” هل أنت سني؟” ، ” هل أنت شيعي؟” ، ” يجب عليك أن تدعم ثورة سوريا” ، ” يجب عليك أن تدعم الثوار في البحرين” ،،، إلخ، كثرت مثل هذه التساؤلات والأحاديث في الآونة الأخيرة وهي إشارة إلى ارتفاع وتيرة الطائفية، تذكرت حينها ما كتبه الضابط الكندي وليام غاي كار والذي اغتالته الأيادي الخبيثة بعد أن فضح المؤامرات فقد كتب في كتابه ( حجارة على رقعة الشطرنج ) أنه أثناء معارك طاحنة بين المسيحيين الكاثوليك والبروتستانت وتفاخر بعضهم على بعض بما حصل في المعارك كان اليهود الذين أشعلوا فتيل الفتنة فيما بينهم يحصدون نتيجة هذا الخلاف والذي أتاح لهم المزيد من الصلاحيات والتمدد.
التاريخ يعيد نفسه والصهيونية ماضية في تحقيق ذلك لتحقيق حلم ” إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل” وذلك بعد أن ورثوا تركة الدولة العثمانية وقسموها باتفاقية سايس بيكو واليوم اقتضى أن يعاد تقسيم الفتات إلى فتات، ولا يمكن أن يتم التقسيم لولا وجود فتنة طائفية وعنصرية في البلدان التي يجب أن تقسم.
المتعصب المتطرف لن يستوعب الحقيقة مهما جئت له ببراهين وأدلة فسيبحث لمرضه النفسي على مخرج وسيساعده الشيطان في ذلك، لعلنا نستأنس بحديث صحيح رواه أبوموسى الأشعري رضي الله عنه ((ألا إنَّ بين يدَيِ الساعةِ الهرجُ قيل: يا رسولَ اللهِ وما الهرجُ ؟ قال: القتلُ والكذبُ مرتينِ قالوا: يا رسولَ اللهِ فواللهِ إنا لنقتلُ في العامِ الواحدِ أكثرَ مِن كذا وكذا قال: ليس بقتلِكمُ المشركينَ ولكن قتلًا يكونُ بينكم معشرَ الإسلامِ حتى إنَّ الرجلَ ليقتلُ أخاه حتى إنَّ الرجلَ ليقتلُ أباه قالوا: وفينا كتابُ اللهِ ؟ قال: وفيكم كتابُ اللهِ قالوا: ومعنا عقولُنا ؟ قال: تختلجُ عقولُ عامةِ أهلِ ذلك الزمانِ ويخلفُ لها هباءٌ منَ الناسِ يحسبونَ أنهم على شيءٍ وليس هم على شيءٍ )) إنها دقة عظيمة يصف فيها الرسول صلى الله عليه وسلم حالنا اليوم ولكن ما سيحدث حتى وإن قرأ الطائفي هذا الحديث وعرف إن كان في ركب الطائفيين فهو من ” هباء الناس” إلا أنه سيصر ويستكبر وهو لا يختلف عن إصرار المشركين على شركهم حينما كان يأتي الرسول عليه الصلاة والسلام بالحق أمامهم فيصرون على شركهم وكفرهم.
قبل سنوات تسربت ومتوفرة على الانترنت خرائط لتقسيم الشرق الأوسط وكان من ضمن المخطط سوريا والعراق لكننا لا ندرك أن ما يحصل اليوم هو ترتيب واعداد لما يخططون وكيف يمكن سحق شعب إلا بتفكيكه طائفيا وعرقياً بينما في إسرائيل تختلف الأعراق والطوائف ولا نجد مثل هذه الفتنة !!، لنا في التاريخ عبرة والسعيد من اتعظ بغيره، فعندما وعد المستعمر الشريف حسين أمير الحجاز بأن تنصبه ملكاً للعرب مقابل خدمته باسقاط الدولة العثمانية التي كان بها مظاهر للظلم وعليها بعض المآخذ وبعد ما تحقق لهم ما أرادوا ركلوه وصار نسيا منسيا.
من المضحك أن نستجيب لفتاوي المفتين تبيج جهاد المسلم على أخيه المسلم بينما كان لها صمت القبور على ظلم الناس في محيطها وكانت حتى لا تلتفت لأي صوت مظلوم يطلب منها نصرتها، لا أفهم ولا أستوعب ما الدافع الحقيقي الذي يجرفنا نحو الطائفية دون أن ندرك أنه هو الهلاك لنا جميعاً وأننا كالثور الأبيض والأحمر والأسود.
يا أحبتنا إن معرفة الحق هي ليست ما وجدت عليه أباءك وأجدادك كذلك يفعلون ولكن بأن تبحث عن الحق وتميل له وتعتنقه والحق لا يجزأ ولا يمكن للحق أن يكون في جانب إرهاق الأرواح والكراهية.
لتبحث عن الحق جرد نفسك من العاطفة وحاول أن تنظر للأمور بمقاييس متزنة وضع نفسك في موضع خصمك لتجد أن هناك الكثير مما فاتك، ودمتم سالمين.
شكرا على هذا المقال القيم
صحيح يجب ان يعي الجميع هذه الحقيقه.