تعرفت للمرة الأولى على الهاتف “موتو زي – Moto Z” ومفهوم الملحقات التركيبية “موتو مودز – Moto Mods” من خلال مُؤتمر TechWorld الذي عُقد مُنتصف العام الماضي في سان فرانسيسكو، وكانت لي فُرصة حُضوره ومُشاهدة الإطلاق الأول لهذا المفهوم الثوري الجديد. ولكن اليوم، وبعد ستة شهور على تقديمه للمرة الأولى، وبالتزامن مع إطلاقه رسميا للمرة الأولى في مصر الشهر الماضي، لا يزال ذلك المفهوم الجديد يُثير إهتمامي تماما كما كان في المرة الأولى التي سمعت بها عنه.
أطلقت “لينوفو” الهاتف Moto Z مع الباقة الكاملة لمُلحقاته التركيبية Moto Mods من خلال حفل له طابع خاص تحت سفح أهرامات الجيزة المصرية.وقد أُتيحت لي فرصة قضاء أسبوعين مُتصلين في صحبة الهاتف Moto Z مع مجموعة ملحقات Moto Mods الكاملة المتوفرة حاليا بالأسواق، والتي تتضمن كاميرا Hasselblad الرقمية، سماعات JBL، جهاز العرض الرقمي Insta-share Projector، وبطارية مُلحقة خارجية إضافية من Incipio، لأنقل لكم تلك التجربة.
بنية مُتماسكة وأداء سريع
في حين لم يكن إختبار الهاتف Moto Z نفسه في مُقدمة أولوياتي من تلك التجربة، بقدر ما كان إهتمامي الأكبر بمجموعة مُلحقات Moto Mods، إلا أن الهاتف يبقى جزء رئيسي من تلك التجربة التي قدمتها “لينوفو”، فهو القاعدة التي تُبنى عليها كافة مُكونات هذا النظام التركيبي.
تختلف تجربة أداء نظام “أندرويد” إختلافا شاسعا بين جهاز وآخر، وبين صانع وآخر. وقد بُني نظام تشغيل “أندرويد”، بالأساس، على تلك الفكرة، بأن يتكيف النظام مع طابع وإحتياجات الصانع الذي يستخدمه في أجهزته المُختلفة. خلق هذا المفهوم إختلافات كبيرة تتعلق بشكل خاص بالثبات وأداء النظام وآلية الحصول على التحديثات الدورية بين الهواتف الذكية المُختلفة، وبالرغم من إختلاف تفضيلات المُستخدمين فيما بينهم، إلا أنني كنت على الدوام ممن يميلون الى التجربة الأصلية “النظيفة” لنظام التشغيل “أندرويد”، بدون أية إضافات أو تعديلات، وهي التجربة التي لطالما قدمتها الأجهزة التي تُنتجها “جوجل” بنفسها بتعاون مع أحد الصانعين.
ينتمي الهاتف Moto Z الى تلك الفئة التي تُقدم نظام التشغيل “خام” بأداء سريع، نظيف، ومُستقر. ودعوني أُشيد بتلك النتيجة، فمُلحقات Moto Modsتُقدم وظائف مُتقدمة في أغلب الأحوال، وتُضيف الكثير لما ينبغي على الهاتف القيام به، وقد ساهم نظام التشغيل المُستقر ذو الأداء السريع في أن تأتي تجربة إضافة المُلحقات وإزالتها في سهولة تامة وسرعة ودون مُشكلات تُذكر.
تخدم بنية الهاتف الخارجية المفهوم ذاته، فالهاتف نحيف للغاية، رُبما هو شعور الهاتف الأنحف الذي إستخدمته منذ فترة طويلة، ولكن الملحقات تُغير من هذا الأمر كُليا. حتى في وجود الإضافة الأنحف من بين تلك المجموعة، وهي بطارية Incipio المُلحقة الخارجية، فإن حجم الهاتف ووزنه يبدأ في أن يميل الى كفة الأجهزة الكبيرة الثقيلة. حتى في الظروف العادية، لا أنصح كذلك بإستخدام الهاتف بدون الغلاف الخلفي – الذي يأتي مجانا مع الهاتف نفسه – الذي يحمل ملمس قريب من خامات الأقمشة. يُضيف الغلاف للهاتف شكلا جماليا أفضل، كما يجعل التحكم بالهاتف بين يديك أفضل.
أجادت “لينوفو” في إستخدام الخامات المُتماسكة التي تُعطي الهاتف إحساسا بالصلابة، مع واجهة زُجاجية بالكامل، وجهة خلفية مغناطيسية تحمل ملمسا زُجاجيا هي الأُخرى. ولكنها أخفقت في توزيع الأزرار الجانبية للهاتف، وهي ثلاثة أزرار لزيادة مُستوى الصوت وخفضه وزر التشغيل الخاص بالهاتف. تأتي الأزرار الثلاثة في جانب واحد، بحجم واحد، وفي صف مُتصل بمسافات مُتساوية البعد، ما يجعلك في كثير من الأحيان تُخطئ في الضغط على زر تشغيل الهاتف بدلا من زر خفض الصوت.
