أزاحت شركة أمازون النقاب قبل أيام قليلة عن مُساعدها الرقمي الجديد الذي يحمل اسم أمازون إيكو شو Amazon Echo Show، وهو أول مساعد رقمي منزلي مُزوّد بشاشة تعمل باللمس.
شركة أمازون تملك رصيدًا جيّدًا من الابتكارات التقنية في جُعبتها، فهي قدّمت منتجات وأفكار غيّرت التقنية بشكل أو بآخر؛ فإلى جانب متجرها الإلكتروني، قدّمت الشركة منتجات للتوصيل باستخدام طائرات بدون طيّار، إضافة إلى قارءات الكتب الإلكترونية، كيندل، ومتجر أمازون غو Amazon Go، وأخيرًا المُساعدات الرقمية المنزلية كفئة جديدة كُليًّا.
وفي الوقت الراهن، تُسيطر أمازون على 70٪ من سوق تلك الفئة، بينما تأتي غوغل بحصّة 23٪ تقريبًا مع توقّعات بتأمين نسبة أكبر خلال الفترة القادمة بعد النظر إلى نسبة نمو حصّتها السوقية التي تنمو بسرعة كبيرة. كما أشارت بعض الأخبار إلى رغبة آبل في دخول نفس السوق، وهذا يعني أن أمازون أنشأت صيحة تقنية جديدة وأجبرت عمالقة بحجم غوغل وآبل على السير خلفها.
لكن إطلاق إيكو شو جاء غريبًا بعض الشيء، أو بدون عنوان إن صحّ التعبير، وهذا من وجهة نظر شخصية، فهو جهاز أو فكر يعكس أو يحتمل أكثر من تأويل. لكنه يبقى في النهاية فرصة قد تفتح آمال جديدة للشركة.
الجهاز باختصار هو مُساعد رقمي يدعم الأوامر الصوتية ويحمل شاشة بحجم 7 بوصة تدعم اللمس. ويُمكن من خلاله معرفة حالة الطقس أو تشغيل الأغاني والفيديو من يوتيوب، مع إمكانية إجراء المُكالمات الصوتية والمرئية بفضل وجود كاميرا بدقّة 5 ميغابيسكل. وإضافة إلى ما سبق، لا يجب أن نُهمل متجر المهارات -التطبيقات- الذي يسمح بدوره بإضافة أدوات جديدة للمُساعد.
لو نظرنا إلى الجهاز من زاوية أُخرى بعيدة قليلًا عن فكرة المُساعد الرقمي سنجد أنه بشكل أو بآخر حاسب لوحي، أو على الأقل يُكرّر وظائف كثيرة يقوم بها الحاسب اللوحي.
لو أخذنا حواسب آيباد اللوحية من آبل سنجد أنها تحمل كاميرا أمامية لإجراء المكالمات الصوتية والمرئية كذلك، مع إمكانية الاطّلاع على حالة الطقس وتشغيل الأغاني وتثبيت التطبيقات أيضًا. ليس هذا فحسب، بل يُمكن تصفّح الإنترنت باستخدامها وإنشاء المُستندات وقراءة البريد الإلكتروني. وفوق هذا كُلّه، تتوفّر سيري Siri التي شيئًا فشيئًا تتطوّر وقد تكون قادرة يومًا ما على اللحاق بركب Google Assistant أو أليكسا من أمازون.
المُقارنة السابقة لا تهدف إلى هدم المُنتج، لكن أمازون تطمح من خلاله لمنافسة غوغل وآبل، والتفوّق بخطوة واحدة على بقية الشركات الراغبة في دخول مجال المُساعدات الرقمية المنزلية. لكن تلك الشركات وبتحديث واحد لنظام تشغيل حواسبها اللوحية قادرة على قلب الموازين من جديد، فجهاز إيكو شو لا يعرض الصورة في الفراغ -هولوغرام-، بل هو مُجرّد جهاز بشيء شاهدناه في السابق.
ولكي لا نُقارن أمازون مع غوغل وآبل فقط، فشركة سوني كشفت النقاب عن جهاز إكسبيريا توتش القادر على تحويل الفراغ إلى شاشة تعمل باللمس، وهو يستحق -أيضًا من وجهة نظر شخصية- أن يُسلّط الضوء عليه لأنه قدّم شيء جديد نوعًا ما، وقادر كذلك على العمل كمُساعد رقمي صوتي لو قامت سوني بتحديث نظام تشغيله وميّزاته كذلك.
المُساعدات الرقمية المنزلية هي أجهزة بعدد مُستخدمين وصل إلى 15 مليون تقريبًا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو رقم جيّد نوعًا ما. لكنها كأجهزة تحتاج مزيدًا من الوقت لإثبات ذاتها؛ فالمستخدم بإمكانه الوصول عبر ساعته الذكيّة وفي أي مكان ووقت للمُساعد الرقمي وتنفيذ الأوامر بشكل صوتي. وتلك الأجهزة تأتي بشاشة تسمح بعرض البيانات أيضًا.
في الغالب، ستجري تلك الأجهزة -المساعدات الرقمية المنزلية- في حلقتها لتسقط من جديد في حلقة أجهزة موجودة تُقدّم الكثير من الوظائف، فإذا لم تتخلى الشركات عن إنتاج مُساعدات رقمية بشاشة تعمل باللمس، ستقوم شيئًا فشيئًا بإضافة ميّزات لها لتتحول إلى حاسب لوحي. أو قد تبقى على شكلها الحالي لكن بسوق محدود النمو والانتشار.
أحدث التعليقات