وأكد نورالدين أحمد، في تصريح لموقع “نون بريس”، أن المغرب يوفي بجميع التزاماته في الشراكة والاتفاقيات التي تجمعه بإسبانيا في العلاقات الثنائية، في مقابل ذلك يطالب أن تقوم إسبانيا بحماية أمنه كما يساهم في حماية أمنها.
الخبير في العلاقات الدولية، نور الدين أحمد، يرى أن إسبانيا تريد أن تغير كل المكتسبات التي راكمتها العلاقات المغربية الإسبانية، إذ أن الأخيرة تطلب من المغرب أن يحمي حدودها من الهجرة غير الشرعية ومن العمليات الإرهابية وأن تكون له مواقف مساندة لإسبانيا، دون أن تقدم مقابل ذلك.
المكتسبات التي تراكمت منذ سنوات والتي وصلت إلى درجة أن إسبانيا أصبحت اليوم الشريك الأساسي للمغرب، جعلت المملكة تطلب من الجارة الشمالية أن تكون في مستوى هذه الشراكة؛ لأن العلاقة بين الدول تكون مبنية أساسا على الثقة والاحترام المتبادل ثم حماية المصالح والشراكة الاستراتيجية.
ولأن العلاقات الدولية مبنية على الندية والاحترام المتبادل وعلى تبادل المصالح، يضيف الخبير في العلاقات الدولية، نجد “إسبانيا اليوم باستقبالها لزعيم الانفصاليين قد برهنت على أنها تتآمر على المغرب مع أعدائه لنقض وحدة المغرب؛ كما أنها مجال واسع لتحرك الانفصاليين الذين يحضون أحيانا بالدعم الرسمي من بعض الوزراء وبعض مراكز القرار الإسباني وبعض الجهات في الدولة العميقة بإسبانيا”.
وأوضح المتحدث ذاته، أن المغرب اليوم يطالب إسبانيا في علاقاتها معه أن تكون واضحة “ما الذي تريده من المغرب، هل تريد أن تبني هذه الشراكة الاستراتيجية التي قُطعت فيها أشواط كثيرة؟”، إذا كان الجواب نعم؛ فعليها أن تتعامل مع المغرب باحترام في إطار العلاقات الدولية بمعنى أن تحترم سيادته وحدوده وأمنه كما يحمي أمنها من العمليات الإرهابية، وذلك بالامتناع عن استقبال أو تقديم أي دعم من الانفصاليين.
وأثارت التصريحات الصادرة عن مدريد والرباط والتي لا تؤشر على قرب التوصل إلى حل ينهي التوتر الحاصل بين الطرفين؛ تساؤلات حول ما الذي يريده الرفان من بعضهما البعض؟.
يبدو أن المكتسبات التي راكمتها العلاقات المغربية الإسبانية؛ ستكون تحت الاختبار بعد التوتر الذي تشهده العلاقات بين البلدين بعد استقبال إسبانيا لزعيم البوليساريو بهوية مزورة.
بل أكثر من ذلك، يشدد الخبير في العلاقة الدولية، على إسبانيا اليوم ” أن تصحح الخطأ التاريخي لأنها كانت جزءا من خلق مشكل النزاع في الصحراء بتلكؤها في إعادة الأراضي المغربية التي كانت تحتلها”.
وأشار نور الدين أحمد، إلى أن “هذه العلاقات راكمت العديد من المكتسبات يجب اليوم في إطار هذه الأزمة -وأظن هذا هو الاتجاه الذي يدفع فيه المغرب- إلى تحويلها إلى فرصة لحل جميع الإشكالات القائمة لبناء علاقات جديدة على أسس متينة من الشراكة الاستراتيجية المتوجهة نحو المستقبل”.
أحدث التعليقات