لم تكن مشاريع إيصال الإنترنت للمناطق النائية أو تلك المُتضرّرة من الكوارث الطبيعية الحدث الأبرز خلال مؤتمر فيسبوك للمطوّرين الذي جرى في نيسان/أبريل، فالشركة كشفت عن ثُلّة من المشاريع كان من أبرزها تلك المُتخصّصة في مجال الواقعين الافتراضي والمُعزّز.
جهود فيسبوك في مجال الواقع الافتراضي Virtual Reality ليست جديدة، فهي استحوذت على شركة أُكولوس ريفت Oculus rift المُتخصّصة في مجال إنتاج نظّارات الواقع الافتراضي قبل عامين تقريبًا، وعملت باستمرار على تحسين خاصيّة مشاركة مقاطع الفيديو بزاوية دوران 360 درجة.
وإضافة إلى ما سبق، كشفت الشركة أيضًا خلال المؤتمر الأخير عن منصّة سبيسز Spaces، وهي أول شبكة اجتماعية للواقع الافتراضي يُمكن الوصول إليها باستخدام نظّارات شركة أُكولوس فقط في الوقت الراهن.
بشكل عام، فإن نظّارات الواقع الافتراضي كانت تدفع المستخدم نحو العزلة عن المُجتمع لأنه يضعها وينتقل إلى عالم آخر. وهذا تمامًا عكس التجربة الاجتماعية التي نعيشها عبر تطبيقات مثل فيسبوك، ومسنجر، وانستجرام، إضافة إلى واتساب، وسناب شات، وغيرها الكثير. لكن لفيسبوك رأي آخر بشبكة اجتماعية جديدة كُليًّا.
بعد وضع النظّارات وتشغيل تطبيق سبيسز سينتقل المستخدم إلى واقع جديد وليكن طاولة على شاطئ البحر. بعدها يُمكن دعوة الأصدقاء للانضمام لهذا الواقع بحيث يتم عرض صورهم الرمزية (Avatars) وتقوم النظّارات بالتقاط حركتهم في الحقيقة ومحاكاتها داخل سبيسز لتقديم ميّزة فريدة من نوعها.
أثناء التواجد في ذلك الواقع يُمكن تشغيل فيديو وعرضه أمام الأصدقاء، أو التقاط صورة جماعية، أو استخدام الأدوات التي توفّرها على غرار فرشاة الرسم؛ التي وعند استخدامها لرسم قُبّعة على سبيل المثال، يُمكن الإمساك بالقُبّعة فيما بعد ووضعها على الرأس، وهذا طبعًا باستخدام مقابض التحكّم المُرفقة مع النظّارات.
يُمكن للمستخدمين داخل سبيسز التفاعل مع المشاركات في فيسبوك، كما يُمكن للمستخدم نفسه استعراض آخر مشاركات أصدقاءه وكأنه يستخدم الحاسب؛ أي لن يضيع على المستخدم أي شيء، بل تقوم هذه الشبكة بتعزيز التجربة الاجتماعية على الإنترنت.
النسخة الحالية من سبيسزر تستوعب حتى ثلاثة مُستخدمين معًا في نفس الوقت. حتى أن الميّزات الحالية قليلة. لكن وبكل تأكيد لن تقف طموحات مارك زوركبيرغ عند هذا الحد وسنرى استخدامات أُخرى لها مع أدوات تجعل التجربة مُمتعة ومفيدة في نفس الوقت.
بعيدًا عن فيسبوك، فإن استخدامات مثل هذه الشبكة قد تكون جيّدة جدًا في المجال التعليمي، فالكثير من الجامعات تُقدّم شهادات عن بُعد، وباستخدام الواقع الافتراضي يُمكن تحسين العملية وتشجيع الطلاب على الالتحاق بمثل هذه المبادرات. المجال الطبّي يُمكنه الاستفادة من هذه الشبكة أيضًا، فمجموعات إعادة التأهيل على سبيل المثال يُمكن أن تجري على الإنترنت الآن وبعيدًا عن الإحراج أو الخجل اللذان قد يكونان العوامل الرئيسية خلف عدم لجوء الشخص لمثل تلك الأمور.
لكن بعيدًا عن تلك المجالات، هل هناك استخدامات أُخرى تعتقدون أنها قد تكون مُفيدة لو اعتمدت على منصّات مثل سبيسز؟
أحدث التعليقات