نكمل معكم الحلقة الثالثة من هذه السلسلة التي تهدف لإشاعة ثقافة العمل والاستثمار الرقمي، على المستوى الشخصي طبعاً وليس مستوى الشركات والمؤسسات وتلك المشاريع التي تحتاج إلى رأس مال كبير، نحن هنا نتحدث عن الشخص العادي الذي يريد أن يخطو فوق سلم النجاح حتى يصل إلى تحقيق دخل جيد عبر مشروعه الرقمي.
إن كنت جديد على هذه السلسلة، فابدأ أولاً بالمقدمة النظرية حتى تعطيك دفعة نشاط وتوضح لك بعض النقاط، أما إن كنت تمتلك قلماً ذهبياً، قادر على الصياغة الاحترافية وتشكيل الكلمات لصنع محتوى دسم، فربما الخطة الأولى هي الأنسب لك “التدوين المربح“، أما هذه الخطة وهذا الطريق فهو الأنسب لأولئك الذين يهوون البرمجة، يحبون التطوير، يعشقون الأكواد، أو لديهم رغبة للغوص في لغات البرمجة ولم تأتهم الفرصة المناسبة أو ربما هم لم يخلقوا الفرصة المناسبة بأيديهم، لأولئك نقدم لهم هذه المقالة.
الأرباح: ربع مليون دولار
كنت قد كتبت عنواناً آخراً لهذه الفقرة، لكني تعمدت أن أضع هذا العنوان اللافت -والحقيقي- كي أعطيك جرعة حماس في بداية الرحلة، نعم هذا المبلغ حقيقي، إنه مكسب عدة سنوات من وراء تطبيقات الهاتف، حيث كتب الأخ حسين البطاح تجربته في كسب المال عبر تطبيقات الهاتف ونشرها في مجتمع حسوب قبل حوالي سنة، ستجد في مقالته سرداً تفصيلياً لمقدار الأرباح التي حصل عليها خلال الفترة الماضية وبعض المعلومات المفيدة لكل من يريد الدخول في هذا المجال.
هنالك 3 طرق رئيسية لكسب المال عن طريق تطبيقات الهاتف:
- عبر الاعلانات داخل التطبيق
- بواسطة بيع التطبيق ذاته
- عن طريق بيع خدمات داخل التطبيق
الطريقة الأولى والأسهل هي الإعلانات داخل التطبيق، أما الطريقة الثانية فهي أن تجعل تطبيقك مدفوعاً، تبيعه داخل المتجر بمبلغ بسيط، ذلك المبلغ البسيط يصبح كبيراً عندما تزداد عدد التحميلات والشراءات، أما الخدمات داخل التطبيق فهي أن توفر بعض المميزات أو الإضافات بمقابل مادي، مثلاً في الألعاب هنالك بعض المراحل المغلقة والتي تتطلب شراءها من أجل إتاحتها للمستخدم، هذه الطريقة تسمى “InAppPurchases”.
الكسب عبر الاعلانات
النوع الأول كما ذكرنا هو كسب المال عبر وضع اعلانات داخل التطبيق، لكن السؤال هنا؛ كيف يمكن وضع تلك الإعلانات؟ ومن أين آتي بالمعلنين؟ وكيف تتم العملية؟ طبعاً أنت لن تتولى مهمة وضع الاعلانات، أنت فقط ستتيح المساحة المخصصة للاعلان داخل التطبيق وأثناء البرمجة، لأنك في الغالب ستشترك في إحدى خدمات الاعلانات الرقمية، تلك الخدمات التي تتولى أمر الوساطة بينك وبين المعلنين أو الشركات الأخرى التي ستنشر اعلاناتها في تطبيقك.
