رُبما لم تشهد السنوات الخمس عشرة الماضية بادرة تحسُن واحدة تجعل من إجراءات السفر والأمن بالمطارات أكثر سهولة أو أقل إستهلاكا للوقت. فمُنذ أحداث سبتمبر ٢٠٠١ في الولايات المُتحدة الأمريكية، وحركة السفر والتنقُل الجوية حول العالم تتجه الى مزيد من التعقيد، مزيد من الإجراءات الأمنية المُتعبة، والتي تهدف بطبيعة الحال أولا وأخيرا الى جعل السفر جوا أكثر أمنا في ظل تنامي المخاطر والتهديدات الأمنية المُتعلقة بتلك الصناعة تحديدا.
وبناء على ذلك، فقد لا يميل المرء الى التصديق بأنه قد تحمل بعض التقنيات الجديدة، والتي لا تزال قيد الإختبار حاليا، بادرة تحسن فيما يتعلق بتبسيط إجراءات الأمن، وجعلها أكثر سُرعة وسهولة، أو أقل تشددا، دون الإخلال بمُستوى التأمين الذي تُقدمهز
ولكن في الواقع، فإن سيناريوهات منع إصطحاب الأجهزة الإلكترونية كبيرة الحجم على متن الطائرات المُغادرة من مدن عديدة في المنطقة مُؤخرا، وتوارد أنباء تتعلق بإحتماليات التوسع في إتخاذ قرارات مُشابهة في دول أُخرى من العالم، أدت الى تسريع وتيرة العمل على إختبار تقنيات جديدة لفحص الأمتعة والركاب.
وتأتي في مُقدمة تلك التقنيات تقنية فحص الأمتعة الشخصية بإستخدام الأشعة المقطعية، بدلا من أجهزة الفحص بإستخدام الأشعة السينية التقليدية. كانت إدارة أمن النقل TSA الأمريكية قدأعلنت مُنتصف شهر يونيو الماضي، وبعد البدء في تطبيق قرارات منع إصطحاب الأجهزة الإلكترونية كبيرة الحجم في عدد من المطارات على الرحلات المُتجهة الى والولايات المُتحدة، عن تشغيل إثنين من أجهزة الأشعة المقطعية صغيرة الحجم التي تُستخدم في مسح الأمتعة الشخصية التي يصطحبها الراكب معه على متن الطائرة، وذلك بصفة تجريبية في مطاري “بوسطن” و “فينكس”.
تُقدم تقنية إستخدام الأشعة المقطعية في فحص الأمتعة ميزات إضافية مُقارنة بالأجهزة التقليدية، حيث يتمكن العاملين على أمن الحقائب من رؤية صورة ثلاثية الأبعاد لمُحتويات الحقائب، وهو أمر مُفيد بشكل خاص في فحص الحقائب التي تحتوي على الأجهزة الإلكترونية، حيث تتسبب الشرائح الإلكترونية المُتراصة فوق بعضها البعض في حجب محتويات الحقائب من تحتها، وهو ما يتم تلافيه عند إستخدام التقنية الجديدة.
وتُستخدم تلك التقنية حاليا بالفعل في فحص الأمتعة والحقائب كبيرة الحجم التي يتم شحنها على الطائرات. ولكن كان الحجم الكبير لتلك الأجهزة، وبطء عملية الفحص نسبيا يقف عائقا أمام إستخدامها في فحص الأمتعة الشخصية الصغيرة. ولكن شركات مثل Analogic نجحت في تطوير ماسحات بإستخدام الأشعة المقطعية صغيرة الحجم وسريعة الأداء يُمكن إستخدامها في فحص الأمتعة التي يصطحبها الركاب على الطائرة.
وفي حين لا تزال التقنية إختبارية، إلا أن المُؤشرات والأهداف الأولية تصُب في جهة إحتمالية إلغاء حظر إصطحاب الأجهزة الإلكترونية بكافة أشكالها داخل كبائن الطائرات، ليس هذا فحسب، بل وكذلك السماح للرُكاب بالمرور بحقائبهم التي تحتوي على الحاسبات المحمولة وكذلك السوائل دون الحاجة الى إخراج تلك المُحتويات خارج حقيبة اليد أولا لفخصها بشكل مُستقل، كما هو الوضع حاليا.
وتصُب تلك الأهداف في حال تحقيقها في مصلحة سرعة إتمام إجراءات السفر، والحد من طوابير الإنتظار أمام بوابات تأمين المطارات، وكذلك جعل تجربة السفر أكثر سهولة وأقل إرهاقا. ولكن تقف التكلفة المُرتفعة لتلك الأجهزة عائقا أمام تعميم إستخدامها في مزيد من المطارات، والاهم في مزيد من الدول حول العالم.
أحدث التعليقات