أتيت للتو من فيديو قام بنشره الأخ سعود الهواوي في قناة عالم التقنية في اليوتيوب، يشرح فيه تجربته في استخدام جهاز Google Wifi. الفيديو عبارة رفع لما تم نشره من سنابات في فترة سابقة عبر حسابه الشخصي، بمعنى أن المحتوى كان موجهاً في الأساس لجمهور سناب شات، ثم قام الأخ سعود بنقله إلى اليوتيوب، إنه ببساطة يصنع محتوى لليوتيوب عبر سناب شات، وهو ما سنتحدث عنه بشيء من التفصيل عبر هذه المقالة.
أنا مثل الأخ سعود، تعودت في الفترة الماضية أن استخدم تطبيق سناب شات لإنشاء محتوى ثم نشره في اليوتيوب، في البداية كان الهدف هو سناب شات وليس اليوتيوب، لكن بعد ذلك أحببت أن تظل الفائدة ويصل إلى المعلومة كل من يريدها، فكما نعلم، المحتوى في سناب شات يختفي بعد 24 ساعة فقط، وأحياناً يكون من الخسارة أن يضيع المحتوى القيم بهذه السرعة، لذلك فاليوتيوب يقدم لنا الحل.
أمتلك حساب سناب شات متخصص في تعلم الانجليزية، عبر هذا الحساب أقدم بعض الدروس والتلميحات وبعض المصادر المفيدة التي تهم من يريد إتقان اللغة الانجليزية، بعض الفقرات المتعوب عليها أقوم بتحميلها إلى هاتفي وأضيف عليها بعض “البهارات” ثم انشرها في قناة مخصصة لتعلم الانجليزية في اليوتيوب. في البداية أردت أن أوفر للمستخدم إمكانية الرجوع للسنابات القديمة ومشاهدة ما فاته، ثم تطور الأمر إلى هدف نشر الفائدة بشكل أكبر واكتساب جمهور أوسع عبر اليوتيوب.
فوائد ومميزات
(1) لعل أكبر وأوضح فائدة، هي اختصار الوقت، سناب شات يوفر لك طريقة سريعة لصناعة المحتوى المرئي، طبعاً لن تتمكن من صناعة فيديوهات احترافية ذات مؤثرات مميزة، لكن إن كنت تركز على المحتوى بشكل أكبر، فبإمكانك استخدام سناب شات لظرب عصفورين بحجر واحدة، العصفور الأول هو تقديم المحتوى النافع والمفيد عبر سناب شات والوصول إلى جمهوره، والعصفور الثاني هو صناعة محتوى مرئي يدوم سنين طويلة ويفيد عدد كبير ممن يصل إليه ويرتوي من خيره -عبر اليوتيوب-.
(2) سناب شات ينمي لدينا مهارة تجزئة المحتوى إلى أجزاء صغيرة، فهو يحدد لك 10 ثوانٍ لكل سنابه، هذ الجزء الصغير المكون من 10 ثوانٍ يجب أن يحتوي على شيء مفيد، وبالتالي أنت تقدم الدرس أو تتحدث عن المفهوم أو الفكرة بشكل مجزء منظم، فأنت تحصل على استراحة بعد كل 10 ثوانٍ، هذه الاستراحة تسمح لك بالتفكير والاستعداد لما تريد أن تقوله أو ما تحب ان تقدمه، كما أنها تساعدك على تنظيم أفكارك وترتيب طريقة عرضك، وبالتالي تصل الفكرة أو المعلومة إلى المتلقي بشكل أكثر سلاسلة.
(3) يساعدنا سناب شات على الاختصار، صحيح أننا نسهب في نشر الاسنابات، لكنك بعد أن تجمعها كلها في فيديو واحد ستجد أنه مكون من 5 أو 8 دقائق فقط في الغالب، بينما عندما نسجل فيديو خاص باليوتيوب فالوقت يمر ويمضي دون أن نشعر، لا يوجد مؤشر ينبهك بعد كل 10 ثوان -مثلما هو الحال في سناب شات-. وبشكل عام، عبر سناب شات؛ أنت قادر على تقديم نفس المحتوى في نصف المدة الزمنية.
كي تُتقن أكثر
(1) حاول قدر المستطاع أن تصور سناباتك بالعرض وليس الطول، كي تناسب حجم الفيديوهات التي تُنشَر في اليوتيوب، وحاول أن تكون جميع السنابات على نفس النمط، فإذا كنت تتحدث بنفسك عبر الكاميرا، فلا مشكلة في تدوير الهاتف أثناء التصوير وتسجيل الفيديو بالعرض. سيكون الأمر أكثر احترافية وأكثر ملاءمة لليوتيوب.
(2) استخدم أحد تطبيقات تحرير الفيديو، نعم أن سناب شات يسمح لك بتحميل جميع الاسنابات في فيديو واحد، لكن سيكون من الأفضل أن تحملها بشكل يدوي واحداً تلو الآخر، قد يتطلب الأمر بعض الدقائق الإضافية لكن ستتمكن من صنع فيديو أكثر احترافية، بعد ذلك استخدم أحد تطبيقات تحرير الفيديو من أجل اضافة بعض الصور كمقدمة وخاتمة (يمكنك تصميمها مسبقاً لاستخدامها في جميع الفيديوهات) واضافة بعض التأثيرات الانتقالية كي تضيف بعض البهارات على الفيديو قبل نشره.
هنالك العديد من التطبيقات المجانية وغير المجانية المتخصصة في تحرير الفيديو عبر الهاتف الذكي مباشرة، يمكنك قراءة مقالتنا السابقة التي عرضنا فيها 5 تطبيقات مميزة في هذا الجانب، أو استخدام تطبيق “VideoShow” الذي استخدمه أنا والذي أعتبره أسهل وأفضل تطبيق للقيام بمهمة صنع الفيديو القادم من سناب شات “هنالك نسخة احترافية مدفوعة توفر لك انتاج فيديوهاتك بدون العلامة المائية الخاصة بهم”.
(3) من أهم ما يجذب متصفح اليوتيوب إلى الفيديو هي الصورة الرمزية الخاصة بالفيديو، لذلك لا تبخل بالوقت والجهد في تصميم صور معبرة جذابة لفيديوهاتك كي تكسب جمهوراً أكبر عبر اليوتيوب، فعندما ينتهي المستخدم من مشاهدة أي فيديو تبدأ عملية اختيار الفيديو التالي عبر تلك القائمة المنتظرة في الجانب، وبالتأكيد الصورة المميزة تساهم في جذب المشاهد إلى الفيديو ولفت نظره إلى عنوانه.
(4) اهتم بجودة الصوت والصورة، إذا كنت تصور من شاشة الحاسوب -كما أفعل أنا- فاستخدم حامل خاص لتثبيت الهاتف أمام الشاشة كي تمنع الاهتزاز، وإن كنت تصور نفسك وأنت تتحدث فثبت الهاتف بشكل جيد وتعرض لإضائة جيدة كي يكون التصوير واضحاً، كذلك هو الحال في الصوت. تذكر أنك تصنع فيديو سيدوم سنوات طويلة ولن يختفي بعد 24 ساعة، فليكن عملاً جيداً ومتقناً.
ختاماً … قد لا تبدو هذه الطريقة مناسبة لكل صانع محتوى في اليوتيوب، لكنها فعالة لأولائك الذين ليس لديهم الوقت الكافي للنشاط في كلا الشبكتين، كما أن المحتوى هو الحكم في نهاية المطاف، نعم، المظهر له أهميه، لكنه لا يفوق أهمية الجوهر.
أحدث التعليقات