ويبدو أن حزب “الأصالة والمعاصرة” المصطف في صفوف المعارضة منذ سنة 2016 ماضٍ بقوة في خيار القطع مع المرحلة السابقة والتي رسمت خطوطها العريضة وجوه سياسية معينة.
وطرح صعود وهبي، وقربه من قادة “العدالة والتنمية”، فرضية اقتراب وجهات النظر بين الحزبين الغريمين، وبالتالي حدوث تحالف في أفق الاستحقاقات المقبلة.
مواقف مضادة
وكشفت مواقف بعض قادة حزب “العدالة والتنمية”، أن الصراع بين “إخوان” سعد الدين العثماني وحزب “الأصالة والمعاصرة” قد يستمر خلال فترة عبد اللطيف وهبي، رغم أن هذا الأخير أعلن أن يده ممدودة لجميع الفاعلين السياسيين.
وجرى انتخاب وهبي من قبل المؤتمرين خلفاً للأمين العام المنتهية ولايته حكيم بنشماش، وذلك باعتبار وهبي مرشحاً وحيداً عقب انسحاب باقي منافسيه من السباق.
الوجه الجديد للحزب مع فترة الأمين العام عبد اللطيف وهبي، يوحي بأن هناك تغييرات مرتقبة في الخارطة السياسية في البلاد ومعها التحالفات الحزبية، قبيل العام 2021 موعد الانتخابات التشريعية.
في أجواء مشحونة، انتخب حزب “الأصالة والمعاصرة”، أول أمس الأحد، القيادي البارز والمحامي عبد اللطيف وهبي أميناً عاماً له، وذلك في ختام المؤتمر الوطني الرابع للحزب الذي عقد على مدى ثلاثة أيام بمدينة الجديدة.
وفي هذا الصدد، شكّك عبد الصمد الإدريسي، أحد الوجوه المعروفة في حزب “العدالة والتنمية” في نوايا التصريحات التي أطلقها الأمين العام الجديد بعد انتخابه على رأس “الأصالة والمعاصرة”.
وبعث القائد الجديد أيضاً برسائل ود إلى مختلف الأطياف السياسية قاطعاً عهد أسلافه.
ولادة جديدة
وفي هذا السياق، قال الدكتور إدريس الكنبوري، الباحث والمحلل السياسي، إن حزب “الأصالة والمعاصرة”، سيأخذ مسارًا مختلفاً نسبياً بعد تشطيب المرحلة السابقة.
وأضاف الكنبوري في تدوينة نشرها عبر صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قائلاً: “أقول نسبياً لأن العمق الأيديولوجي للحزب لن يتغير”. مؤكداً أنه بعد 12 سنة اقتنع الحزب بأن العداء مع الإسلاميين في المغرب (حزب العدالة والتنمية) لم يؤد إلى نتيجة وبأن رهاناته فشلت.
ومباشرة بعد انتخاب وهبي أميناً عاماً لحزب “الأصالة والمعاصرة”، بعث الرجل برسائل سياسية غير مسبوقة من منصة المؤتمر الذي أوصله لزعامة هذا الكيان السياسي.
وأضاف الباحث: “اليوم حزب الأصالة والمعاصرة يدرك أن رهاناته فشلت… هذه المرة لم يفت الوقت، ويمكن إنقاذ الوضع، لكن لا بد من مغامرة ومن جرأة”.
وأعلن وهبي في أول تصريح له، بصفته أميناً عاماً للحزب خلال اختتام أشغال المؤتمر المنظم، عمّا سماه “خط المصالحة مع الذات ومع المحيط”، وجعل حزبه “حزباً عادياً مثله مثل باقي الأحزاب المغربية”.
وشدد بالقول أمام مئات المؤتمرين: “أنا منفتح على الجميع وما يهمني هو البرنامج، وليست لدي خطوط لا حمراء ولا خضراء ولا زرقاء ولا بيضاء”.
وأضاف الإدريسي في تدوينة نشرها على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قائلاً: “لا أظن أن تصريحات وهبي على أهميتها ستكون كافية للتطبيع مع حزب اعتبرناه ورماً أصاب الحياة السياسية والحزبية”. لافتاً أن المشكلة لا تكمن في شخص الأمين العام، ولا تصريحاته مهما كانت إيجابية”.
أحدث التعليقات