تقول سيدة ” من أجل الولوج إلى المصحة عليك أن تجرب كل أساليب التعذيب والمماطلة، وأنت الحامل للفيروس وتسعى للتخلص منه، “جيب 20 ألف درهم كاش، و20 ألف درهم الأخرى شيك” وفطوكوبي ديال لكارط والسكانير معاهم، باش نشوفو المريض أش غايحتاج، وتابعت “لماذا يطالبون إجراء “السكانير” للمرة الثانية والمحدد في مبلغ 3 آلاف درهم، قائلة: “ديت ليهم سكانير درتو بـ60 ألف ريال، والتحاليل حتاهوما درتهم ب40 ألف ريال، ولكن فاش مشيت الكلينيك، كالو ليا لا ضروري خاصك تعاود وحدين آخرين جداد وديرهم هنا في الكلينيك عندنا”
وأضاف “قصدت قسم المحاسبات ودخلت في نقاش حاد مع المسؤولين، وهددت باللجوء إلى الإعلام كحل أخير، هناك قرر مسؤولون الجلوس معي إلى الطاولة من أجل الحوار والتفاوض، وتدخل مدير المصحة لتخفيض قيمة الفاتورة، من 200 ألف درهما إلى 70 ألف درهم، مقابل التستر على الواقعة وعدم إخراجها للعموم حفاظا على سمعة المصحة.
وهروبا من هذا العذاب وهذه الحرب، اختارت العائلات الغنية وأصحاب المال والنفوذ تجهيز غرف إنعاش منزلية تحسبا لإصابة أحد أفراد الأسرة.
تجاوزات هذه المصحة لم يقف عند هذا الحد، بل تجاوزه إلى الاستهتار بحياة المرضى، في هذه الظرفية التي يجتازها المغرب، والتي تقتضي تظافر الجهود من طرف الجميع والتعبئة الشاملة لتجاوزها.
ثمن هذه الغرف يبدأ من 10 ألاف درهم لليوم الواحد، ومبلغ 3000 درهم للزيارة الأولى للطبيب لمعاينة المريض، ولمعرفة ما هو البروتكول الذي يجب على المريض اتباعه.
ويبدأ تجهيز هذه الغرف بتقرير أولي ينجزه الطبيب، ويتضمن الآلات اللازمة للتجهيز.
وسرد الصيدلاني قصته الطويلة مع هذه المصحة، في بوح لـ”فبراير”” أقفلت جميع الأبواب في وجهي، قصدت جميع المصالح من أجل الاستفسار على هذا المبلغ ولكن دون مجيب”.
لقد شعر الناس بأنهم أصبحوا يعيشون في حياة أخرى بقرارات اقتصادية واجتماعية وصحية.
وتمكنت فبراير” من الحصول على مكالمة هاتفية بين ابنة سيدة مصابة وإحدى الشركات المخصصة لتجهيز غرف إنعاش منزلية
وتابعت” كانت تزورني ممرضة كل صباح وتمدني بالأودية اللازمة من بعيد، وعندما سألت عن غياب الأطباء، أجابتني “أويلي واش حماقيتي، المرضى ديال كورونا ما يمكنش لينا نقربوا ليهم”.
لم يكن المغرب بمعزل عن العالم، في زمن العوملة التي جعلتنتا نعيش في قرية صغيرة، وسارع إلى اتخاذ جميع الاجراءات والتعبئة لمواجهة الجائحة.
الابنة: السلام عليكم الله يخليك الله يخليك الواليدة ديالي مصابة بكورونا، وبغيت نجهز غرفة إنعاش بالمنزل، أش غادي يخصني؟
المستخدمة: السلام لالة، أول حاجة الطبيب كيجي عندكم الدار باش يشخص الحالة ديال المريضة بمبلغ 3000 درهم، وبعدها كيقرر الماطيريال اللي غيخص المريضة.
الابنة: واخا ألالة تقدري تعطيني ثمن تقريبي باش نعرف راسي فين أنحط رجلي
وأمام التعبئة الكبيرة، اختارت المصحات الخاصة السباحة ضد التيار والبحث عن الربح المادي السريع والاسثتمار في الأزمة دون حسيب أو رقيب، وكأنها فوق القانون.
المستخدمة: مرحبا، الثمن كيبدا من 10 آلاف درهم للنهار للفوق.
تحكي “”و.ي” بكثيرة من المرارة كيف كانت صدمتها كبيرة، اثر هذا الفعل غير مفهوم.
“بلغت فاتورة الاستشفاء 60 ألف درهم، هذا المبلغ الذي وجدت المريضة بعد شفائها من الفيروس مجبرة على أدائه، فوجئت لدى توصلها بفاتورة مفصلة، أنه أدرج فيها أسماء أطباء لم تراهم طيلة فترة إقامتها بالمصحة، وأدوية لم تستعملها قط.
الابنة: واخا وبالنسبة للمتابعة الطبية.
ورغم كل هذه الظروف القاسية، والتي انضافت إلى الحالة النفسية التي تمر بها بسبب الفيروس، واصلت مقاومتها للمرض، إلا أن المعاناة لم تقف هنا، بل وصلت إلى فاتورة الاستشفاء، وتلك حكاية أخرى.
