بعد فترة تجريبية طويلة نوعًا ما، قرّرت شبكة يوتيوب إطلاق خاصيّة الرسائل ومشاركة المقاطع بين المُستخدمين للجميع، لتبدأ بالوصول تدريجيًا لمُستخدمي التطبيق على أندرويد و”آي أو إس” iOS.
ورأى البعض أن هذه الميّزة ما هي سوى محاولة أُخرى من غوغل في مجال تطبيقات المحادثات الفورية بعد مجموعة كبيرة من التطبيقات التي لم يُكتب النجاح لها، باستثناء تطبيق “آلو” Allo. لذا، حُكم عليها بالفشل قبل أن تصل للجميع أو قبل تجربتها. لكن في المُقابل، هُناك عوامل أُخرى قد تؤدّي لنجاحها خصوصًا مع وجود نموذج آخر قدّمته فيسبوك قبل أربعة أعوام تقريبًا.
قبل أسابيع قليلة، أعلنت شبكة انستغرام عن وصول عدد مُستخدميها النشطين شهريًا إلى 700 مليون مُستخدم، وهو رقم كبير جدًا خصوصًا عند معرفة أن 400 مليون شخص منهم يستخدم يوميًا خاصيّة الرسائل المُباشرة Direct Messages.
تلك الميّزة تسمح بمشاركة الصور أو مقاطع الفيديو بين الأصدقاء، فعند الإعجاب بأي مُشاركة يمكن الضغط على زر لإعادة إرسالها لمجموعة أو لصديق مُحدّد بشكل مُباشر دون أن تظهر للعموم. كما يُمكن من خلال نفس الخاصيّة التقاط صورة أو فيديو وإرسالهم بشكل داخلي، لتُضيف إلى انستغرام خاصيّة المحادثات الفورية بشكل أو بآخر.
تلك التجربة الناجحة ساهمت في زيادة الوقت الذي يقضيه المستخدم داخل التطبيق، وهو الشيء الذي تسعى له أي شبكة اجتماعية بطبيعة الحال. كما خلّصت المستخدم من ضرورة الانتقال بين التطبيقات لمشاركة أي شيء من انستغرام، وهي نقطة تُفيد المستخدم.
هذا المثال أثّر على يوتيوب التي تُعتبر من أكبر الشبكات على مستوى العالم في مجال مُشاركة الوسائط، فالمستخدم الآن لن يحتاج لمشاركة رابط الفيديو في تطبيقات أُخرى مثل مسنجر أو واتس آب، وبالتالي سيقضي المستخدم وقتًا أطول داخل يوتيوب الآن. كما يُمكن للشبكة ذاتها الاستفادة أيضًا، فمع استمرار المستخدم داخل التطبيق يُمكن عرض المزيد من الإعلانات، وبالتالي تحقيق عائدات أعلى ولو بنسبة صغيرة.
مع مرور الوقت قد توفّر يوتيوب إمكانية تسجيل الفيديو داخل المحادثة ومشاركته بشكل داخلي بين الأصدقاء، في مُحاكاة لانستغرام وسناب شات، إذ تبقى تلك الوسائط لفترة لا تزيد عن 24 ساعة وتُحذف بعدها بشكل آلي.
إلى هُنا تبدو الميّزة مُفيدة، أي أنها جاءت لتخليص المُستخدم من عناء الانتقال بين التطبيقات عند رغبته في الحديث عن فيديو ما مع الأصدقاء. لكن سهام صديقة قد تودي بالميّزة ونجاحها، وهي سهام نظام أندرويد والإصدارات الحديثة منه. وقد تُطلق تلك الأسهم أيضًا من هواتف آيفون القادمة.
الإصدارات الأخيرة من أنظمة تشغيل الأجهزة الذكية أضافت دعمًا افتراضيًا لخاصيّة صورة-في-صورة Picture-in-Picture، وهي ميّزة تسمح بتشغيل مقاطع الفيديو ضمن نافذة تطفو داخل النظام وبتقى موجودة بين جميع التطبيقات التي يقوم المستخدم بزيارتها، وبالتالي يُمكن مثلًا تشغيل فيديو والتوجّه لتطبيق واتس آب دون مشاكل.
في هذه الحالة، سيكون المستخدم قادر على مشاركة المقاطع دون أن يشعر أنه خرج من تطبيق للآخر، فهو بضغطة واحدة ينقل المقطع إلى النافذة الطافية، وبأُخرى يصل إلى مسنجر. ومع التعوّد على مثل تلك التطبيقات لتبادل الرسائل أولًا، وفي ظل تواجد جميع الأصدقاء عليها دون الحاجة للبحث عنهم من جديد مثلما هو الحال في حسابات غوغل، فإن الغلبة قد تبقى بالفعل لتلك التطبيقات على حساب الميّزة الجديدة التي قدّمتها يوتيوب.
في النهاية، فرص النجاح قائمة، وفرص الفشل قائمة كذلك. وبعيدًا عن العادة، تحتاج الشركة لإضافة ميّزات جديدة باستمرار على غرار الجهود التي يبذلها القائمون على تطبيق انستغرام، وهي جهود أدّت لإضافة ملايين المُستخدمين خلال العام المُنقضي لوحده.
أحدث التعليقات