وقال أبوجزر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مشاركته في الدورة 11 من “منتدى مراكش للأمن”، “حان الأوان لكي تكون لإفريقيا وكالة استخبارات مركزية خاصة بها، تؤمن عملية تبادل المعلومات بين الدول الأعضاء في القارة، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب وتفكيك الخلايا الإرهابية”.
وأضاف أن المعلومات المتداولة داخل هذه الوكالة ستكون متاحة لكل الدول الأعضاء دون استثناء، بغض النظر عن “الخلافات السياسية بين دولة وأخرى، فهذا لن يمنع من استغلال هذه المعلومات للحفاظ على الأمن في القارة الإفريقية برمتها”.
وأشار إلى أن المغرب، انطلاقا من الأدوار الطلائعية التي يضطلع بها على الصعيد القاري، بإمكانه احتضان هذه الوكالة، نظرا لعلاقته الجيدة مع معظم الدول الإفريقية والإمكانيات الهائلة التي يتمتع بها وخبرته في تفكيك عشرات الخلايا الإرهابية والتوقيف الاستباقي لمئات العناصر الإرهابية.
وتوقف أبوجزر، في هذا السياق، عبد بعض المؤشرات الدالة من قبيل عدد الطلبة الأفارقة الذين يتابعون دراستهم الجامعية بالمغرب في مختلف التخصصات، إلى جانب إتقان الشباب المغربي لمختلف اللغات العالمية وهذا “غير متوفر في معظم الدول الإفريقية”.
وأبرز أن المغرب يعتبر حاليا، بوابة إفريقيا نحو دول الاتحاد الأوروبي ويتمتع بعلاقات جيدة مع الغرب والشرق، مذكرا بأن المغرب قام، في مناسبات عدة، بتقديم مساعدة “ثمينة” لدول أوروبية، مثل بلجيكا وفرنسا وألمانيا، لاسيما في مجال تعقب ومتابعة الخلايا الإرهابية وتفكيكها.
دعا مدير مركز بروكسيل الدولي للبحث وحقوق الإنسان، رمضان أبوجزر، اليوم السبت بمراكش، إلى إحداث وكالة استخبارات مركزية خاصة بإفريقيا، تعنى بمكافحة التهديدات الأمنية الشاملة.
وأوضح الخبير الدولي أن “تأسيس هذه الوكالة سيفرض احترام إفريقيا على المجتمع الدولي وسيجعله يتعامل معها بندية واحترام أكبر، ذلك أن العالم المعاصر يرى فيمن يملك المعلومة مصدر قوة”.
وتختتم اليوم، أشغال الدورة 11 من المؤتمر الدولي “منتدى مراكش للأمن”، الذي نظم هذه السنة تحت شعار “الحفاظ على استقرار إفريقيا في مواجهة أشكال الإرهاب والتهديدات الشمولية”.
وعرف هذا المنتدى حضور أزيد من 150 مشارك رفيع المستوى، ضمنهم مسؤولون مدنيون وعسكريون، ورؤساء منظمات دولية، وأمنيون، وخبراء أفارقة وأمريكيون وأوروبيون وآسيويون، ينحدرون من حوالي 40 بلدا.
وشكل هذا المؤتمر الدولي، المنظم من قبل المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية بشراكة مع الفيدرالية الإفريقية للدراسات الاستراتيجية، فضاء للنقاش والتحليل وتبادل الخبرات في هذا المجال.
وسلط دورة هذه السنة الضوء على التجربة المغربية لمكافحة التطرف العنيف والإرهاب، باعتبارها “تجربة غنية وفريدة مشهود لها بالنجاعة على الصعيد العالمي”، نابعة من الأدوار الطلائعية للمغرب كفاعل رئيسي على الساحة الدولية.
وبعد أن شدد على ضرورة إخراج وكالة الاستخبارات الإفريقية إلى حيز الوجود، أوضح أن الخطوات المقبلة الواجب اتباعها في هذا الشأن تتمثل في استقطاب الكفاءات في المغرب والدول الفاعلة في إفريقيا للتواصل بشكل مبدئي، تليها دعوة إلى عقد مؤتمر تأسيسي وبلورة مدونة سلوك لهذا المؤتمر التأسيسي المحدث لوكالة الاستخبارات الإفريقية.
وانصب النقاش خلال هذا المنتدى على عدد من المواضيع، منها على الخصوص، “الآفاق الاستراتيجية الإفريقية على ضوء التوازنات الهشة (سياق أمني غير مؤكد وطارئ)”، و”الجنوب .. مسرح لحروب الجيل الرابع (أو الحروب الهجينة)”، و”الاستخبار في عهد العولمة والتهديدات الشاملة”، و”الحرب السيبرانية : تهديدات جديدة وجيوسياسية جديدة”.
وعلى صعيد آخر، سجل أبوجزر أن شعار منتدى مراكش للأمن حول “الحفاظ على استقرار إفريقيا”، يدل على أن المغرب “يهتم جدا” بشؤون الأمن عموما والأمن الإفريقي خصوصا، إلى جانب مؤتمرات أخرى استضافها المغرب والتي تعنى بدورها بقضايا الأمن واستقرار القارة السمراء.
كما استعرض المشاركون قضايا أخرى على صلة بـ”النموذج المغربي في الدبلوماسية والدفاع والأمن”، و”الساحل في مواجهة خطر الجهاد”، و”بعد النوع .. عنصر للوقاية ومكافحة الطائفية كعامل للتطرف العنيف”، و”الطائفية والتطرف وإرهاب اليمين المتطرف في الغرب”.
أحدث التعليقات