استكمالا للمقال السابق نكتب هذه التكملة، إن التغيير للأفضل هو مطلب فطري في النفوس فلا أحد يقبل العيش في المستويات المتدنية والفاشلة إلا المعتوه والسفيه لذلك فإن الرغبة في التغيير تنبع من النفوس بشكل تلقائي فهذه أرض الله الواسعة وهذه الكنوز التي أودعها الله سبحانه وتعالى فيها ووهبها للإنسان ليعيش متمتعاً في هذه الثروات وهي الهبة الإلهية لمخلوقه الإنسان فوهب له الجماد والنبات والحيوان ليستعين فيهم لحياته، وكلما ظهرت سلطة على البشر فإنها تضع يدها على ثروات الرقعة الجغرافية الواقعة تحت نفوذها وتتصرف فيها وفق ما ترى فمنهم من يحسن الصنيع ويعطي (( ما لله إلى الله وما لقيصر إلى قيصر )) ومنهم من يتفاوت في درجة عدم الإنصاف وعليه تقاس درجة الظلم والأمر أحياناً لا يتوقف على الثروات الاقتصادية بل يتعداها إلى امتهان كرامة الناس وعدم تطبيق العدالة والمساواة.
هل يحق لأي سلطة مهما استمدت قوتها ونفوذها سواء من مصدر سياسي، اجتماعي، ديني، فكري، فئوي، حزبي… الخ أن تصادر ثروات المجتمع وحقوقهم الاجتماعية ؟
قياساً حتى الديانات السماوية والتشريعات الإلهية عندما سنت ” الحلال والحرام ” وضحت ارتباط الحلال بعدم تنافيه مع المصلحة العامة و الحرام بأضراره على الفرد والمجتمع وأن هذه الشروط كفيلة بتوازن المجتمع واستمراره وهناك بعض الاستثناءات في حالات الضرورة.
قد تسعى أنت لتغيير حياتك للأفضل لكنك تصطدم بمنهج رسمته السلطة وتعمل على استمرار تطبيقه وتنفيذه لا يحق لك بنظرهم أن تتعداه كونك أنت فلان من عامة الشعب، كما أن السلطة لا تهتم بكونك فرد من المجتمع يحق له تحسين حياته للأفضل وربما يكون ثمن محاولتك للتغيير نحو الأفضل بشكل فردي تسبب لك مضايقة في أحد جوانب الحياة أو تصل للتعذيب الجسدي وفي أشدها تصفية وإزهاق لروحك كونك تعديت بنظرهم للخطوط الحمراء التي رسموها.
قيل قديما أن ” اليد الواحدة لا تصفق ” والجهود الفردية وإن كانت عظيمة فإنها لا تستطيع الصمود أمام أجهزة متكاملة ومتشعبة في المجتمع وبالتالي معدل النجاح سيكون ضعيفاً وهذا ما يتطلب تجمع الأيادي والسواعد وتوحدها ولكن لتنجح هناك قواعد أساسية في تضافر هذه الأيادي لكي تنجح وهذا ما سيكون مضمون الجزء الثالث من سلسلة مقالات ” ثقافة الثورجية ” ودمتم سالمين.
أحدث التعليقات