بسم الله الواحد الأوحد والصلاة والسلام على ابي القاسم محمد صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين الأئمة المعصومين من آل ياسين، لا أدعي الأعلمية بل أنا طويلب علم ولكن يحق لي كمتتبع على أقل تقدير أن أذكر انتقاداتي التي استنتجتها بعد ملاحظة طويلة لما يجري في عالم الأنساب العلوية في الفترة الأخيرة وسأسردها على شكل نقاط:
١- الوقوع في شبك المؤتلف والمختلف: وهو مصطلح معلوم في الأنساب أي ما تشابه من حيث التسمية واللقب واختلف من ناحية النسب مثلا هناك ربيعة طائية وربيعة عدنانية، وهذا اليوم أصبح مصيبة عظمى، فبسبب انتشار كتب الانساب الطالبية، فصار يبحث عن أي تشابه لاسم من السادة أو الطالبيين ليلصق بشخص حتى وان لم يذكر العلماء أن له عقب يتسمون عليه أو أنه بالاصل غير معقب بل يزيد الطين بلة عندما لا يفقه البعض حقيقة هذا العقب وهجراته وبعده الجغرافي، فصرنا نرى عمليات ترقيع وتركيب منكرة ، فتحتلق القصص الخيالية وتركب عليها أشعار مزيفة لتخرج لوحة وقحة من الانتساب الباطل.
٢- أختام النسابين: إن الأختام أو التواقيع على المشجرات أو الوثيقة كانت في الاصل إما للمباركة أو لاعتراف أصل بفرع أو لتثبيت بينة لا غبار عليها، أما اليوم فتجد مشجرات والاختام بها كثيرة لا تكاد أن تقرأ لتزاحمها ولا تجد فيها بينة قاطعة على اتصال النسب ولا تجد فيها شيء يصمد أمام اعتبارات إثبات الأنساب ونقول ملخصا ان الاختام أو التأييدات لا يعتد بكثرتها وقلتها وانما على ما ورد فيها من اثبات لصحة النسب، ومهما يكن النساب فهو ليس بمعصوم وهناك الكثير من النسابة المتقدمون وقعوا في اخطاء الاثبات والنفي ونجد من تراجع منهم ونجد أيضا مما ظهر فيما بعد أنه من توهماتهم.
٣- الكذب في الحمض النووي: علم الحمض النووي وفحوص Y-DNA مهمة وعلمية وعملية وبات واقعا ان سلالة معظم العرب هي J1 ولكن لا يعني الظهور على هذه السلالة ان المفحوص هو هاشمي بل ليكن كذلك عليه ان يكون اسفل التحور fgc8712 وما عدى ذلك لا يصح
٤- اختلاق مصادر وهمية: ظهرت مصادر دجل وكذب ما انزل الله بها من سلطان ومنها ما نسب لشخص يدعى محمد بن ياقوت اللاهوري الحسني، فلا نعلم هذا النسابة من لاهور عاصمة اقليم البنجاب والحسني كما يزعم اين هذا العالم فقد وجدت من الدجل انهم نسبوا عوائل عامية للنسب الشريف عبر هذا التزييف وهناك مصادر سابقة مزورة سنتعرض لها بمقال منفصل ان شاء الله.
٥- تزوير الوثائق: ظهرت الكثير من الوثائق المزورة والتي لا تتطلب سوى ورق قديم والكتابة بخط كالنسخ ومن ثم تعريضها للحرارة وبعض العوامل لتبدو كالقديمة ولكن كالعادة لا توجد جريمة كاملة فتجد المتناقضات بالمتن مما يبطلها تماما وهناك دكاكين وظيفتها تزوير هذه الوثائق الباطلة
٦- اختلاق شهرة : الشهرة مصطلح لم يحسن الكثير استيعابه وله شروط معينة لتفهم وتستوعب حسب كل حالة تدرس على حدة، اما لبس الاخضر والاسود واختلاق مسميات وتغيير شواهد قبور قديمة انما هي محاولات سهلة الكشف ويمكن دحضها
٧- خوض ادعياء علم النسب: ان يسمي الشخص نفسه مؤرخ ونسابة أمر سهل فلا نجد شخص اكمل تعليمه بل لا يعي حقيقة نصوص كتب النسب ومصطلحاتها وتدرجها ومدارسها المختلفة ومنابعها فصار يتكلم هؤلاء الجهلة بالنفي والاثبات مستخدمين نصوص ظاهرها الصحة وتوظيفها في غير محلها
٨- أمانة النسب: البطون الكبيرة كالاعرجية والموسوية والحسنية بأن تقوم بتكوين لجان انساب لرد الادعاءات الباطلة وتوثيق الصحيح وقامت عمادة السادة الاعرجية بانشاء لجنة للنسب الاعرجي قائمة على تحقيق مثل ذلك وهي خطوة ناجحة تحت رئاسة الثقة السيد حليم حسن عبد علي الاعرجي ونتمنى من البقية كالسادة آل مطاعن الحسنية وآل عطيفة الحسنية الحذو بمثل هذا الاتجاه
في الختام ان الانساب وعلومها أمر حساس ويجب التعامل في النفي والاثبات وفق خطوات منهجية ومن مختصين في الانساب كالطالبية والعلوية والعامة يكونون على قدر من العلم والخبرة والدراية والتقوى حتى لا يتم التلاعب بمثل ذلك.
أحدث التعليقات