لقد أصبح الانترنت اليوم أحد الوجهات الأولى للحصول على المعلومة، لم يعد هنالك حاجة أن نستشير الآخرين في الكثير من الأمور البسيطة والعامة وحتى المتخصصة، في الغالب سنجد لها معلومة أو مقالة، أو قد يكون هنالك فيديو أو صورة أنفوقرافية تشرح الموضوع وتوصل المعلومة، قد يشعر بعض الأشخاص بالحرج عند توجيه الأسئلة البسيطة للناس أو ربما من الصعب أن يجد الشخص الخبير في المجال الذي يريد، لذلك يلجأ إلى الفضاء السيبيري الواسع؛ الانترنت.
ربما واجهتك مشكلة في هاتفك يوماً ما، في الغالب لن يفيدك جميع من حولك في حل تلك المشكلة إلا لو كان فيهم شخص خبير، ثم بحثت في الفضاء الرقمي عبر قوقل أو اليوتيوب فوجدت عدة أنواع من المحتوى تفيدك في حل مشكلتك، قد لا تجد بالعربية لكنك ستجد باللغة الانجليزية، قد لا تجد حل مكتوب أو فيديو مُشاهد، لكن في المقابل هنالك منتديات وساحات حوار متخصصة في نفس المجال، يمكنك طرح سؤالك ثم العودة في اليوم التالي لتجد أحد الخبراء قد رد عليك وأجابك.
الشيء الذي لاتجده عبر قوقل
لكن في المقابل هنالك بعض الأسئلة التي لا تجد لها إجابات شافية عبر قوقل أو غيره من محركات البحث، أو ربما تجد بعض النتائج لكنها قليلة ولا تفي بالغرض، تلك المعلومة المتعلقة بالأنشطة التجارية أو الفعاليات التي تقام في مدينتك أو بالقرب منك وتريد أن تتعرف عليها وتحصل على معلومات عنها، بدلاً من البحث المضني والسؤال، يمكن للويب أن يكون الوسيط وأن يصل بين صاحب النشاط وبين المستفيد، لكن فقط لو أحسن صاحب النشاط تمثيل نفسه عبر الويب وأتاح للآخرين الوصول إليه.
مثلاً قبل فترة جاءتني رغبة في الاشتراك في مرثون للجري في المدينة التي أسكن بها، من أسأل وكيف أعرف؟ لقد كان الحل الأسهل هو أن أبحث في قوقل، وبالفعل بحثت وظهرت لي بعض النتائج وعلمت أن هنالك مرثون دوري يقام في نفس المدينة، عبارة عن نشاط تطوعي يديره بعض الشباب المبادر، لديهم صفحة فيسبوك كانت من ظمن نتائج البحث، وعبر تلك الصفحة حصلت على جميع المعلومات التي أريدها.
قد تبحث عن دكتور جيد في نفس المدينة أو المنطقة التي تسكن بها، تذهب للعم قوقل وتكتب “دكتور عظام في ….” تظهر لك نتائج، قد تكون النتائج لأولائك الدكاتره الذين أحسنوا تمثيل أنفسهم في الويب، قد يكون هنالك من هو أفضل منهم لكنهم للأسف غائبون عن العالم الرقمي وغير مهتمين به.
في مجال الطب هنالك بعض المواقع والتطبيقات التي توفر لنا دليلاً للأطباء فيه خاصية التقييمات التي تسهل علينا معرفة الأفضل، من هذه الخدمات موقع وتطبيق vezeeta الذي يعتبر دليل واسع للأطباء في مصر ويمكن من خلاله حجز موعد معهم، كما أن بعض الأطباء لديهم مواقع شخصية وصفحات فيسبوكية، وعبرها ينشرون علمهم النافع ويساهمون في توعية الناس في مجال تخصصهم، أذكر هنا على سبيل المثال موقع الدكتور هشام عبدالباقي صاحب موقع “عيادة الركبة والفخذ“.
