أصرّت شركة آبل خلال مؤتمر المُطوّرين الأخير على أن جهاز هوم بود HomePod ما هو إلا جهاز للترفيه المنزلي، فمن وجهة نظرها، لا تتوفّر الكثير من الخيارات ذات الجودة العالية بسعر مقبول، ولهذا السبب قرّرت الشركة إطلاق الجهاز.
هوم بود باختصار هو جهاز مزوّد بمكبّر صوت يُقابل الوجه العلوي، ومُكبّرات صغيرة موجودة على الوجه السفلي متموضعة على حلقة دائرية تلف الجهاز من الداخل. ويعمل الجهاز بمعالج A8، مع وجود مجموعة من المايكروفونات لالتقاط صوت المُستخدم أيًا كانت الظروف.
ولا يُمكن أن تُطلق آبل جهازًا دون إضافة لمستها، ولهذا السبب أضافت مُستشعرات قادرة على تحسّس الوسط المُحيط لرصد ارتداد الصوت وضبط شدّته على حسب مساحة الغرفة وعلى الحواجز الموجودة فيها.
وفقًا لتلك الجهود، فإن الجهاز يوحي أنه بالفعل جهاز لتشغيل الموسيقى داخل المنزل من خلال التقنيات الموجودة بداخله، ومن خلال دعمه لخدمة “آبل ميوزك” كذلك. لتظهر سيري وكأنها تطبيق بسيط جدًا أو وظيفة مُحدّدة للجهاز لأن هناك وظائف أكثر أهمّية.
لكن هوم بود ليس أول جهاز من آبل وفق هذه الرؤية، فالشركة سبق لها في 2006 أن أطلقت جهاز آيبود هاي-فاي iPod Hi-Fi لنفس الغاية والغرض؛ أي تشغيل الموسيقى في المنزل بأفضل جودة مُمكنة وبسعر يُناسب الجميع.
ولمزيد من الإثارة، باعت آبل آيبود هاي-فاي لقاء 349 دولار أمريكي، نفس سعر جهاز هوم بود الذي سيصل للأسواق مع نهاية عام 2017 الجاري.
وعند الكشف عن آيبود هاي-فاي عام 2006، ذكر ستيف جوبز أن تشغيل الموسيقى بجودة عالية هي الغاية الأساسية للجهاز، وذلك بعد الاستفادة من أجهزة آيبود بكل تأكيد. ليبدو كلام آبل في 2017 وكأنه نسخة كربونية، فجهاز هوم بود جاء لتشغيل الموسيقى بجودة عالية بعد الاستفادة من خدمة “آبل ميوزك”. صحيح أن المُسمّيات تختلف، لكن آيبود في ذلك الوقت كان الأداة التي تستخدمها آبل لنشر الموسيقى، وما “آبل ميوزك” سوى نفس الأداة التي تستخدمها آبل في هذا العصر.
لو أصرّت آبل بالفعل على التركيز على الموسيقى فقط دون تطوير سيري في هوم بود، فإن الفشل قد يكون مصير الجهاز لأن آيبود هاي-فاي فشل فشلًا ذريعًا واضطرت آبل إلى إيقافه بعد عام واحد فقط من إطلاقه. فهل يا ترى يلقى هوم بود نفس المصير على اعتبار أنه جهاز “لتشغيل الموسيقى”؟ أم أن وجود سيري قد يدفع عجلة المبيعات حتى لو لم تصل لمستوى الذكاء الذي تُقدّمه بقيّة المُساعدات الرقمية؟
نحتاج لانتظار وصول الجهاز للأسواق أولًا لفهم آلية عمله وعمل سيري، ولفهم خطّة آبل التي قد تكشف عن حزمة برمجية تسمح للمُطوّرين كتابة تطبيقات للجهاز. أو قد تكون نواياها بالفعل تقف عند حدود خدمة “آبل ميوزك” لدفع عجلتها كونها من الخدمات التي تشهد نمو لا بأس به بعد وصولها لأكثر من 27 مليون مشترك.
أحدث التعليقات