إطلاق مشروع ناشئ جديد والسعي إلى تحقيق قصة نجاح هو تحدي يواجه كل رواد الأعمال بشكل يومي، فكل يوم بل كل ساعة عمل مؤثرة في رحلة مشروعك. ومن الأخطاء الشائعة التي يقع بها العديد من رواد الأعمال هو الانطلاق بدون وجود قاعدة بيانات من المُستخدمين المُحتملين لمشروعه الناشئ. ولكن التحدي كيف تبني قاعدة بيانات من المُستخدمين المُحتملين لمشروعك قبل الانطلاق؟ .. سأسرد لكم من تجاربي أهم حيل الـ Growth Hacking الناجحة لتحقيق ذلك.
وإذا كنت لا تعرف ما هو الجروث هاكينج؟، انصحك بالاطلاع على كتيب كتبته سابقاً يغطي الموضوع شاملة “دليل: كل ما تحتاج معرفته عن الـ Growth Hacking و هاكر النمو“، بالإضافة إلى مقالة تشمل أهم الشركات الناشئة التي تعتمد على الجروث هاكينج.
أحضر كوب من مشروبك المُفضل وقلم وورقة لتسجل ما أعجبك من فكر ..
١- صفحة هبوط
مثال لصفحة هبوط مشروع ناشئ
من أسهل الحيل وأنجحها هو أن تطلق صفحة هبوط “Landing Page” لمشروعك الناشئ قبل انطلاقه، صفحة الهبوط تتكون من أربعة عناصر. الأول هو شعار شركتك/مشروعك، الثاني الـ Tagline أو وصف لمشروعك ويجب أن يجب على الأسئلة التالية وهي “ما الذي تقدمه؟، ولماذا تقدمه؟”، والعنصر الثالث Optin-form تمكن المُستخدم من إضافة بريده الإلكتروني للإشتراك عند انطلاق المشروع، والعنصر الرابع والأخير هو القنوات الاجتماعية الخاصة بك مثل تويتر، فيسبوك، لينكد إن، انستجرام إلى آخره من الشبكات المُختلفة.
من الموُصي به أن تطلق صفحة الهبوط قبل الانطلاق الرسمي للمشروع على الأقل بأسبوعين، ويجب أن تكون صفحة الهبوط متوافقة مع الهواتف الذكية، وخلال تلك الفترة يجب أن يكون تركيزك على بناء أكبر قائمة بريدية ممكنة من المُستخدمين المُحتملين.
يمكنك أن تعتمد على الشبكات الاجتماعية للترويج لصفحة الهبوط، أو الإعلانات أو التسويق عبر المُحتوي.
ومن الحيل التي استخدمها ودائماً ما تثبت فعاليتها هو استهداف زوار الموقع الذين لم يسجلوا بريدهم الإلكتروني مرة أخرى بإعلانات عبر الشبكات الاجتماعية مثل تويتر وفيسبوك، ويمكنك تطبيق ذلك عبر إنشاء ٢ Custom Audience/Tailored Audience
القائمة الأولى ستشمل كل من زار الموقع وتستطيع تتبعهم عبر إضافة Tag/Pixel الخاصة بكل من فيسبوك وتويتر إلى موقعك.
والقائمة الثانية تشمل كل من سجل بقائمتك البريدية وتستطيع إنشاؤها عبر Custom Audience/Tailored Audience بالبريد الإلكتروني الخاص بكل من سجل بقائمتك البريدية.
من ثم الاستهداف بالإعلان يكون كالتالي
القائمة الأولى – القائمة الثانية = كل زوار موقعك الذين لم يسجلوا بقائمتك
ولاتنسى أن يكون الإعلان CPC.
٢- PR والأخبار الصحفية
من الحيل المؤثرة والتي يتغافل الكثيرون على الأعتماد عليها هو الـ PR و Press Release/التقارير الصحفية، التقارير الصحفية هي خبر أو مقالة تغطي المشروع الخاص بك ويمكنك أن تعتمد على تلك الحيلة قبل إطلاق المشروع وتوجيه المُستخدمين إلى صفحة الهبوط أو بعد الانطلاق، هذه الحيلة قد تطلب منك أن تستثمر بعض المال فبعض المدونات/المواقع ستنشر تلك المقالة مجاناً وبعضه ستطلب مقابل مادي.
العناصر الهامة بأي تقرير صحفي
١- أن لا يكون إعلاني بشكل فج.
٢- أن يكون اعلاني! ويتم رابط إلى موقع المشروع أو صفحة الهبوط، رغم بساطة الأمر لكن للأسف هناك من يقعوا ضحية نسيان ذكر رابط موقعهم أو التطبيق بوضوح بالمقالة أو اللقاء الصحفي كمثال هذا المشروع المصري الناشئ المنافس لأوبر الذي يقدم الميكروباص بدلاً من السيارات الخاصة
ثلاثة دقائق على قناة أخبارية معروفة، ولم يتم ذكر اسم التطبيق مرة واحدة!
