لم يكن أشد المتشائمين من متتبعي الشأن السياسي العالمي، ينتظر أن تقوم كبريات القنوات ووكالات الأنباء العالمية بنشر صور وفيديوهات، تظهر اقتحام محتجين غاضبين لمقر الكونغريس الأمريكي، الذي يعتبر رمزا للديموقراطية الأمريكية والحامي لها منذ عقود .
رفض الولايات الجنوبية لرئاسة “لينكولن” دفعها لتشكيل الكونفدرالية في الأصل من قبل سبع ولايات هي: ساوث كارولينا وميسيسبي وفلوريدا وألاباما وجورجيا ولويزيانا وتكساس، بعد أن بدأت الحرب بين الولايات المتحدة والولايات الكونفدرالية في أبريل 1861 أو ما أسماه المنتصر في كتب التاريخ بالحرب الأهلية الأمريكية، انفصلت أربع ولايات هي فرجينيا وأركنساس وتينيسي ونورث كارولينا، وقبلت الكونفدرالية في وقت لاحق ميسوري وكنتاكي أثناء الحرب، لتشمل الكونفدرالية 11 ولاية من أصل 34 ولاية تشكل الولايات الأمريكية وقتذاك
ومنذ الأمس بدأ العديد من المتتبعين يقارنون بين الأحداث التي عرفتها الولايات المتحدة في تلك الحقبة، وما عاشته العاصمة واشنطن من مواجها ورفض أتباع الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب لنتائج الانتخابات الأخيرة .
فقد عاش العالم يوم أمس ساعات من الصدمة، وهو يتابع الأحداث ويشاهد فيديوهات اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب ، لمقر الكونغريس واشتباكهم مع حراسه، من أجل منع المصادقة على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن.
وبدأ العديد من المتتبعين يربطون بين أسباب اندلاع الحرب الأهلية الأمريكية 1861/1865 ، وما عاشته أمريكا يوم أمس الأربعاء ، حيث كانت أحد أسباب اندلاع الحرب الأهلية حينها هو عدم اعتراف الولايات الجنوبية بفوز المرشح الجمهوري حينها “لينكولن”، بسبب مواقفه من الرق، بينما اندلاع أحداث العنف في العاصمة واشنطن يوم أمس كان بسبب رفض أنصار الرئيس المنتهية ولايته لنتائج الانتخابات الأخيرة .
وبينما كان يستعد البيت الأبيض لاستقبال إبراهام لينكولن في مارس 1861، وتوديع حقبة الرئيس جيمس بيوكانان، أُعلن في فبراير 1861 عن انفصال الولايات الجنوبية الرافضة لقوانين إلغاء الرق، التي كان يدعو لها الرئيس الجديد إبراهام “لينكولن “.
فالولايات المتحدة التي يضرب بالعديد المثل في الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان، لم تكن كذلك دائما فقد عرفت حروبا أهلية وانقلابات ودسائس من أجل الاستيلاء على الحكم ، ومحاولة بعض الولايات الاستئثار بالحكم على حساب أخرى ، فالتاريخ يسجل كيف انقلبت الولايات الجنوبية عن الرئيس المنتخب “إبراهام لينكولن “.
مشاهد العنف التي عرفتها العاصمة الأمريكية واشنطن يوم أمس ، جعلت الكثير من العارفين بالتاريخ السياسي الأمريكي يضعون يدهم على قلوبهم، خوفا من عودة شبح الحرب الأهلية التي عاشتها الولايات المتحدة الأمريكية في حقبة سابقة .
ورغم أن الأحداث التي عاشتها الولايات المتحدة كان قد حذر منها العديد من المحللين والمراقبين الأمريكيين ،كما هو حال الصحفى المرموق بصحيفة النيويورك تايمز، «توماس فريدمان»، الذي حذر في حديث لشبكة CNN التليفزيونية، من احتمال أن تكون أمريكا متجهة نحو الحرب الأهلية الثانية بعد رفض الرئيس النقل السلمى للسلطة وترك مكتبه فى البيت الأبيض، إلا أن البعض كان يرى أن ما وصل إليه الشعب الأمريكي من تحضر قد يكون حاجزا أما خروج الأوضاع عن السيطرة.
أحدث التعليقات