عبر التاريخ تطورت الوسائل التعليمية وبقيت أهم ثلاث محاور في النظام التعليمي وهي المعلم، الطالب، طريقة التعليم. ولا شك أن التقنية تعتبر في واقعنا الحالي أحد أهم وأقوى مصادر التعلم لما لها من مميزات يصعب حصرها. ودلالة ذلك انتشار المواقع والأكاديميات التعليمية التي تعتبر رافدًا تعليميًا للكثير من الطلبة أو الموظفين الباحثين عن زيادة محصولهم المعرفي. وتعتبر “أكاديمية خان” أحد أشهر المنصات التعليمية التي ساعدت الكثير من الطلبة المحرومين من التعليم على إكمال تعليمهم بعدما تسببت الحروب والظروف الاقتصادية في حرمانهم من حقهم التعليمي. حيث يوفر الموقع حاليا أكثر من 4000 محاضرة على شكل مقاطع فيديو تشمل تخصصات مختلفة، وتمت ترجمة الموقع إلى 23 لغة، بينما ترجمت المقاطع إلى 69 لغة.
أيضاً توجد منصة يودمي (Udemy)، التي تساهم في تدريب وتعليم أكثر من 80 ألف زائر يوميًا، ويشارك في برامجها أكثر من 19 ألفا بين مدرب وأستاذ.
إنَّ تواجد هذه المنصات التعليمية وغيرها ما هو إلا دليل على قدرة التقنية في توصيل الرسالة التعليمية بشكل يتناسب مع متطلبات المرحلة التعليمية وجيلها الحالي، وتوفير المحتوى الإلكتروني سوف يساعد الطالب على تنمية مهاراته الإبداعية، كما أنه عامل محفز في تطوير قدرات المعلم في فهم واستيعاب قدرات الطلاب. أيضًا، يساهم التعليم الرقمي في زيادة وعي أولياء الأمور، ويمنحهم حق الدخول المجاني إلى هذا المحتوى الإلكتروني؛ مما يحفّزهم لمتابعة أطفالهم، ومعرفة قدراتهم الاستيعابية، والعمل على تطويرها، ومعالجة أوجه القصور فيها.
من ناحية أخرى، يأتي استخدام التقنية والتعليم الرقمي في المسيرة التعليمية يساعد على:
- تحسين البيئة التعليمية المحفزة للابتكار.
- تطوير المناهج وأساليب التعليم والتقويم.
- إتاحة خدمات التعليم لكافة شرائح المجتمع.
- التواصل على مدار الساعة يضمن المتابعة.
- الترابط بين أصحاب المصالح المشتركة يضمن زيادة كفاءة التدريب والتعليم.
- تطوير المهارات المهنية للمعلمين.
- يرفع من كفاءة التعليم في الفصول الدراسية.
- يضيف إلى القدرة الاستيعابية للمدارس الموجودة.
وفي عصرنا الحالي يكاد لا يخلو منزل من الأجهزة التقنية (لاب توب، جهاز لوحي، أجهزة الهاتف) وكلها وسائل تقنية يستطيع الطالب التعامل معها بكل مهارة وإتقان، بل يستطيع توظيفها وتقبلها في نطاق تعليمي؛ مما يساعده على استيعاب الكثير من المواد الدراسية، وزيادة حصيلته المعرفية. لذلك قد يكون التعليم الرقمي في السعودية مشروعًا ضخما، ولكنه سهل التطبيق بحكم توفر التقنية، وسهولة الوصول إليها، والمعرفة في استخدامها من قبل الجميع، ولم يتبقَ سوى تطبيقها واستيعاب أهميتها من قبل بعض أولياء الأمور والمجتمع.
كما أنَّ إدخال أي إضافة في الطرق والوسائل التعليمية لا يعني بالضرورة إلغاء بعض الوسائل الأخرى، مثل: الكتاب، والذي يعتبر مصدر التعلم الأساسي المرافق للطالب، لأن ميزة التعليم الرقمي إضافة إلى الحصيلة المعرفية عند الطالب، وليست أساسًا كي تحل محل الكتاب، أو الحضور المدرسي، أو حتى تقليل دور المعلم.
إنَّ التقنية والتعليم الإلكتروني عملية تكاملية لا تكون ذات فائدة دون تواجد دور رئيسي للمعلم والطالب والكتاب الذي يعتبر مصدر المعرفة الأول.
أحدث التعليقات