المتحدة الأمريكية بداية من النصف الثاني من عام ٢٠١٧ الجاري.
الجيل الخامس: لا توجد معايير واضحة، ولكن توجد أهداف واضحة
وفي حين لا توجد – حتى لحظات كتابة تلك السطور – أية معايير أو مواصفات فنية مُحددة لتلك الشبكات الجديدة التي ستحمل مُسمى شبكات الجيل الخامس، إلا أن الخطوط العريضة للتقنية تُشير الى أنها ستُبنى على النطاق الترددي الفرعي 6GHZ وموجات الطيف المليمترية. ولكن ما يتسم ببعض الوضوح فعليا في الوقت الحالي هو المبادئ العريضة لهذا الجيل الجديد من الشبكات، والذي سيسعى الى التركيز على زيادة نطاق نقل البيانات أكثر مما يُعنى بسرعة نقل البيانات.
وبكلمات أكثر بساطة، فإن الهدف العام لشبكات الجيل الخامس سيكون إتاحة إستخدام شبكة الهاتف المحمول بواسطة عدد أكبر كثيرا من المُستخدمين المتواجدين في نفس المكان والذين تخدمهم نفس البنية التحتية في ذات المكان (أبراج الهاتف)، وكذلك زيادة السعة المُتاحة من الشبكة لكل من هؤلاء الأفراد في نفس اللحظة. أما الجانب الآخر الذي سترتكز عليه شبكات الجيل الخامس، فهو جعل التواصل بين الاجهزة الإلكترونية والشبكة أكثر أمنا وأقل إستهلاكا للطاقة بمُعدل يصل الى ١٠مرات أقل من المعايير المُتاحة حاليا.
وتصب تلك الخطوط العريضة جميعها نحو هدف كبير واحد وهو أن تتلائم تلك الشبكات القادمة مع طبيعة الحياة في المُستقبل القريب، والتي ستعتمد على وجود الملايين من الأجهزة المُتصلة بالإنترنت في رقعة مساحة صغيرة للغاية، حيث سيُصبح كل شخص يمتلك عشرات الأجهزة التي تعتمد بشكل رئيسي على الإنترنت مثل سوارات المعصم، الساعات الذكية، السيارات الذكية، أجهزة التحكم بدرجة حرارة المنزل المُتصلةبالإنترنت وغيرها المئات من أجهزة ما يُسمى بالInternet of things Iot، وليس هاتف محمول واحد وجهاز حاسب واحد كما كان الحال في الماضي القريب.
التحالف القديم يضع المعايير الجديدة القادمة
وسيُساهم الأعضاء المشتركين في مشروع “شراكة الجيل الثالث 3GPP“، والتي وضعت الأُسس والمعايير الفنية للأجيال الحديثة لشبكات الهواتف المحمولة، في وضع المعايير الموحدة المُنتظرة للجيل الخامس، والتي لابد وأن تأتي موحدة وواضحة وقابلة للتطبيق وفقا لقيادات ذلك التجمع لكي تبقى صناعة شبكات الهواتف المحمولة والاجهزة المحمولة كصناعة موحدة ومتوافقة مع شبكات الهاتف المحمول في كل مكان حول العالم، ما يُؤمن حرية الإنتقال للمُستخدمين في كل مكان.
آفاق واسعة لإستخدامات الجيل الخامس
ويقول توم كيثلاي، نائب الرئيس لقطاع تصميم وهندسة الشبكات اللاسلكية في AT&T،” إن تقنية الجيل الخامس تأتي مع العديد من التحديات، إنها تقدم فرصة رائعة لإحداث تغيير جذري في الطريقة التي نستخدم بها الشبكات المتحركة على مستوى القطاع بأكمله”. ويُصيف يولف إيوالدسون، المدير التنفيذي للتكنولوجيا في إريكسون،”تُمثل تقنية الجيل الخامس فرصة كبرى لم يشهدها قطاع الاتصالات قبلاً. إنها تؤمن للمشغلين منصة متميزة للتوجه إلى الأسواق الجديدة، كقطاع الإعلام والنقل والتصنيع”.
وكانت شركة “إريكسون” واحدة من الشركات التي تسعى بقوة لوضع معايير موحدة وتجربتها لشبكات الجيل الخامس قبل نهاية العام الحالي، وأعدت في هذا السياق تقرير مُطول حول الإستخدامات والمزايا المُنتظرة لتطبيق ذلك الجيل الجديد من الشبكات على أرض الواقع (يُمكن تحميله من هُنا). وبقراءة سريعة لهذا التقرير، يتبين لنا بأن الإستفادة الأكثر أهمية للشبكات الجديدة ستتحقق في قطاعات النقل، وبخاصة في فئة السيارات الذكية التي أشرنا في مقال سابق الى أنها ستحتاج الى تبادل كميات هائلة من البيانات صفة مُتصلة طوال حركتها على الطريق، وكذلك الصناعات الشرهة لإستخدام البيانات مثل صناعات التعدين، تحليل البيانات، وإدارة المصانع والمصالح المُختلفة عن بعد.
أحدث التعليقات