عندما كشف ستيف جوبز Steve Jobs عن أجهزة آيبود iPod للمرّة الأولى في الربع الأخير من 2001، شكّك البعض بنجاح تلك الفكرة خصوصًا بعد النظر إلى سعر الجهاز الذي بلغ آنذاك 400 دولار أمريكي تقريبًا. وبعيدًا عن السعر، قيّد جوبز استخدام آيبود بحواسب ماك فقط، فبرنامج آيتونز iTunes لم يتوفّر لنظام ويندوز، كما أنه اعتمد على منافذ من نوع FireWire المتوافقة فقط مع حواسب آبل وأنظمة تشغيلها.
الجهاز خالف التوقّعات ونجحت آبل في بيع 125 ألف قطعة في الفترة بين نوفمبر/تشرين الثاني 2001 حتى ديسمبر/كانون الأول. وعلى الرغم من ذلك، أصرّ طوني فاضل Tony Fadel على إطلاق نسخة من آيتونز لمستخدمي نظام ويندوز في ظل معارضة جوبز المُستمرّة. لكن وبعد ثمانية أشهر، وتحديدًا في أغسطس/آب 2002، دعمت أجهزة آيبود نظام ويندوز بشكل رسمي للمرّة الأولى، لتنفجر الأرقام ويصل عدد الأجهزة المُباعة إلى 600 ألف جهاز مع حلول يناير/كانون الثاني 2003، أي بعد ستة أشهر تقريبًا من دعم نظام مايكروسوفت.
ذلك الانفجار دفع آبل لاعتماد موصّلات من نوع USB 2.0 في الأجيال الجديدة من آيبود لاستخدامها مع الحواسب العادية بسهولة أكبر، وهذا في أبريل/نيسان 2003، لتُعلن بعدها بثمانية أشهر أن عدد أجهزة آيبود المُباعة تجاوز حاجز المليون قطعة؛ خلال عامين تقريبًا منذ إطلاقه للمرّة الأولى في الأسواق.
قيّد جوبز آيبود بحواسب ماك أملًا في دفع عجلة مبيعاتها. لكن فاضل، المسؤول عن تطوير آيبود، رأى فرصة سانحة في دعم نظام ويندوز، وقام بتطوير النسخة دون علم جوبز وظلّ يُكرّر إلحاحه على جوبز حتى قال له حرفيًا: “افعلوا ما تريدون ولا تُعيدو نفس الموضوع أمامي”.
في 2015، عادت آبل لتكرار نفس الأمر من جديد، لكن هذه المرّة مع ساعاتها الذكّية Apple Watch التي تحتاج لهاتف آيفون حصرًا، وهي غير متوافقة مع أي نظام تشغيل آخر حتى اللحظة.
مبيعات الساعة حتى الآن غير معروفة، فالشركة ترفض تفصيل الأرقام، لكن وبحسب التقارير قد يكون إجمالي المبيعات وصل إلى 20 مليون ساعة، وهو رقم لا بأس به، لكنه أمام فرصة سانحة للانفجار هو الآخر لو أطلقت الشركة الجيل الثالث مع دعم لشبكات الجيل الرابع LTE.
استقلالية الساعة عن هواتف آيفون يعني احتمالية كسب ود شريحة جديدة من المُستخدمين، فالساعة بهذه الحالة بإمكانها الاتصال بالإنترنت بشكل دائم حتى إن لم يمتلك المُستخدم هاتف آيفون. ومع ازدياد المبيعات، قد يتخلّي كوك عن عناده، أو عن عادة الشركة في تقييد تقنياتها، وقد يوفّر واجهات برمجية داخل نظام watchOS تسمح للمُطوّرين بإنشاء تطبيقات تسمح مزامنة الساعة مع بقية أنظمة التشغيل الموجودة في السوق، وتحديدًا نظام أندرويد.
إخراج الساعة من عباءة آيفون للاتصال بالإنترنت من شأنه دفع عجلة المبيعات بشكل أو بآخر. لكنه سلاح ذو حدّين، فهو قد يدفعها لتأخير دعم نظام أندرويد القادم لا محالة، أو قد يزيد من مطامعها ويدفعها لدعمه بالسرعة القصوى في تكرار كربوني لما حدث مع أجهزة آيبود قبل 15 عام تقريبًا.
أحدث التعليقات