وكل يدَّعي وصلاً بليلى
وليلى لا تقر لهم بذاكا
ظهر على السطح مؤخرا دعوى محمومة في الانسلاخ من النسب المعلوم إلى النسب العلوي عبر المتشابهات، فعندما أراد كمال الجبوري تخفيف العبئ على الناس بأن شجر تحفة الأزهار أدخل للبعض فكرة الانتساب للخطوط المنقرضة أو البعيدة عن بيئتنا اليوم للوصل بها عبر المتشابهات وبناء على هذه الرغبة تلقفتهم أيدي التزوير والتي سبق وأن أشار لها بيان الأشراف في الحجاز ونجد فلا تكاد ترى دعوى حديثة إلا وقد عضدوها عبر أحد هذه المصادر المعروفة بالتزوير واللهف وراء المال السحت الحرام.
إن النسابة السيد ضامن بن شدقم الوحاحدي الحسيني رحمه الله في أخر خبر نقل عنه في 1090 هـ يفصلنا عنه 347 سنة بالضبط أي قرابة ثلاثة قرون والنصف وهي ليست بالكثير وقد جمع في مصنفه الحجة على عقب جعفر الحجة بن عبيدالله الأعرج ، فله ذخيرة تأريخية من أجداده وأخواله علاوة على بحثه وتتبعه للأعقاب فلم يترك شاردة و واردة إلا وذكرها أو أشار إشارة تفهم وتعرف من خلاله أين العقب وما هو نهايته، وصل الحال من البعض أن نسب تذييل السيد مرتضى الزبيدي للسيد عميد الدين النجفي صاحب المشجر الكشاف فلم يفرق بين مصنف المشجر الكشاف وبين التذييل الأخير فأما السيد مرتضى الزبيدي فقد ذيل حسب ما وقع عليه من كتب وآثار وأشار لذلك ومن يتفحص كتابه يعرف ذلك جيداً.
نعكف على أمر أخر وهو فحوص Y-DNA والتي تربطنا في متابعتها أحداث منذ تفشيها بالخليج تقريبا في 2006 وظهرت مشاريع كثيرة احدها بالأردن تولاها الدكتور احسان محاسنة وكانت تعتمد على تحاليل الدم لماركر 20 ومن ثم التطورات التي حصلت ولا زال هذا العلم في طور النضوج حتى يصل لمرحلة فاصلة باذن الله، الأمر الذي صار مضحكا أن البعض ممن يروجون للادعاءات الباطلة صار يضحك على أقرانه في فحص ماركر 12 فيظهر على أحد السلالات الجينية وفي ديباجتها من الشركة أنه من المحتمل أنها سلالة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيطير بها ولا يعلم أن هذا الماركر 12 يعني أكثر من 30 ألف سنة مما يجمع العرب والعجم وقبل حتى تكون قريش وحتى لا يستغلون البسطاء والسذج نوهنا أنه ليس بدليل على السيادة ولا القرابة وحتى يثبت ذلك عليه أن يظهر أي تطابق ( ماتش ) مع أحد السادة المعلومين في ماركر 67 و 111 كأقل تقدير ومع هذا يبقى فحص Y Full Genome أهم في تحديد التقاربات الجينية لذا فإن الدعاوي التي يتم التسويق لها اليوم لا أساس لها من الصحة.
النسب له أمناء من كل بطن من بطون العلوية وهم مسئولون عن معرفة الصحيح والباطل وعليهم طرح مصنفات في هذا الصدد حتى يرفعوا الجهالة عن من قد يختلط عليه من زخرف الكلام والوثائق المزورة وبهذا رفعت الأقلام وجفت الصحف
أحدث التعليقات