لم تعد تقتصر ممارسة تمارين اللياقة و الحفاظ علي الرشاقة علي متنافسيّ المسابقات الرياضية فقط بل أصبحت ضرورة من ضرورات الحفاظ علي الصحة و الوقاية من بعض الأمراض الخطيرة، و علي غرار الأفراد لم تعد رشاقة الأعمال (Business Agility) ميزة تنافسية فاصلة و حسب، بل أصبحت إحدى مقومات إستمرار المنظمات أو خروجها من سوق العمل بالكلية. فمع تسارع ثورة التقنية و ما تحدثه من إضطراب و ما تخلقه من فرص و تحديات، أصبحت سرعة الإستجابة للمتغيرات و المرونة العالية للتكيف معها ضرورة لبقاء المنظمات الكبيرة منها و الناشئة في سوق العمل علي حدٍ سواء.
يتطرق هذا المقال للحديث عن المشاريع الناشئة أو الريادية و كيفية توظيف مفاهيم إدارة المشاريع الرشيقة-أو ما يسمى أجايل (Agile)- لإنجاح و ضمان إستمرارية هذة المشاريع. و تتلخص هذة المفاهيم في خمس ركائز أساسية و هي:
فكر في ما يريدة المستهلك و لكن لا تقرر عنه!
من المهم ان يكون لديك فكرة إبداعية لمشروعك و لكن الأهم أن تكون متوافقة مع ما يريده المستخدم أو المستهلك. فما يحدد مستوى نجاح فكرتك هو قدرتك عن ملاحظة و إستقراء سلوك المستخدم أو المستهلك و فهم مشكلاته أو التحديات اللتي يواجهها. و من ثَم تكييف و تطوير فكرة مشروعك لتقدم له الحل اللذي يفضله (هو/هي و ليس أنت) من خلال التحقق بالتجربة في سوق العمل و التطوير التدريجي للمنتج.
كن القائد الخادم!
قد يكون أكبر تحديات رواد المشاريع الناشئة هو بناء و إدارة الفريق العمل. فمن الصعوبة بما كان إيجاد أعضاء فريق متكامل، يؤمن كل منهم بفكرة المشروع بحماس. و ربما كان ذلك أسهل من ما يليه من واجبات إدارة الفريق و مهام المشروع. فمراحل بناء الفريق و الحفاظ علي مستوى الأداء و التواصل و المهام و الإستجابه للتغيير و حل المشكلات، أكثر صعوبة. و لكن ر يستطيع قائد المشروع الريادي التغلب علي هذة التحديات بتبني فلسفة “القائد الخادم” (Servant-Leader) بالإضافة الي تطبيق بعض منهجيات الإدارة الرشيقة مثل سكرم (Scrum).
إبحث عن الفشل المبكر!
في حقيقة الأمر “الفشل المبكر” إكتشاف لخلل ما في مرحلة مبكرة وفق فلسفة الفشل المبكر (Fail-Fast). فالحث علي إكتشاف الخلل مبكراً أحد مبادئ منهجيات المشاريع الرشيقة-أجايل، و يتأتى ذلك من خلال الإختبار الممنهج خلال سير المشروع لضمان خلو المنتج من كل العيوب الممكن إكتشافها و تلافيها في مرحلة مبكرة.
إرفع مستوى منتجك الي مستوى “بالكاد جيد”!
إن التركيز علي القيمة (Value) و تقليل الهدر أو ما يسمى (Muda) أحد أهم ركائز نجاح المشاريع الناشئة. فالتركيز علي الخصائص و المميزات الرئيسة فقط يستلزم معرفة دقيقة بما يحتاجه المستهلك أو المستخدم بالضبط و ليس أي شئي أخر. إن التقليل من الهدر و إختزال الإضافات الجانبية من شأنه ضمان سرعة الوصول للسوق و تقليل التكلفة و المخاطر اللتي قد تؤثر علي نجاح المشروع.
إستخدم تقنيات و أدوات أجايل المناسبة!
إن الإلمام بإستخدام تقنيات و أدوات إدارة المشاريع الرشيقة-أجايل له أهمية بالغة في تطبيق مفاهيم رشاقة المشاريع و سرعة الوصول للسوق و مرونة الإستجابة للتغيير مع الحفاظ علي ضبط المشاريع لتحقق أهدافها. قد لا يحتاج رائد الأعمال الي التعمق في جميع منهجيات و أدوات أجايل و لكن من المهم له جداً فهم مبادئ إدارة مشاريع أجايل و بعض المنهجيات و الأدوات الأساسية كلين (Lean) أو سكرم (Scrum) أو كانبان (Kanban) أو الإستعانة بمستشار مرشد لتوظيف تقنيات و أدوات أجايل لإنجاح مشروعه.
الخلاصة؛ تقدم مفاهيم و تقنيات و أدوات أجايل إطار عام لريادة الأعمال و إدارة المشاريع الناشئة من خلال تعزيز القيمة و تجربة المستخدم أو المستهلك (UX) و التي تعد نواة المشروع الريادي و مرتكز نجاحه الأول، كما تعزز تقليل الهدر و سرعة الوصول للسوق و مرونة الإستجابة للتغيير بإعتبارها الميزة التنافسية الأهم لريادة المشاريع. كما تتبنى الممارسات القيادية لإدارة فريق العمل بإعتبارها الإسلوب الأكثر فاعلية لتوحيد الرؤية و رفع كفائة و إنتاجية فريق العمل. لذلك تعتبر إدارة المشاريع الرشيقة-أجايل خلاصة الحلول المثلى لمشروع ريادي ناجح
أحدث التعليقات