أحد الوسطاء الإعلانيين المشهورين هو “AdMob” المقدمة من قوقل، يوجد حالياً أكثر من مليون تطبيق يستخدم هذه الخدمة، وأكثر من مليون معلن من جميع أنحاء العالم، هذه الخدمة يمكن دمجها داخل تطبيقك سواءً كان لأنظمة الأندرويد أو الـ”IOS” الخاص بأجهزة أبل، يمكن الاشتراك فيها عبر حسابك في قوقل وحسابك في “أدسنس” أو إنشاء حساب جديد.
المهارة أولاً
قبل أن تفكر في طريقة الكسب أو شركات الاعلانات، قبل ذلك كله يجب أن تفكر في تطوير مهارتك، لقد عنونت الفقرة السابقة برقم يعبر عن مكسب أحد المحترفين في هذا المجال، من أجل إعطائك جرعة حماس، لكن يجب أن لا يكون المال هو هدفك الأول، لقد قالها الأخ حسين في مقالته وأقولها لك أنا هنا، المال هو أسوأ محفز، إن كان المال هو المحفز الأول فسوف تتعب وربما لن تصل إلى نجاح باهر، لأن المال لن يسمح لك بالانتظار، المال يريدك أن تبدأ سريعاً، أن تلمس أول دفعة بيديك، أن تقدم عملاً ركيكاً.
إن بناء الثراء الرقمي يحتاج نفس طويل، وفي مجال تطوير التطبيقات قد يتطلب منك الأمر سنة كاملة إن لم تكن تمتلك المهارة في الوقت الحالي، وكما قلنا سابقاً، تغيير المستقبل أمر سهل جداً، لذلك فأنت تبني لمستقبلك، وأول خطوات بناء المستقبل هي التعلم، يجب عليك في البداية اكتساب المهارة اللازمة، مهارة برمجة تطبيقات الهواتف الذكية، حدد أولاً الوجهة، هل تريد أن تبدأ مع هواتف الأندرويد أم الآيفون؟
هنالك العديد من الدورات العربية والانجليزية الخاصة بتعلم تطوير تطبيقات الأندرويد، كما أن هنالك دورات وكتب مدفوعة بأسعار في متناول الجميع، المصادر موجودة والوقت متاح، ماعليك إلا البدء إن كنت قد نويت المضي في هذا الطريق.
الجودة ثانياً
ليكن هدفك أن تصنع شيئاً جميلاً، أن تبدع تطبيق يقدم قيمة لكل من يستخدمه، يقدم إضافة إلى ماهو موجود، لا أقول أن يكون ثورة في عالم التطبيقات، حتى وإن أضاف خاصية جديدة لما هو موجود، يبقى ذلك إبداعاً، المهم أن لا يكون نسخة مكررة بالضبط لتطبيقات أخرى، أو تطبيق لا فائدة منه أو ربما مضرته على المجتمع أكبر من فوائده، في الأخير المال يأتي ويذهب ويبقى الأثر، فهذا التطبيق سيستوطن آلاف الأجهزة أو ربما الملايين.
هنالك طيف واسع من التطبيقات الصغيرة التي يمكن البدء بها، وبشكل عام التطبيقات تنقسم إلى نوعين، النوع القائم على المحتوى والنوع القائم على الخدمة، ففي النوع الأول يمكن أن تقدم محتوى نصي أو مرئي أو بأي شكل من الأشكال، سواءً كان المحتوى ثابتاً أو متغيرا يتم تحديثه باستمرار، أما النوع الثاني فهو الخدمي وهو الذي يقدم خدمة للمستخدم مثل تحرير الصور أو المراسلة والتواصل وغيرها من الخدمات. يمكنك البدء بتطبيقات المحتوى كون الأمر أسهل. وبعد ذلك التوسع.
وأخيراً …
الفرق بين الإنسان الناجح وغيره من بين البشر هو أن الناجح يخطط بهدوء، يعمل بفعالية، يستمر بجدية، لا يحرق المراحل، يعلم أن الطبخة التي تستوي على نار هادئة هي الطبخة التي تدوم وينتفع منها الجسم، يبني كل يوم طوبة ويستغل وقته بأفضل ما يمكن.
أحدث التعليقات