شيئًا فشيئًا تتقلّص الخيارات أمام الراغبين بتحمل المحتوى من الإنترنت، فمُعظم موقع التورنت الشهيرة توقّفت عن العمل خلال الأشهر القليلة الماضية. بينما تسعى الحكومات إلى إغلاق أو حظر الوصول إلى ما تبقّى منها.
موقع ExtraTorrents كان آخر الضحايا وأعلن فجأة أنه سيتوقّف عن العمل ابتداءً من 17 مايو/أيار، وهنا بدأت حالة من الهلع للبحث عن بدائل، الأمر الذي من شأنه تعريض المستخدمين للخطر بسبب المواقع المُزيّفة التي ستبدأ الآن نشاطها لإجبار المستخدم على تثبيت ملفّات خبيثة ظنًّا منه أنها ستُساعده على التحميل من التورنت بسهولة أكبر.
وبعيدًا عن المحاولات الخبيثة، فإن قائمة من المواقع البديلة يُمكن الوثوق بها في الوقت الراهن وهي The Pirate Bay، وRarbg، وYTS، بالإضافة إلى Kickass Torrents و1337x.
القائمة لا تتوقّف على تلك المواقع فقط، بل يُمكن زيارة مواقع مثل Torrentz2.eu، وTorrentProject.se، وEZTV.ag، وLimetorrents.cc، وIsoHunt.to، وأخيرًا Torlock.com.
الحجب أو التوقّف قد يطال المواقع السابقة أيضًا، وهو ما يفتح باب التساؤلات حول مصير المحتوى على الإنترنت وآلية الوصول إليه وتحميله. وللإجابة على هذا السؤال يُفضّل تقسيم الأمر لقسمين، واحد خاص بالمحتوى المرئي والمسموع، والآخر خاص بالبرامج والتطبيقات والألعاب وما إلى ذلك.
بكل تأكيد هناك جهود من الشركات للحد من الانتشار الغير محسوب للمحتوى، أو الانتشار الغير نظامي. لذا من الجيّد بدء استخدام خدمات مثل “نت فليكس” لمشاهدة المحتوى، أو سبوتيفاي لاستماع للأغاني، وهو بالمناسبة مجاني الاستخدام دون حدود.
أما بخصوص البرامج والتطبيقات فالمشكلة تكمن بالأسعار المرتفعة جدًا لها؛ في “نت فليكس” يُمكن دفع اشتراك شهري بسيط ومنطقي وتنتهي المُشكلة ويصل المستخدم لمئات المواد المُختلفة. ونفس الأمر في سبوتيفاي. لكن التطبيقات والبرامج لا توفّر -مُعظمها- إمكانية الاشتراك شهريًا، وبالتالي يحتاج المستخدم لدفع مبالغ خيالية لقاء الحصول عليها.
هذا الأمر يُمكن التحايل عليه، وهنا لا أقصد تحميله من الإنترنت من مواقع التورنت. بل من خلال الاطّلاع على العروض أو آلية الحصول على تخفيضات، وهي صفحة موجودة تقريبًا في مُعظم الشركات. بعض الشركات قد تطلب من المستخدم كتابة تدوينة عن برنامجها ليحصل عليه مجانًا، وبعضها الآخر قد يطلب دعوة خمسة من الأصدقاء. وهناك شركات قد تُقدّم اشتراك لمدة شهر كنوع من حسن النيّة لقاء نشر تغريدة أو مشاركة على حساب المستخدم في شبكاته الاجتماعية.
نحتاج كمُستخدمين للتعوّد على وجود هذا النموذج في وقتنا الراهن، وهو نموذج الدفع للحصول على الخدمة. كما لا يجب نسيان وجود حلول مجانيّة لكل برنامج تقريبًا. صحيح أنها ليست بنفس الكفاءة، لكنها قد تكون قادرة على قضاء حاجة المستخدم، ولنا في برنامج “جيمب” GIMP بديل فوتوشوب خير مثال، هو ليس بنفس القوّة، لكن أدواته قد تكون كافيّة للبعض.
أحدث التعليقات