٣- أن يجيب على الأسئلة التالية [ما الحلول التي يقدمها المشروع؟، من فريق العمل القائم على المشروع؟، ما الذي يسعي المشروع إلى تحقيقة بالمُجتمع؟]
أفضل تطبيق لتلك الحيلة هو أن تبني قائمة بكل المواقع المرتبطة بمشروعك تبدأ بالكبير / العام ومن ثم تضيق البحث إلى الصغير/المتخصص بمجال مشروعك، ولا تستهين ابدأ بقوة المواقع والمدونات الصغيرة ففي الأغلب تمتلك المدونات الشخصية/الصغيرة تأثير على قرائها أكبر من المدونات/والمواقع الكبيرة.
بعد إعداد القائمة انطلق إلى العملية الثانية وهي تقييم كل قناة بالمعايير والداتا المتاحة لك لتقييم أولوية كل قناة، وعن نفسي اعتمد على المعايير التالية الـ Traffic Estimation اعتمادًا على SimilarWeb وتعداد متابعي المدونة/الموقع على منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية مثل تويتر وفسيبوك.
بعد الانتهاء من الخطوات السابقة وترتيب الأولوية ابدأ عملية التواصل مع تلك المواقع والمدونات، وحدث دائماً القائمة بما وصلت إليه.
نصيحة : استخدم Google Spreadsheet لبناء تلك القائمة لتكون محدثة دائماً بما وصلت إليه، ويمكنك اخذ نسخة من القالب الذي استخدمه عبر الرابط التالي، من ثم من قائمة File أختر Make a copy
٣- حيلة شعار المنافس وGoogle Images Search
هذه الحيلة مرتبطة بالحيلة السابقة، وملخصها أن أفضل المواقع/المدونات للتواصل معها هي التي بالفعل قام منافسك بالنشر لديهم سابقاً فهذا يعني أن لا مانع لديهم لنشر التقارير الإخبارية سواء مجاناً أو بمقابل مادي.
قم بنسخ رابط شعار منافسك، ضعه بمحرك بحث جوجل للصور وسيجلب لك قائمة من النتائج تشمل كل المواقع المنشور لديها هذه الشعار، قم بفلترتها و أضفها إلى قائمتك.
نصيحة : استخدم Search Tools لنتائج أفضل لفلترة الفترة الزمنية، وايضاً Search Operator لحذف موقع المنافس من نتائج البحث مثال [site:andrewazmi.com-]
٤- الفيديو الرائع
الصورة تساوي ألف كلمة، والفيديو يساوي؟، مع سرعات أنترنت أفضل أصبح التوجه بالشبكات الاجتماعية إلى الفيديو والبث المباشر ومن الحيل المميزة حيلة الفيديو الرائع خفيف الظل البسيط الذي يدفعك بمجرد الانتهاء منه إلى مشاركتها مع اصدقائك ولا يوجد مثال أفضل من ما قدمته شركة Dollarshaveclub.com
ولكن يعيب تلك الحيلة أنها مكلفة قليلاً وقد لا تتناسب مع ميزانيات كل المشاريع الناشئة، بالإضافة إلى ذلك إذا كان الفيديو يستعرض واجهة المشروع فبعد فترة من الزمن قد لا يكون مناسب لاستخدامه مرة أخرى في حالة تغيير واجهة المشروع أو الشعار.
٥- الموظفين الأولياء
هذه الحيلة رغم قدمها ولكنها مازالت مؤثرة، وهي أن تطلب من فريق عملك إضافة رابط موقعك والإشارة إلى حساب المشروع بالنبذة الخاصة بهم على تويتر.
فقاعة الأحلام وأرض الواقع
جميع رواد الأعمال لديهم أحلام وطموحات ببناء مشروع ناجح يدخل لهم مدخول جيد شهرياً ويوفر لهم الاستقلال المادي وبالإضافة إلى ذلك يكون له تأثير طيب على المجتمع أو حتى العالم ولكن هناك ما أسميه ثقب أسود بين الأحلام/والطموحات وأرض الواقع.
يمكنك أن تحلم كما شئت ليل نهار وتفكر في طرق النجاح المُختلفة ولكن أن لم تضع خطة لتطبيق وقياس ذلك ستقع في فخ الثقب الأسود [أضغط للتغريد] الذي تعاني منه أغلب المشاريع الناشئة وهو ما حلمنا به كان صعب او شبه مستحيل تطبيقه على أرض الواقع.
إذاً كيف تتجنب هذا الثقب الأسود بالتسويق؟
أولاً حدد جيداً ما هي القنوات التي ستعمل عليها مثال الشبكات الاجتماعية، التسويق عبر المُحتوي، الإعلانات، محركات البحث، التسويق عبر البريد الإلكتروني .. إلى آخره من القنوات المُختلفة.
ثانياً حدد خطة واضحة لكل قناة وأهدافك من كل قناة، وأخيراً حدد مقاييس الأداء “KPI’s” لكل قناة حتي تستطيع أن تقييم وضعك بها بشكل دوري [مفضل بشكل أسبوعي]. النقاط قد تبدو بسيطة للبعض ولكن في حقيقة الأمر قد تكون صعب قليلاً الالتزام بها بشكل دوري ولكن أن التزمت بها ومتابعتها باستمرار أضمن لك أن تحقق قصة نجاح، فما لا يمكنك قياسه لا يمكن إدارته.
أحدث التعليقات