وليس المغرب وحده الذي يواجه هذا التحدي، فالعالم بأسره يعيش مخاضا وتسابقا غير مسبوق بسبب ندرة اللقاحات المضادة لكوفيد واحتدام النقاشات العلمية حول فعالية عدد منها. وبالرغم من هذا، فالمغرب يعتبر حاليا من البلدان الرائدة على مستوى إفريقيا والبلدان النامية في مباشرة عملية التلقيح، حيث تلقى لحد الآن 2.5 مليون جرعة، وهو ما مكنه من مباشرة تلقيح الفئات التي توجد الصفوف الأولى في مواجهة الوباء.
كشفت نتائج دراسة علمية حديثة نشرتها المجلة البريطانية “The Lancet” أن نسبة فعالية لقاح “أسترازينيكا” لا تتجاوز 76٪، بعد الجرعة الأولى، فيما أن الجرعة الثانية منه لا يمكن تسليمها سوى بعد مرور 3 أشهر.
وبالرغم من التكتم الرسمي من جانب الحكومة ووزارة الصحة بخصوص موعد وصول الجرعات الجديدة المرتقبة، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أنه من المتوقع أن يستلم المغرب 4.5 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا و 700000 جرعة من لقاح سينوفارم الصيني في الأيام القليلة المقبلة. الأمر الذي سيسعفه مباشرة عملية تلقيح 2.6 مليون شخص آخر بالإضافة إلى 1.25 مليون شخص كانوا قد استفادوا من المرحلة الأولى من عملية التطعيم التي أعطى انطلاقتها الملك محمد السادس.
وفي حالة تمّ تأكيد هذه المعلومات فإنه من غير المستبعد أن يقدم المغرب على تغيير استراتيجيته الخاصة بحملة التطعيم ضد كوفيد-19 والتي انطلقت قبل أيام، حيث بذلك سيسابق الزمن لتفادي مشكلة ندرة اللقاح الذي طرحه المختبر البريطاني وجامعة أوكسفورد، بالإضافة إلى عدم اليقين بشأن موعد تسليم الجرعات المقبلة.
فبالرغم من أن السلطات الصحية المغربية قد توصلت ببضعة ملايين من جرعات هذا اللقاح إلا أن مواجهة ندرة اللقاح وعدم اليقين بخصوص مواعيد تسليم الجرعات المقبلة قد يدفع المغرب إلى اعتماد استراتيجية أكثر تطورا حتى تتكيف مع السياق العالمي مع الحفاظ على الهدف الذي رسمه والمتمثل في تطعيم 80٪ من المواطنين الذين تزيد أعمارهم عن 17 عامًا، لكسب رهان المناعة الجماعية التي باتت الحل الوحيد لمواجهة الفيروس التاجي.
وتبعا لهذه المعطيات، فالطريق لا يزال أمام المغرب طويلا للوصول إلى هدف تطعيم 20 إلى 25 مليون شخص في غضون مدة لا تتجاوز 3 أشهر، وفق الأرقام التي أعلنت عنها السلطات الصحية ببلادنا قبل أسابيع.
أحدث التعليقات