نشر بنك “كريديت سويس – Credit Suisse” السويسري تقريرامنذ عدة أيام أشار فيه الى أنه وفقا لتقارير المدفوعات عبر الإنترنت الواردة من الولايات المُتحدة، شرق وغرب أوروبا وروسيا، فإن الغالبية العُظمى للمُتسوقين عبر الإنترنت من تلك المناطق، ٧٨٪ منهم، يستخدمون خدمة الدفع الإلكترونية “باي بال” لإتمام عمليات التسوق عبر الإنترنت، مُقارنة ب٤٨٪ منهم فقط لا يزالوا يستخدمون بطاقات الإئتمان لهذا الغرض.
ولا يُعد “باي بال” هو المُنافس الوحيد لبطاقات الإئتمان التي لطالما تربعت على عرش المُعاملات المالية الرقمية حول العالم لسنوات طويلة. ففي حين يُعد “باي بال” هو أحد أكبر مُنافسي البطاقات الإئتمانية كوسيلة دفع رقمية عصرية وآمنة، بعدد مُستخدمين تجاوز ٢٠٠ مليون مُستخدم، فإن العديد من الخدمات والشركات الكُبرى إنضمت الى المنافسة في ذلك السوق الهائل.
وتأتي الشركات التقنية في مُقدمة قائمة المنافسين ممن يمتلكون حظوظا كبيرة في السيطرة على سوق المدفوعات الإلكترونية مُستقبلا نظرا لما يمتلكونه من دراية تقنية، ومعرفة بميول وتطلعات المُستخدمين، والأهم ما يمتلكونه بالفعل من قاعدة مُستخدمين هائلة يُمكن تحويلها الى عُملاء لخدماتهم الرقمية الخاصة بالمدفوعات الإلكترونية.
لا تزال الأمور غير واضحة كُليا فيما يتعلق بشكل وسيلة الدفع الإلكترونية التي ستُصبح الجواد الرابح في المرحلة المُقبلة، ولكن المؤكد في تقديري أن وسيلة الدفع تلك حتما ستجمع بين مزايا سهولة الإستخدام، الأمان، التوافر بشكل سلس لمُستخدمي الهواتف الذكية، والتوافقية الواسعة مع كافة منصات الدفع الإلكترونية، سواء كانت عبر الإنترنت أو في محلات البيع المُباشر.
بالإضافة الى “باي بال”، تمتلك “أمازون” خدمتها الخاصة بالمدفوعات الإلكترونية تحت مُسمى Amazon Cash، والتي تمتلك في الوقت الحالي ٣٣ مليون مُستخدم نشط. وكانت شركات إنتاج الهواتف الذكية قد دخلت المُنافسة بقوة بعد أن إنضمت “أبل” الى مُقدمي تلك الخدمات بخدمتها Apple Pay التي أطلقتها في أكتوبر من العام ٢٠١٤، وتلتها في ذلك “سامسونج” بإطلاق خدمة تحمل الإسم ذاته، Smasung Pay، في أغسطس من عام ٢٠١٥، وتمتلك “جوجل” خدمة منافسة منذ عام ٢٠١١ هي Google Wallet وإن كانت لم تحظى بالتطوير الكافي حتى الآن، وتُدير “ميكروسوفت” خدمة Microsoft Wallet هي الأُخرى.
جدير بالذكر أن شركات بطاقات الإئتمان الكُبرى لم تقف ساكنة أمام تلك المنافسة الكبيرة من جانب شركات التقنية، فدخلت كل من “فيزا” و “ماستر كارد” في شراكات مع أغلب تلك الخدمات لجعل خدماتها أقرب الى مُستخدمي الهواتف الذكية والتقنيات المحمولة والإلكترونية المُختلفة.
يقف سوق المدفوعات الإلكترونية الآن في مُفترق طرق، ولا توجد مُسلمات فيما يتعلق بشكل وسيلة الدفع الإلكترونية التي ستُصبح الأكثر شعبية في المُستقبل القريب. ولكن المؤكد، هو أن وسائل الدفع التي إعتدناها لسنوات، ومن ببينها بطاقات الإئتمان بشكلها التقليدي، في طريقها الى الزوال.
أحدث التعليقات