أعلن القائمون على تطوير تقنية بلوتوث عن معايير جديدة تسمح بإنشاء نوع جديد من الشبكات من شأنه زيادة أهمّية هذه التقنية التي وصلت إلى معيارها الخامس قبل فترة قليلة.
وقبل الحديث عن المعايير الجديدة، يجب التنويه إلى أن المُسمّى الشائع للتقنية هو بلوتوث “إل إي” Bluetooth LE، حيث ترمز “إل إي” لكلمة “Low Energy” أي الطاقة المُنخفضة. ومن هنا، فإن مُعظم الأجهزة الحديثة تستخدم معيار بلوتوث “إل إي” الذي يسمح بتوفير الطاقة بشكل كبير، ولعل نقل البيانات بين أجهزة آبل المُختلفة عن طريق خدمة Airdrop خير مثال على الاستخدام المثالي لتقنية بلوتوث ذات الاستهلاك المُنخفض للطاقة.
وبالعودة للمعايير الجديدة، فإن إنشاء شبكات مِش Mesh باستخدام تقنية بلوتوث مُمكن الآن، وهذا من شأنه تغيير طريقة اتصال الأجهزة مع بعضها، وخصوصًا أجهزة إنترنت الأشياء.
شبكات مِش باختصار تعني وجود أكثر من مصدر للبيانات في نفس الوقت. في المنزل نعتمد غالبًا على راوتر -موزّع إشارة- واحد ليكون هو مصدر البيانات. لكن لو اطّلعنا على راوتر غوغل، غوغل واي-فاي Google Wifi، لوجدنا أنه مؤلّف من ثلاث قطع ويقوم بإنشاء شبكة مِش، وهذا يعني أن كل قطعة تتصرّف وكأنها راوتر مُنفصل لتوفير إشارة أقوى في جميع أرجاء المنزل.
وبإسقاط مفهوم شبكات مِش على تقنية بلوتوث، نحتاج لفهم المراحل التي مرّت بها هذه التقنية خلال الزمن. فالبداية كانت مع توفير اتّصال بين جهازين فقط كاتصال الهاتف الذكي مع السمّاعات اللاسلكية. تطوّر الحال فيما بعد وأصبح بالإمكان إنشاء موزّع إشارة باستخدام جهاز ما، وبالتالي نفس الإشارة يُمكن استقبالها عبر أكثر من جهاز يدعم تقنية بلوتوث. وهذا بالمناسبة شيء يُشبه فكرة موزّع الإشارة في شبكات واي-فاي.
لكن الآن، وبفضل المفهوم الجديد، يُمكن إنشاء شبكة بلوتوث تتصرّف جميع الأجهزة فيها على أنها المصدر، وهذا يعني أن جميع البيانات متوفّرة للجميع في ذات الوقت، وأن جميع الأجهزة مُتصّلة مع بعضها البعض في ذات الوقت، فلا حاجة لإرسال الطلب للموزّع الرئيسي لتحويله للجهاز المطلوب، بل يُمكن للأجهزة التخاطب فيما بينها بشكل مُباشر.
وكمثال بسيط تخيّل وجود تلفاز ذكي، وإنارة ذكية، وجهاز تكييف ذكي، إلى جانب ستائر ذكيّة في المنزل. في الوضع الطبيعي يُمكن ربط تلك الأجهزة بموزّع إشارة واحد يتّصل به الهاتف الذكي للتحكّم بجميع تلك الأشياء. أو يُمكن إنشاء اتّصال مُباشر بين الهاتف وكل جهاز على حدة.
باستخدام شبكات مِش يُمكن للإنارة التخاطب مع التكييف بشكل مُباشر لإخباره أن سطوع الضوء تم خفضه من قبل المُستخدم، وهذا يعني وضع النوم، وبالتالي ضبط درجة حرارة التكييف. لكن وبدون وجود تلك الشبكات في بلوتوث، كانت الإنارة بحاجة للاتصال بالراوتر الذي سيقوم بدوره بتحويل البيانات للتكييف، وهذا يعني وقت أكثر لإتمام المهام، وإجهاد للراوتر عند وجود الكثير من الأجهزة المُتّصلة.
أحدث التعليقات