وقد أطلق جيش الاحتلال ما لا يقل عن 92 قذيفة من أجل إجبار سناقرة على تسليم نفسه، حيث استشهد ثلاثة مقاومين، وأصيب العشرات. وواصل جيش الاحتلال أعمال هدم أقسام المقاطعة مدة ثلاثة أيام. وطوال الأيام الثلاثة كان الجنود ينادونه “أبو كف مقطوعة.. سلم نفسك تحصل على الماء والطعام”، إلا أن سناقرة كان مصمماً على عدم تسليم نفسه، وقال:” الاعتقال لم يكن خيارا بالنسبة لي..”.
وفي حينه قال سناقرة إن جنود الاحتلال في مرحلة معينة اقتربوا كثيرا من الأنقاض التي كان يختبئ تحتها، وظل يوما كاملا بدون حراك. ويقول:” شعرت بالعطش عندما عرض علي الجنود الماء، فقمت بالتبول بحذائي وشربت منه.. لم أكن على استعداد للانكسار وتسليم نفسي”!!. وتابع أنه ظل على حاله تحت الأنقاض مدة ثلاثة أيام متواصلة بدون نوم أو طعام.
وفي حادثة أخرى وقعت سنة 2006؛ أطلق عليه جيش الاحتلال النار فأصيب برصاصة في بطنه ووصفت حالته، في حينه، بالخطيرة. وفي أعقاب تدهور وضعه الصحي بسبب الإصابة، تم نقله من مخبآ سري إلى مستشفى نابلس، إلا أن قوات الاحتلال قامت بمحاصرة المستشفى بعد ورود معلومات تشير إلى أن سناقرة موجود فيه. قبل أن يتمكن شقيقه علاء سناقرة وعددا من رفاقه من تهريبه من المستشفى قبل وصول جنود الاحتلال.
سناقرة الذي أصيب أكثر من تسع مرات وفي بعضها بجراح بالغة الخطورة، أعلن الحرب على العدو الذي شرد عائلته من أرضها في العام 1948، وهو لم يبلغ الـ16 من عمرهح حيث دوّخ جنود الاحتلال وزرع الرعب في قلوبهم.
يعتبر أحمد سناقرة، أحد أبرز القادة العسكريين لكتائب شهداء الأقصى الذراع العسكرى لحركة التحرير الوطنى الفلسطينى ” فتح “، وقد كان أحد أبرز وأخطر المطلوبين لدولة الكيان الصهيونى وأجهزته الأمنية الهشة.
وكان سناقرة أبرز قادة كتائب الأقصى، وقد بدأ عمله بتقديم المساعدة للمقاومين الفلسطينيين في عمليات الرصد، ونقل العبوات الناسفة والمشاركة في عمليات إطلاق نار على جيش الاحتلال. وقد انفجرت ذات مرة عبوة ناسفة في يده مما أدى إلى بتر جزء من كفه.
وفي حينه وجد سناقرة سوية مع عدد آخر من المطلوبين ملجأ لهم في مبنى المقاطعة في نابلس، حيث مكث في القسم الذي كان يستخدم كسجن. وبعد أن وصل نبأ وجودهم في المقاطعة إلى جيش الاحتلال؛ قام بمحاصرة المبنى بقوات كبيرة، منذ ثلاثة أيام، تواصل فيها إطلاق النار والقذائف بكثافة على مبنى المقاطعة.
وفور مغادرة قوات الاحتلال المنطقة، على اعتقاد منهم أن سناقرة لم يعد على قيد الحياة، جاء شقيقه علاء مع رفاقه وبدأوا بإزالة الأنقاض في منطقة السجن الذي كان فيه، ولدهشتهم فوجئوا بأنه لا يزال على قيد الحياة.
ورفض أحمد الاستسلام وقاتل حتى النفس الأخير في آخر مواجهة بينه وبين قوات الاحتلال التي جردت من أجله، عشرات الآليات ومئات الجنود، وحاصروه بباحة أحد المنازل ولم يغادروا المكان قبل أن ينهوا حياته بوابل من الرصاص ليسقط شهيدا سنة 2008 وهو ابن الـ21 سنة.
أحدث التعليقات