مُلحقات Moto Mods: الإبتكار الأفضل في عالم الهواتف الذكية مُنذ أعوام
إفتقر عالم الهواتف الذكية للإبتكارات خلال السنوات القليلة الماضية، فبعد قفزات هائلة في الإبتكار تميزت بها بداية عصر الهواتف الذكية لم نعد نرى من جديد في هذا السوق إلا على صعيد المواصفات الفنية التي تتحسن بوتيرة ثابتة تقريبا.يأتي مفهوم Moto Mods التركيبي الجديد ليُقدم فكرة مُبتكرة فعليا رُبما تكون هي الأفضل على الإطلاق خلال الفترة الماضية.
تتصل كافة الملحقات بالجهة الخلفية للهاتف بسلاسة تامة، ولا تحتاج الى أية خطوات تُذكر لإعدادها وتشغيلها، وتحمل مُعظم تلك المُلحقات بطاريتها المُستقلة التي يُمكن معرفة عُمرها من خلال شريط التنويهات في نظام التشغيل. أحسنت “لينوفو” فعليا عندما أكدت بأن المُلحقات المتوافرة حاليا في الأسواق، وكل جديد يتم طرحه في هذا المجال، ستبقى مُتوافقة مع جيلين قادمين للهاتف على الأقل. بدون ذلك العهد، لم أكن أظن بأن المفهوم نفسه مُرشحا لمُستقبل باهر.
جهاز عرض Insta-share
يُعد الإضافة الأفضل في تقديري، ويمتاز بآلية إستخدام سهلة وبسيطة للغاية. يعمل الجهاز بمُجرد الإتصال بالهاتف، ويُمكن إستخدامه في عرض أي شئ يظهر على شاشة عرض الهاتف بضغط زر التشغيل الخاص بجهاز العرض. يمتاز الجهاز بقدرة مثالية على ضبط الصورة الناتجة من حيث ضبط البؤرة، وكذلك ضبط أبعاد الصورة في حال كان وضع الهاتف مائل أو غير مستوي فتخرج الصورة النهائية مُعتدلة. يستطيع الجهاز عرض صورة تصل أبعادها الى ٧٠ إنش.
كاميرا Hasselblad الإحترافية
بالرغم من كونها مُتقنة الصُنع، وتُقدم جودة صورة مثالية، ومُستوى زووم بصري يصل الى ١٠ مرات، مع فتحة عدسة ممتازة وفلاش زينون كبير الحجم تُعطيك إضاءة رائعة حتى في ظروف التصوير الصعبة، إلا أنني، للأسف، لم أجد لها مكانا مُناسبا في إستخدامي اليومي. ترتقي تلك الإضافة بكاميرا الهاتف الرقمي التقليدية وتحل في موضع البديل عن كاميرات فئة السوبر زووم والكاميرات الشخصية، وهي تلك الكاميرات الشخصية التي تحمل زووم بصري كبير وجودة صورة جيدة، ولكنني حاليا أرى تلك الفئة بشكل عام تتآكل، وينقسم سوق التصوير الرقمي الى قطاعين عريضين هما كاميرات الهواتف المحمولة والكاميرات الإحترافية، أو على الأقل هكذا أظن.
*نموذج من صورة مُلتقطة بواسطة تلك الإضافة (بالحجم الكامل):
إذا كنت من هواة التجمعات العائلية والمُشاركة مع الأصدقاء، فستجد تلك الإضافة صداها لديك. تُقدم تلك السماعات جودة صوت مُرتفع مثالية وتمتلك سماعة داخلية تدوم لمدة ١٠ ساعات من الإستماع الى الموسيقى أو الأفلام. تؤدي تلك القطعة دورها بمثالية، وهي إختيار موفق لمن يميل الى تلك النوعية من الأنشطة.
الخلاصة:
يُقدم مفهوم Moto Mods التركيبي، في إعتقادي الشخصي، الإبتكار الأفضل فعليا على الإطلاق خلال الفترة القصيرة الماضية من عُمر الهواتف الذكية. سيتوقف مدى نجاح هذا المشروع من عدمه على الخيارات الأُخرى من الملحقات والإضافات التي يُنتظر أن تبدأ في الظهور قريبا، بعد الكثير من الخطوات التي إتخذتها “لينوفو” لتحفيز المصممين والمطورين على إبداع المزيد من الملحقات المُبتكرة، ومدى الإبتكار الذي ستأتي به تلك المُلحقات. أما الهاتف Moto Z، فهو الخيار المثالي لمن يبحث عن هاتف “أندرويد” بدون أية إضافات، وبأداء وإعتمادية ممتازة.
أحدث التعليقات