نعتد عليها كثيرًا. فنظريًا، دائمًا ما تستهدف شركة آبل بأجهزتها الشريحة التي تنوي دفع مبالغ عالية للحصول على الأجهزة الذكيّة مع الحصول على مواصفات رائدة بكل تأكيد. وهذا أمر يُمكن رصده في الهواتف الذكيّة، والحواسب اللوحية، والساعات الذكيّة، وحتى في الحواسب المحمولة والمكتبية أيضًا.
لكن وفي 2016، أعلنت الشركة وللمرّة الأولى عن هواتف “آيفون إس إي”، وهي هواتف تُباع بسعر يبدأ من 400 دولار أمريكي، أرخص بـ 250 دولار تقريبًا من بقيّة الهواتف على غرار آيفون 6 إس أو آيفون 7. وهذا أظهر رغبة الشركة في استهداف الأسواق الناشئة أو الشريحة المتوسطة سواءً من ناحية المواصفات، أو من ناحية الأسعار كذلك.
كان إطلاق “إيفون إس إي” منطقي جدًا بعد تجارب الشركة مع “آيفون سي” في السابق. كما أن رغبتها في دخول الأسواق الناشئة كانت تصطدم بأسعارها المُرتفعة، لذا فإطلاق هاتف بمواصفات متوسطة وبسعر رخيص مُبرّر.
وللتنويه، فإن كلمة “رخيص” بالنسبة لآبل تختلف عن معناها في بقيّة الشركات، فبيع الهاتف لقاء 400 دولار لا يعني أبدًا أنه بسعر مقبول. لكنه كذلك على الأقل بالنسبة لمسؤولي الشركة.
إلى هُنا، بدا أن ما قامت آبل به هو مُجرّد استكمال لما بدأت به في السابق. لكنها فيما بعد أعلنت عن الجيل الثاني من ساعاتها الذكية Apple Watch Series 2، رفقة جيل جديد حمل اسم الجيل الأول Series 1، الذي هو عبارة عن أول ساعة ذكية أطلقتها آبل مع تعديلات طفيفة.
ومن جديد، بيع الجيل الأول بسعر مُنخفض أرخص من الجيل الثاني، وهذا أمر منطقي جدًا وسبق لآبل أن قامت به مع أجهزة أُخرى؛ فهي وبعد طرح آيفون 6 إس، خفّضت ثمن آيفون 6. لكن ما قامت به قبل أشهر قليلة وتحديدًا في مارس/آذار 2017 يكشف أن الأمر ليس تكرارًا لعادات قديمة، بل هو -في الغالب- عادة جديدة بدأت مع “إس إي”.
في مارس 2017 كشفت الشركة عن الجيل الخامس من آيباد حمل اسم iPad فقط، لا ميني Mini ولا Air، فقط iPad. وهو حاسب لوحي بشاشة 9.7 بوصة وبسعر يبدأ من 329 دولار أمريكي. وهو من جديد بالنسبة لشركة آبل “رخيص الثمن” لأن حاسب آيباد ميني 4 بشاشة 7.9 بوصة يُباع الآن بسعر 400 دولار أمريكي!
لو تناولنا العادة الجديدة بغض النظر عن الجهاز سنجد أن آبل بدأت بتوفير خيار “رخيص الثمن” من أجهزتها الرئيسية، فهي حتى الآن كرّرت هذه العادة مع الهواتف، والساعات، بالإضافة إلى الحواسب اللوحية. وبنسبة كبيرة ستُكرّر نفس الأمر مع الحواسب المحمولة.
بحسب وكالة بلومبيرغ، تنوي آبل الكشف عن ثلاثة حواسب خلال مؤتمر المُطوّرين WWDC 17، واحد منها سيكون من عائلة “ماك بوك إير” MacBook Air بعد تحديثه بمعالج جديد، وهي عائلة توقّفت آبل -بشكل غير رسمي- عن تطويرها، فبالنسبة للشركة حواسب “ماك بوك” و”ماك بوك برو” هي مُستقبل الحواسب المحمولة.
لكن واستنادًا على العادة الجديدة، قد تُطلق آبل جيل جديد رخيص الثمن من حواسبها المحمولة سواءً عبر تحديث مواصفات “ماك بوك إير”، أو عبر إطلاق جيل جديد من ماك بوك على سبيل المثال وبمواصفات تجعل سعره مُلائمًا لشريحة أكبر، فالشركة وبنسبة كبيرة ستتوقف عن اعتبار مبلغ 899 دولار أمريكي الحد الأدنى في حواسبها، وقد تُفاجئنا بحاسب “رخيص الثمن” وفقًا لمفهومها بسعر يبدأ من 699 دولار تقريبًا.
في النهاية، لن يكون مؤتمر المُطوّرين الموعد النهائي للحواسب الجديدة. فهي أعلنت سابقًا أنها ستُطلق حواسب “آي ماك” جديدة قبل نهاية 2017. هذا يعني أن مؤتمر آيفون في سبتمبر لن يكون الأخير، بل ستعقد الشركة مؤتمرًا بعده للحديث عن الحواسب الجديدة بنسبة كبيرة جدًا. وبالتالي إن لم ترى النور في يونيو/حزيران، قد يكون أكتوبر/تشرين الأول الموعد الأمثل.
أحدث التعليقات