أتقدم ببالغ الأسى والحزن وأحر التعازي والمواساة إلى بلدي الكويت قيادة وشعبا في الحادث الجلل والعمل الغادر الجبان بتفجير مسجد الامام الصادق عليه السلام في منطقة الصوابر سائلا المولى عز وجل القبول للشهداء والشفاء العاجل للمصابين وأن يحفظ الله الكويت من كل مكروه.
إن نعمة الأمان في الكويت أمر يدركه جيداً كل من عاش على هذه الأرض الطيبة فمن أقصى شمالها حتى أدنى جنوبها وشرقها وغربها تتجول بلا قيود وبكل أمان، فلا تخشى على نفسك سوءا ولا على ممتلكاتك مساساً، شعب طيب سمته البساطة والايمان، من الله علينا في الكويت أن الشعب مترابط في مختلف انتماءاته سني و شيعي و قبلي و حضري كلهم سيان يعيشون في وئام.
تاريخ الكويت يشهد بذلك فمن بناء سور الكويت الذي تعاضدت في بناءه مختلف الأيدي مرورا بالمصائب والأزمات والاحتلال الغاشم إلى اليوم تتجسد الوحدة الوطنية بأبهى صورة، فنجد أن فئات المجتمع تشترك في الأحداث وصنع التاريخ.
في المنطقة الواحدة تجد الجار السني والشيعي والبدوي والحضري يجمعهم المودة والترابط ونبذ الاختلافات، الشعب الكويتي عرف عنه أنه مسالم وأتذكر هنا كلمة للأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح رحمه الله التي ألقاها في 27 سبتمبر 1990م بالدورة 45 من اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث قال : ” أتيتكم حاملا رسالة شعب أحب السلام وعمل من أجله ومد يد العون لكل من استحقها وسعى للخير والصلح بين من تنازعوا وتعرض أمنه واستقراره ليد العبث ايمانا منه برسالة نبيلة أمرنا بها ديننا الاسلامي الحنيف وتحثنا عليها المواثيق والعهود وتلزمنا بها الأخلاق “، نعم هذه هي صفات شعب الكويت المسالم.
عندما بلغني خبر التفجير الآثم الغادر الجبان لم أصدق بل وكأنني في خارج دائرة العقل والاستدراك لم أصدق أن عابثاً أراد السوء لبلدي، ولم يكن لي سبيل من رد الدموع التي كانت أقل ما يعبر عن الحالة النفسية التي عشتها عندما رأيت صور الشهداء والمصابين وآثار التفجير في المسجد ولن أنسى ما حييت ما أبصرته من رؤية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه يتفقد الوضع ويطمأن على شعبه يحزن لحزنهم وألمهم، وما تلاه من زيارة صاحب السمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح رعاه الله للمكان وتفقده للموقع والحادث الأليم وحضر عدد من الوزراء والأعيان لتكون رسالة للعالم أجمع أن هذا البلد يتجسد فيه الحديث النبوي الشريف : (( مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى ))، فلقد كان بالأمس في كل منزل بالكويت عزاء وحزن، فحين أعلن بنك الدم عن حاجته لمتبرعين امتلأ في ساعات قليلة من مختلف أطياف المجتمع.
ستبقى الكويت بلد الأمان والسلام رغم أنوف الحاقدين أصحاب الأجندات الفاسدة، فعندما يطرق أمنها طارق يهب المجتمع بكل مشاربه ليلتف حول قيادته ليشكل سور الكويت الآمن من الترابط والرحمة وهذا عصي على المخربين أن يطالوه فهو بعيد المنال عنهم وسيدحر كل فاسد عابث خبيث .. لنردد جميعا لبيك يا كويت لبيك يا صاحب السمو عاشت الكويت حرة أبية رغم أنوف الحاسدين.
أحدث التعليقات