ووصف زعيم حزب الأصالة والمعاصرة، عند حديثه عن القاسم الانتخابي، الديمقراطية المغربية بالهشة؛ لكونها تعطي لحزب واحد إمكانية الهيمنة على المشهد السياسي، مبرزا أن وجود أحزاب متعددة في المشهد الانتخابي يحد من شراسة الأحزاب القوية، وأن القاسم الانتخابي من شأنه تفكيك مثل هذه الهيمنة.
أكد عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أن همه الأساسي كان، منذ توليه هذه المسؤولية، إبعاد الحزب عن السلطة؛ بالنظر إلى ما قال إيمانه بأنه لا يمكن لحزبه أن يتطور إلا إذا كانت له المسافة نفسها التي للأحزاب الأخرى منها.
وأكد المتحدث ذاته أن حزبه لم يأت لمحاربة الإسلاميين بل لتكريس الديمقراطية وتقويتها والحفاظ عليها، موردا أن الحزب الإسلامي في المغرب سيتطور كما تطورت الأحزاب الدينية في أوروبا إلى أحزاب ديمقراطية مسيحية؛ “لأن الديمقراطية تعلم ممارسة الحكم”.
عبد اللطيف وهبي، الذي حل مساء الأربعاء ضيفا على برنامج “حوارات الجامعة” الذي ينظمه مختبر الدراسات السياسية والقانون العام بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بفاس، شدد، خلال هذه المناسبة، على أنه إذا كان قد استطاع إقناع العالم بأن حزبه ابتعد عن السلطة فإن همه الأساسي الآن هو إقناع أعضاء الحزب الذين انخرطوا فيه إبان مرحلة التأسيس بممارسة السياسية دون الاقتراب من السلطة.
ودعا الأمين العام لحزب “الجرار” الشباب، وهو يتحدث لطلبة جامعة فاس، إلى ممارسة السياسة لأن المغرب في حاجة إليهم، مؤكدا أنهم يشكلون قوة كبيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، و”أن جهل السياسيين بهذه الوسائط يزيد من تعقيد الهوة بينهم وبين الشباب”، حسب تعبيره.
وفي معرض حديثه عن النموذج التنموي الجديد، أوضح وهبي أن أكبر ضحية للاختيارات التنموية خلال العشر سنوات الأخيرة كانت هي الطبقة الوسطى، التي قال بأنها طبقة تتدحرج نحو الفقر على الرغم من أنها تشكل أساس الاستقرار السياسي.
وأضاف الأمين العام لحزب “الجرار” أنه يريد أن تكون علاقة أعضاء حزبه بالسلطة “علاقة مبنية على احترام المؤسسات والدستور والديمقراطية والأحزاب الأخرى، فضلا عن احترامهم للنظام السياسي الذي كان يضع نفسه دائما على نفس المسافة من جميع الأحزاب”.
وأوضح وهبي أن “البام”، الذي قال بأن وصفه بحزب الدولة تحكمه المصالح والصراعات السياسية، جمع، عند تأسيسه، كثيرا من التناقضات، مبرزا أن هذه الأخيرة هي التي صنعت الحزب، وأن “الباميين” طرحوا، خلال المؤتمر الأخير لحزيهم، على أنفسهم سؤالين اثنين هما: “من نحن؟، وما ذا نريد؟”.
وأردف وهبي أن المغرب كان محظوظا بدستور 2011 الذي مكن الإسلاميين من تدبير الشأن العام، وأن حزبه كان أول المهنئين لحزب العدالة والتنمية عند فوزه بانتخابات سنة 2016، مبرزا أنه في المغرب يمكن توقع أي شيء؛ لكن لا يمكن استشراف طبيعة تشكيلة الحكومة المقبلة.
وأكد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أن التنمية يجب أن يكون محورها الأساس الإنسان المغربي، مضيفا أنه “يجب أن نستثمر في البشر وليس الحجر، وآنذاك ستتحقق التنمية الشاملة”.
أحدث التعليقات