غزا فيروس كورونا العالم بالكامل، وولد بغزوه عالم ثان، وكأن التاريخ دار دورة كاملة حول نفسه معيدا ترتيب كل شيئ، و يمكننا أن نرى ذلك جليا إذا ما تابعنا القرارات التي اتخذتها عدة دول والقاضية بتعطيل السفر داخليا وخارجيا وفرض نمط عيش جديد في سباق مع الزمن لمحاصرة هذا الوباء
المستخدمة: بالطبع عندنا المرافقة الطبية، الممرضة لكانت أتجي عندك مرة وحدة في النهار ب 1000 درهم، ولكانت 2 مرات ب2000 درهم ولكانت أتبقا معك 24 ساعة ب3000درهم.
الابنة: واش هاد الثمن اللي كلتي ليا ديال المدة اللي غدوزها الممرضة مع المريض
تلاعب المصحات الخاصة بصحة المواطنين لم يقف عند هذا الحد، بل تجاوزه إلى إقدام مالكي إحدى المصحات إلى بيعها، ليقدم المالك الجديد على طرد الموظفين والمرضى من جميع الغرف بما فيها غرف الإنعاش حيث يتلقى المصابون بفيروس كورونا العلاج.
وأضافت “عدت إلى المصحة من أجل إجراءات قانونية، فتفاجأت بأصحاب المصحة الجدد يطردون المرضى بمن فيهم مرضى كورونا، وكأننا في دولة الغاب.
المستخدمة: لا أمدام، هذا ثمن الزيارة اليومية، يعني كل نهار خصك تخلصي الممرضة.
الابنة: واخا ألالة أنا أنتشاور ونعاود نتاصل بيك.
وأوضحت “و.ي” أنه طيلة المدة التي قضتها بالمصحة لم تر طبيبا واحدا وأن من أشرف على حالتها الصحية ممرضون ومتدربون، متسائلة “كيف نضع حياة الناس بين يد متدرب بالكاد يتعرف على أبجديات مهنته”.
الصدمة الكبرى كانت خلال المناوبة الليلية، اذ أشرفت على حالتها ممرضة متدربة من أصول إفريقية، تضيف قائلة ” كيف يضعون ثقتهم في متدربين ومبتدئين بالكاد يحتكون لأول مرة مع المهنة ويحتاجون التأطير والمواكبة والمتابعة”.
الارتفاع المتزايد لحالات الإصابة بفيروس كورونا وضعف البنية الصحية العمومية والاختلالات التي تعرفها منظومتنا الصحية، دفع عددا من المصابين الى اللجوء للمصحات الخاصة للبحث عن العلاج.
طوابير طويلة وأرقام الخطوط مكتظة بالنظر للضغط الذي تعرفه هذه المصحات، والتي استغلت الوضع بطريقة بشعة من أجل الزيادة في أرباحها وابتزاز المواطنين دون حسيب أورقيب.
استطاعت “فبراير” أن تقتحم الكواليس المظلمة لهذه المصحات وتصل لمواطنين عانوا من ويلاتها، مبالغ خيالية، ودولة عاجزة أمام لوبي اسثتمر في الأزمة ضاربا عرض الحائط كل هذه التعبئة لتجاوز الأزمة.
المستخدمة: واخا مرحبا
يقول صيدلاني أصيب بفيروس كورونا إنه اختار الذهاب لإحدى المصحات الخاصة لتلقي العلاجات الضرورية، لكنه فوجئ بقيمة الفاتورة التي تجاوزت 200 ألف درهم مقابل 14 يوما المخصصة للاستشفاء من الفيروس.
هذا الاتصال لم تتجاوز مدته الزمنية عبر الهاتف ثلاث إلى أربع دقائق، لكنه أدخل الابنة في صدمة كبيرة، متسائلة “واش هادشي في خبار المسؤولين.
ظلت المصحات الخاصة بعيدة عن كل مساءلة أو مراقبة من قبل السلطات المختصة، وعثت فسادا، وترك المواطن وحيدا يواجه مصيره وينهش المرض جسده والمصحات جيبه، دون أية مساعدة من الدولة أو المصحات نفسها.
نقلنا السؤال حول ما إذا كانت الأثمنة التي تقررها المصحات الخاصة مقابل مدة زمنية يقضيها مريض كورونا بالمصحة معقولة لمسؤول نقابي بالمصحات الخاصة ” فكان جوابه “”واش هاد الثمن كيبان ليك نتي غالي، راه غير قرعة الأوكسجين بالنسبة لمريض ديال كورونا، كتقام بـ5000 ألاف درهم للنهار”.
ورفضت الوكالة الوطنية للتأمين الصحي الرد عن تساؤلاتنا، واكتفت ببلاغ توصلنا به طرف مسؤولة التواصل الخاصة به عقب الاجتماع الذي عقده رفقة كل من وزير الصحة خالد أيت الطالب، وممثلو الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة، والوكالة الوطنية للتأمين الصحي، للوقوف عند الجدل الذي اثاره تسجيل حالات مبالغ فيها، للتعريفات الخاصة، بالخدمات الطبية، المقدمة لمرضى كوفيد.
أحدث التعليقات