رغم تلك المواقع والخدمات، إلا أنه لازال الكثير من أصحاب الأنشطة والأعمال في الحياة الواقعية غائبين عن الحياة الرقمية، لازلت تبحث وتجد القليل من النتائج، لازلت تبحث عن محال صغيرة ومتوسطة في المدينة أو المنطقة التي تسكن فيها ولا تجد عنها نتائج ترضيك، طبعاً أنا لا أدعو هنا أن يكون لكل صاحب بقالة موقع رقمي ينشر عبره مقالات عن الرز والسكر، لكن أعني أصحاب المحلات والأنشطة الغير منتشرة في كل شارع وحارة، تلك التي تقطع المسافات كي تحصل على خدماتها.
صفحة في الفيسبوك أو مقالة في منتدى
قبل أسابيع كنت أبحث عن محلات بيع أدوات ومعدات الصيد عبر قوقل، ظهرت بعض النتائج وتعرفت على قليل من المحلات لكنها بعيدة عن منطقة سكني، كنت أعلم أن هنالك محلات قريبة مني، لكني لا أجدها عبر بحث قوقل، بالتأكيد هم غير مهتمين بتمثيل أنفسهم في الويب، وبالتأكيد عملائهم الأكثر لم يأتو عبر موقع أو صفحة فيسبوكية، لكن الويب يعتبر أحد مصادر جلب العملاء، أحد المصادر التي تنمو أكثر وأكثر وتصبح أكثر استخداماً، وصاحب النشاط التجاري لا يفوت على نفسه أي فرصة قد تأتي له بعملاء جدد.
أعرف أنه ليس من المنطقي فتح موقع رقمي لمحل صغير يبيع أدوات الصيد، لكن صفحة الفيسبوك لا تتطلب أي تكاليف مالية أو أعباء تقنية، كل ما عليه فعله هو إنشاء صفحة جديدة وتسميتها بما يدل على نشاط وموقع المحل أو المركز “بيع أدوات صيد السمك في الـ…….”، يمكن بعد ذلك الاشتراك في بعض مجموعات الفيسبوك المتعلقة بهذا النشاط ثم نشر رابط الصفحة في تلك المجموعات لتعريف الناس به وبنشاطه، ثم تحديث الصفحة بشكل مستمر ببعض المحتوى المفيد في نفس المجال -وكل شخص هو خبير فيما يبيعه ويتجر فيه-.
بعيداً عن الفيسبوك وتويتر وغيرها من الشبكات الاجتماعية، يمكن على الأقل كتابة مقالة في منتدى نشيط يوضح نشاطه وبيانات مركزه، أنا لا أقول أن يقوم بعمل “Spam”، بل يكتب في المنتديات المخصصة للتسويق والإشهار -وما أكثرها-، أو يكتب في منتديات تعارف الأعضاء مقالة هدفها التعريف بنفسه وبخدمته التي يقدمها بكلمات صادقة وبعنوان مميز يدل عليه وعلى مكانه.
هنالك العديد من الخيارات، قد تكون صفحة الفيسبوك ومقالة المنتدى أبسطها وأيسرها، لكن هنالك إمكانية أن تضيف نشاطك التجاري في خرائط قوقل ليعرفها من يستعرض الخريطة عبر جواله، كما أن قوقل خصصت خدمة بشكل مستقل لأصحاب الأعمال المحلية، لتظهر معلومات محلهم أو مركزهم بشكل مميز عند البحث باسمهم في قوقل، إنها خدمة “Google My Business“، الخلاصة أن هنالك الكثير من الخيارات المجانية للتواجد الرقمي، ولم يتبقى إلا البدء في الاستفادة من بعض تلك الخيارات من قِبل أرباب الأعمال الصغيرة والمتوسطة في سبيل “رقمنة” العالم أكثر وأكثر.
أحدث التعليقات