ساهمت متاجر التطبيقات، آب ستور App Store في iOS، وجوجل بلاي Google Play في أندرويد، في نجاح أنظمة التشغيل تلك، وإلا لكان النجاح أيضًا حليف أنظمة أُخرى على غرار BlackBerry OS 10، أو Windows 10 Mobile، على سبيل المثال لا الحصر.
الثقة في احتمالية نجاح بقية الأنظمة تكمن في أن الشركات التي تقف خلفها كبيرة وتملك كذلك باعًا طويلًا في مجال تطوير أنظمة التشغيل، فالوظائف الأساسية كإجراء المُكالمات، أو إرسال الرسائل، وإدارة المواعيد والتقويم من الأمور التي لن تصعب على أي شركة، أيًا كانت خبرتها وعمرها، فما بالك لو كانت تلك الشركات هي مايكروسوفت وبلاك بيري، أو حتى سامسونج في نظام تايزن Tizen.
العلاقة ما بين جوجل وأندرويد قوّية جدًا، فالأولى استحوذت عليه وقامت بتطويره حتى وصل إلى مكانته الحالية. وفي المُقابل، لم تذهب جهود جوجل سُدى، ونجح نظام أندرويد في ضخ مبالغ مالية كبيرة جدًا على الشركة خصوصًا من متجر جوجل بلاي الذي تجاوز عدد التطبيقات فيه 2.6 مليون تطبيق تقريبًا.
الأمور تغيّرت قليلًا منذ الإعلان عن أندرويد 7، وتحوّلت العلاقة ما بين الطرفين إلى حُب امتلاك، إذ قرّرت جوجل تمييز أجهزتها بميّزات حصرية لن تحصل عليها بقيّة الشركات، وهو ما بدا كنقطة قوّة من جهة، وانطلاقة جديدة لنظام أندرويد من جهة أُخرى. لكن نفس نقاط القوّة تلك، قد تكون قادرة في المُستقبل على نسف تلك السيطرة، وتحطيم تلك العلاقة خصوصًا أن صيحة التطبيقات بدأت تأخذ شكلًا جديدًا قد يتطوّر ويُصبح أكثر أهمّية خلال العقد القادم.
قدّمت جوجل في أندرويد 7 مُساعدها الرقمي Google Assistant، وجعلته حصري لمُستخدمي هواتف بيكسل Pixel، أو بمعنى آخر، حصري لجميع أجهزة جوجل فقط، ولن تحصل عليه بقيّة الشركات التي تعتمد على أندرويد كنظام تشغيل في أجهزتها. في نفس الوقت، أعلنت جوجل عن توفير واجهات برمجية تسمح للمُطوّرين بتطوير أدوات أو تطبيقات للمساعد الرقمي، وهي تُعرف بالمهارات Skills عوضًا عن التطبيقات.
ووفقًا لهذا التوجّه، فإن المُطوّر بإمكانه تطوير تطبيق يعمل على نظام أندرويد، ومهارة تعمل مع المُساعد الرقمي Google Assistant الموجود في أجهزة جوجل فقط.
في نفس الوقت، لم تقف بقيّة الشركات مكتوفة الأيدي، فسامسونج اشترت شركة Viv لتضمين المُساعد الرقمي الذكي في هواتفها القادمة. وهواوي أيضًا أعلنت أنها بصدد بناء مُساعدها الرقمي الخاص بها، دون نسيان وجود أليكسا Alexa من أمازونالذي تنوي توفيره لجميع الراغبين باستخدامه، وبالتالي ستظهر لنا متاجر جديدة إلى جانب متجر جوجل بلاي خاصّة بالمهارات فقط.
قد تفتتح سامسونج متجر خاص لمساعدها الرقمي الذي قد يحمل اسم Hello، وبالتالي يُمكن تحميل مهارات جديدة إليه والحصول على وظائف إضافية باستمرار. وهو أمر قد تقوم به هواوي أيضًا، وأي شركة أُخرى ترغب ببناء مُساعد رقمي. دون نسيان أمازون التي تمتلك بالفعل متجرًا للمهارات الخاصّة بأليكسا.
هذه العوامل قد تبدأ بسحب البساط من سيطرة جوجل المُطلقة في أندرويد، فأهمّية التطبيقات العادية كانت -وستبقى لفترة طويلة أيضًا- عالية جدًا. لكن ومع مرور الوقت قد تبدأ أهمّية المهارات بالتزايد، وهذا يعني تزايد أهمّية متاجرها التي تُشرف عليها كل شركة على حدة.
صحيح أن التطبيقات لن تتناقص أهمّيتها بسرعة كبيرة، لكن فرصة المهارات في المُستقبل تبدو كبيرة أيضًا، وبالتالي ستنجح الشركات التقنية التي تعتمد على أندرويد في الحصول -لأول مرّة- على وارد مادّي من التطبيقات على هذا النظام عبر المهارات، وسيتحوّل أندرويد إلى أداة قوّة على أكثر من صعيد بالنسبة لتلك الشركات، في وقت قرّرت جوجل فيه الانكماش على نفسها واعتقال مُساعدها الرقمي داخل أجهزتها فقط، لتخسر فرصة عظيمة جدًا من الناحية المالية على الأقل.
أحدث التعليقات