أكدت صحيفة “أوك دياريو” الإسبانية أن وزارة الخارجية الإسبانية عاشت يوم الثلاثاء الماضي، 17 ساعة من التوتر والقلق، قبيل مغادرة زعيم البوليساريو إبراهيم غالي لأراضيها، وذلك بسبب الشروط والضغوطات التي فرضها المغرب.
وأكدت الجريدة الإسبانية أن الديبلوماسية في مدريد ظلت تحاول إقناع المغرب، لكن موقف الرباط كان ثابتا وحازما؛ لا يمكن لزعيم البوليساريو العودة في تلك الطائرة وإلا فإن العلاقات ستزيد تأزما بين البلدين.
ولفت المصدر الإعلامي إلى أن تلك الطائرة الجزائرية، هي نفسها التي نُقل عليها غالي شهر أبريل المنصرم لإسبانيا، وهي نفس الطائرة المستخدمة في إعادة الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة المريض من سويسرا عام 2019.
وأضافت الجريدة أن السلطات الإسبانية أبلغت نظيرتها الجزائرية بعدم إمكانية نقل غالي على تلك الطائرة، التي كانت تحلق في السماء، وهو ما أثار غضب الجزائريين.
ونقل المصدر ذاته عن مسؤولين شاركوا في عملية ترحيل غالي، أن هواتف وزارة الخارجية الإسبانية ظلت ترن دون توقف يوم الثلاثاء الماضي، وهو ما جعل مسؤولين يؤكدون أنهم لن ينسوا ساعات الضغط الطويلة التي عاشوها.
وبمجرد وصول طائرة الرئاسة الجزائرية للمجال الجوي الإسباني تلقت إشارة وأمرا واضحا بأنه عليها أن تستدير وتعود من حيث أتت، فدخولها مرفوض.
وبعد إبلاغ إسبانيا للسلطات المغربية بالرحلة، في إطار الشفافية التي تعهدت بها في التواصل مع المغرب بعد الأزمة الديبلوماسية، ظل الرد المغربي هو الصمت الذي تم تفسيره بأنه موافقة، قبل أن يأتي الرد المغربي بعد دقائق، في رسالة واضحة، مفادها أن هذا الأمر “غير مقبول” ومرفوض، ليربك الحسابات الإسبانية من جديد.
وظل الحل المتبقي هو نقل زعيم الجبهة الانفصالية على متن طائرة مدنية، لكن الجزائر أكدت عدم توفرها على طائرة مدنية بتلك المواصفات غير الطائرات الرئاسية، ما أدى إلى إسناد المهمة لإحدى شركات الإسعاف الجوي الفرنسية، في الوقت الذي يرجح أن تكون الجزائر هي التي دفعت تكلفة الرحلة وليس إسبانيا.
وبعد الرسو على شركة الطيران الفرنسة، فرضت الديبلومياسية المغربية شرط عدم مصاحبة أي مسؤول ديبلوماسي إسباني لزعيم الجبهة، وهو ما رضخت له كل من إسبانيا والجزائر.
وفسرت السلطات المغربية رفضها بكون الطائرة التي جاءت لتقل غالي هي طائرة حكومية، ومن الطائرات الطبية الموجودة في خدمة الرئاسة الجزائرية، وإعادة غالي في تلك الطائرة يعطيه معاملة رؤساء، في الوقت الذي ينبغي أن يعود فيه كأي أجنبي.
وأشارت الصحيفة إلى أن المغرب الذي علم بنوايا زعيم البوليساريو العودة إلى الجزائر، راسل وزارة الخارجية الإسبانية عبر القنوات الديبلوماسية، محذرا من مغادرة غالي إسبانيا دون المثول أمام القاضي.
وأبلغت الجزائر السلطات الإسبانية فجر الثلاثاء الماضي أن رحلة إعادة زعيم البوليساريو تنتظر الإذن بمغادرة مطار بوفاريك صوب إسبانيا، بخطة طيران سرية، لا تظهر فيها الوجهة النهائية للرحلة في المعلومات الإلكترونية الخاصة بها، وذلك لنقل غالي بعد مثوله أمام قاضي التحقيق.
وعلى إثر التحذير، تعهدت حكومة بيدرو سانشيز بإدارة خروج غالي من أراضيها بشفافية، ولكن ليس قبل أن يمثل أمام قاضي التحقيق بالمحكمة الوطنية الإسبانية، حول التهم الموجهة إليه والمتعلقة بالتعذيب وارتكاب جرائم حرب.
أحدث التعليقات