غرقت شبكة فيسبوك ومُحرّك بحث جوجل بمجموعة كبيرة من الأخبار الكاذبة منذ نهاية 2016، وتحديدًا منذ بدء السجال ما بين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، لسيتمر انتشارها حتى بعد انتهاء الانتخابات الأمريكية.
ولم تكن الانتخابات المُحفّز الرئيسي، لكنها كانت سببًا كافيًا للكشف عن وجود ثغرات في خوارزميات جوجل وفيسبوك، وهو ما دفع الكثير من المواقع لاستغلالها ونشر الأخبار الكاذبة. ليس هذا فحسب، بل حصلوا على عوائد مالية من جوجل وفيسبوك أيضًا بسبب برنامج الإعلانات التي توفّره تلك الشركات.
فيسبوك أعلنت بعدها عن خططها لمُحاربة تلك المُحاولات حيث قالت إنها ستُغيّر من آلية عرض الإعلانات وبالتالي ستقطع التمويل عن تلك المواقع التي تُساهم في الترويج للأخبار الكاذبة، بالإضافة إلى التعاون مع مجموعة من الشركات للتأكّد من صحّة الأخبار التي تنتشر على الشبكة وتنجح في حصد زيارات كثيرة في فترة زمنية قياسية.
قبل أيام قليلة، أخذت فيسبوك خطّتها في مُحاربة تلك الأخبار لمرحلة جديدة أكثر فاعلية، فهي بدأت بعرض تعليمات لاكتشاف الأخبار الكاذبة، أو خطوات لتحليل أي مُحتوى يظهر لنا على فيسبوك للتأكّد من مدى مصداقيّته.
التعليمات التي نشرتها فيسبوك مؤلّفة من عشر نقاط رئيسية تبدأ من العنوان، فأصحاب المحتوى المُزيّف غالبًا ما يستخدموا عنوان جذّاب جدًا بشكل مُفرط. بعدها يحتاج المُستخدم للتأكّد من رابط الصفحة، فمن السهل جدًا خداع المُستخدمين عند استخدام “techs-wd.com” عوضًا عن “tech-wd.com” على سبيل المثال. أما الخطوة الثالثة فهي مصدر الخبر المذكور، فعدم وجود رابط للمصدر يعني أن الخبر قد لا يكون صحيحًا، وهنا يحتاج المُستخدم للوصول إلى ذلك المصدر والتأكّد من ادعاءات الموقع.
الخطوتان الرابعة والخامسة تعمتدان على دقّة النظر، فالمستخدم بحاجة للتأكد من وجود أخطاء إملائية أو نحوية لأن المواقع المُزيّفة دائمًا ما تُهمل هذه النقطة، إضافة إلى صورة الخبر التي قد تكون مُلفّقة أو مُعدّلة باستخدام فوتوشوب Photoshop، وبالتالي يجب التدقيق جيّدًا.
وبالإضافة إلى تلك الخطوات، يحتاج المُستخدمون لفحص المعلومات الواردة كالتواريخ والأقام، كما يجب التأكّد من المصادر التي تُنسب لها تلك المعلومات، فمن السهل جدًا إلحاق معلومة بمصدر كبير لزيادة مصداقيتها، لكن هل تلك المعلومة موجودة من الأساس؟
أخيرًا، وعند قراءة خبر من مصدر ما، يُفضّل البحث عنه في مواقع أُخرى خصوصًا تلك التي تمتلك مصداقية عالية، فهذه أفضل وسيلة للتأكّد من صحّته لأن المواقع الأخبارية مثلًا تختلف عن المواقع التي تنشر مواد للنقد، أو تلك التي تنشر مواد ساخرة، وبالتالي يتجنّب المُستخدم الوقوع في فخ نوع الخبر الذي قد يكون ساخرًا.
أما جوجل، فهي كشفت مؤخّرًا عند أداة جديدة باسم التأكّد من الحقائق Fact Check، وهي أداة ستظهر في نتائج البحث وفي الأخبار كذلك، فأسفل كل عنوان ستظهر جملة Fact Check مع ذكر اسم المصدر الذي قام بتأكيده.
بشكل عام، لن تحظى جميع المواد الظاهرة في جوجل بخاصيّة التأكّد من الحقائق، فجوجل تستهدف بشكل أساسي تلك التي تنتشر بسرعة كبيرة وعلى نطاق واسع. كما أن إمكانية التبليغ عن مستوى المصداقية سوف تتم عن طريق مجموعة مُحدّدة من المؤسّسات في البداية، وهي مؤسّسات إعلامية ذات مصداقية كبيرة على الغالب.
أحدث التعليقات